أعلن أمس في المنامة عن تأسيس شركة «نسيج»، إذ يقود بنك إثمار ومقره البحرين اتحادا مكونا من 9 شركات في المنطقة لتأسيس الشركة الجديدة، التي يبلغ رأس مالها المدفوع 300 مليون دينار (796 مليون دولار).وستقوم الشركة بتوفير خدمات التطوير والتشييد وتصنيع وتوريد مواد البناء وخدمات إدارة المرافق والرهن العقاري وكذلك التخطيط والاستشارات العقارية وخدمات التسويق.(تصوير: أحمد آل حيدر).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رأس مالها المدفوع 300 مليون دينار

طرح 40 % من «نسيج» للاكتتاب قبل نهاية العام

المنامة - المحرر الاقتصادي

تطرح شركة «نسيج»، وهي أول شركة متكاملة تعمل في التطوير العقاري والبنية التحتية يتم تأسيسها في البحرين، 40 في المئة من أسهمها للاكتتاب الأولي قبل نهاية العام الجاري في وقت تشهد المنطقة نهضة عمرانية قوية ناتجة عن الازدهار الاقتصادي الذي تعيشه دول الخليج العربية.

ويقود بنك إثمار ومقره البحرين اتحادا مكونا من 9 شركات في المنطقة لتأسيس الشركة الجديدة، التي يبلغ رأس مالها المدفوع 300 مليون دينار (796 مليون دولار).

ويملك المؤسسون 60 في المئة من أسهم الشركة التي من المنتظر أن تبدأ نشاطها في أول العام المقبل.

ويضم الاتحاد الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي، وهي الهيئة التي نتجت عن دمج صندوق التقاعد والهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية، وشركة «الصفاة للاستثمار الكويتية» وبنك البحرين والكويت وبنك الإسكان و»النخيل كابيتال» و»فينتشر كابيتال بنك» و»بيت الاستثمار العالمي الكويتي» ومصرف الشامل وشركة «الإثمار للتطوير» المملوكة إلى بنك إثمار.

وستطرح الأسهم من دون علاوة إصدار إذ ستبلغ قيمة السهم العادي 100 فلس، لكن قد تضاف إليها رسوم إصدار تبلغ بين 2 و3 في المئة ولكن هذا لم يتأكد بعد بحسب قول المسئولين. وسيتم إدراج الأسهم في بورصة البحرين للأوراق المالية.

وستقوم الشركة بتوفير خدمات التطوير والتشييد وتصنيع وتوريد مواد البناء وخدمات إدارة المرافق والرهن العقاري وكذلك التخطيط والاستشارات العقارية وخدمات التسويق.

وستستحوذ الشركة على مصانع في المنطقة وتقوم باستيراد وتوفير المواد الضرورية للبناء والتشييد وخصوصا تلك التي تعاني البحرين نقص منها.

وقال بيان من البنك الاستثماري الإسلامي (إثمار) إنه «نجح في قيادة مجموعة من الشركات الاستثمارية الإقليمية لإطلاق «نسيج» برأس مال مصرح به وقدره مليارا دينار بحريني وبرأس مال مدفوع وقدره 300 مليون دينار بحريني، وهي شركة متكاملة تعمل في التطوير العقاري والبنية التحتية، وستقدم الخدمات والحلول إلى كل ما يتعلق بقطاع الإنشاءات والعقارات.

وذكر البيان «باعتبارها أول شركة تطوير عقاري وبنية تحتية متكاملة في الشرق الأوسط، ستدشن نسيج حقبة جديدة من التغيير في قطاع الإنشاءات بالمنطقة وستحقق مزايا عدة من وفورات الحجم بالشركة».

ووافقت حكومة البحرين قبل عدة أسابيع على طرح 40 في المئة من رأس مال الشركة في اكتتاب عام مبدئي، وستدرج هذه الأسهم في بورصة البحرين للأوراق المالية في وقت لاحق من هذا العام.

رئيس مجلس إدارة بنك الإثمار خالد جناحي أوضح أن إطلاق «نسيج» يعد «إنجازا مهمّا في مسيرة تطور اقتصاد البحرين، ويأتي ثمرة للتعاون بين مؤسسات متنوعة من القطاع الخاص تعمل معا في تناغم من أجل توفير خدماتها في ظل النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده المملكة».

وأفاد جناحي أن قطاع الإنشاءات في البحرين عانى «ولمدة طويلة من القيود المفروضة على الموردين ونقص المهارات اللازمة، ونتج عن ذلك تأخر إنجاز الكثير من مشاريع التطوير الكبيرة وإعاقة النمو الاقتصادي».

وأضاف «من هنا برزت الحاجة إلى شركة مثل نسيج التي جرى إنشاؤها برغبة جماعية لإزالة العقبات التي تعترض الموردين والإسراع في تطوير المملكة من خلال تأسيس شركة تطوير عقاري متكاملة تدير جميع خدمات قطاع الإنشاءات والعقارات من مراحل التخطيط الأولية إلى تصنيع مواد البناء وتسويق وتمويل مشاريع التطوير».

وبيَّن أن الخدمات التي ستقدمها «نسيج» تشتمل على الإنشاء والتطوير، وتصنيع وتوريد مواد البناء، وخدمات إدارة المرافق، والاستشارات العقارية، وتسهيل تقديم الخدمات المالية والتسويقية، وأن من أهم سمات «نسيج» أنه تم إنشاؤها لتوفير حلول إسكانية لشعب البحرين.

وقال جناحي: «سيتحقق ذلك من خلال وضع كل المعرفة والخبرة المطلوبة بالإضافة إلى الموارد الأخرى لدى المساهمين المؤسسين لشركة نسيج من أجل توفير مجموعة من الخدمات التي لم تكن متاحة من قبل، وستركز مبدئيّا على السوق البحرينية لكنها في الوقت ذاته تخطط إلى التوسع في دول الخليج الأخرى وغيرها من الدول في غضون الأعوام القليلة المقبلة».

وأضاف «لقد بدا واضحا من أزمات السوق في الآونة الأخيرة أنه لا تتوافر في المملكة القدرة على إدارة الطفرة التي يشهدها قطاع الإنشاءات والعقارات في البحرين. فالمملكة تعتمد بدرجة كبيرة على الاستيراد لتغطية الطلب على مواد البناء الأساسية وهو الأمر الذي أعاق تطورنا وحال دون إكمال الكثير من المشاريع الإسكانية والبنية التحتية في موعدها المقرر وهي مشروعات تلعب دورا رئيسيّا في تعزيز التقدم الذي تشهده البحرين». كما بين جناحي أن بنك الإثمار والمساهمين الرئيسيين في «نسيج» قرروا ألا يدفع المساهمون أكثر من القيمة الاسمية للسهم عند طرحها للاكتتاب العام المبدئي.

وأضاف «نهدف من وراء إطلاق أول شركة تطوير عقاري وبنية تحتية متكاملة في المنطقة إلى تقديم دفعة قوية لقطاع الإنشاءات والعقارات في البحرين، ومن خلال ضمان استقرار الأسعار والمنافسة فإننا سنعمل على ضمان توفير مساكن تناسب جميع شرائح المجتمع البحريني الذي سيستفيد بلا شك من شركة بحجم وإمكانات نسيج».

وتشير التقارير إلى أن قطاع التطوير العقاري في دول مجلس التعاون الخليجي الست تفوق قيمته 2000 مليار دولار ويبلغ ما يحظى بالتنفيذ ما لا يقل عن ربع هذه المشروعات، ولدى مملكة البحرين وحدها مشاريع تبلغ كلفتها نحو 7,5 مليارات دولار، بالإضافة إلى مشاريع أخرى قادمة تقدر بحوالي 18,5 مليار دولار.

وتؤكد التوقعات استمرار الطلب على مشاريع التطوير العقاري في البحرين لتبلغ ذروتها في العام 2010.

وقد نتج عن الطفرة في قطاع العقارات زيادة كبيرة في الطلب على مواد البناء مع زيادة سعر الأسمنت بنسبة 50 في المئة في السنوات الثلاث الأخيرة.

كما نسب البيان إلى وزير الإسكان رئيس مجلس إدارة بنك الإسكان الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة قوله إن زيادة إيرادات النفط وسياسة تحرير سوق العقارات ساهمتا معا في دفع الطلب في قطاع الإنشاءات في البحرين وفي منطقة الشرق الأوسط إلى مستويات فاقت المعروض من المواد الخام والأيدي العاملة الماهرة ما أعاق المقاولين عن إنجاز مشاريع التطوير بحسب الخطط الموضوعة.

وذكر أن اعتماد البحرين شبه الكامل على الاستيراد في توفير مواد البناء عرضها لمخاطر توقف العمل في مشاريع الإنشاءات، وهو ما دفع إلى التفكير في إنشاء «نسيج» لكي تقلل من هذه المخاطر إلى حد كبير، وأنها ستساهم في استقرار السوق بتوفير مواد وخدمات البناء بأسعار تنافسية وبشكل منتظم يساعد على إنجاز مشاريع التطوير في المواعيد المحددة.