قتل أربعة أميركيين وستة عراقيين في انفجار وقع أمس (الثلثاء) داخل مبنى المجلس البلدي لمدينة الصدر، معقل «جيش المهدي» شرق بغداد، وأشار الجيش الأميركي بأصابع الاتهام إلى إحدى «المجموعات الخاصة» التي تموّلها إيران.
وقال مسئول في السفارة الأميركية في بغداد لوكالة «فرانس برس» إن «انفجارا وقع داخل مبنى المجلس البلدي في مدينة الصدر، ما أسفر عن مقتل جنديين أميركيين واثنين من المسئولين الأميركيين العاملين في السفارة الأميركية في بغداد».
وأوضح أن «أحدهما هو موظف مدني يعمل لصالح وزارة الدفاع الأميركية، والآخر أحد العاملين المدنيين في الوزارة».
من جانبها، أكدت مصادر أمنية عراقية مقتل ستة عراقيين وإصابة عشرة أشخاص آخرين بجروح في الانفجار.
وكانت حصيلة أولية أشارت إلى مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين بجروح.
كما أصيب جندي أميركي آخر وثلاثة من أعضاء المجلس بجروح، وفقا لبيان للجيش الأميركي.
وقال الكولونيل جون ديغيام-باتيستا ضابط العمليات في الفرقة الرابعة للجيش الأميركي وفقا للبيان إن «هذا الاجتماع هو الرابع من نوعه في المجلس البلدي، بقيادة العراقيين المصممين على تغيير الأمور في مدينة الصدر ودفعها إلى الطريق الصحيح».
في السياق ذاته قال اللواء قاسم عطا المتحدث باسم قيادة عملية «فرض القانون» الجاري تطبيقها في العاصمة أمس إن عسكريا عراقيا قتل وجرح أربعة آخرون خلال عمليات شنتها قوات الجيش والشرطة العراقية لضبط القانون في بغداد خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وأوضح عطا في تصريح صحافي أن «القوات العراقية شنت أمس الأول عمليات عسكرية لتعقب الجماعات المسلحة لتطهير مدينة بغداد من الزمر الإرهابية وتمكنت من اعتقال 63 مطلوبا وتحرير مختطفين اثنين وإبطال مفعول 15 عبوة ناسفة».
وأضاف بالقول إن «أحد العسكريين العراقيين قتل وجرح أربعة آخرين جراء هذه العمليات».
في غضون ذلك عقد قادة جبهة التوافق العراقية في بغداد اجتماعا وصف بأنه حاسم تركز حول عودة وزرائها إلى الحكومة التي يرأسها نوري المالكي وقرروا تشكيل لجنة لوضع آليات تضمن حصول كل من مكونات الجبهة الثلاث على حصة متوازنة في التشكيلة الوزارية الجديدة.
ونسبت صحيفة «الصباح» الحكومية الثلثاء إلى مصادرها قولها إن «قادة الكيانات الثلاث المكونة لجبهة التوافق (الحزب الإسلامي العراقي برئاسة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ومؤتمر أهل العراق برئاسة النائب عدنان الدليمي ومجلس الحوار برئاسة النائب خلف العليان) اتفقوا على تشكيل لجنة لوضع آليات تضمن حصة كل من هذه المكونات في الوزارات والمناصب الحكومية المخصصة للجبهة» التي عقدت اجتماعها مساء أمس الأول (الاثنين).
ولفتت المصادر إلى عزم اللجنة الانتهاء من مهمتها في أقرب وقت، مرجحة أن يتم تقديم قائمة مرشحي الجبهة للمقاعد الوزارية الشاغرة خلال لقاء قريب يعقد بين رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية رئيس الحزب الإسلامي العراقي طارق الهاشمي.
من جهته، أصدر قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال ديفيد بترايوس تعليمات جديدة خاصة بمقاومة التمرد في العراق تركز على أهمية إشراك المواطنين العراقيين في مواجهة المسلحين.
وتدعو التعليمات التي جاءت في وثيقة من 23 صفحة حصلت وكالة «فرانس برس» على نسخة منها الثلثاء، الجنود الأميركيين إلى التعامل مع المواطنين العراقيين واحترامهم، وفي الوقت ذاته مطاردة عناصر «القاعدة» والجماعات المتطرفة المسئولة عن زعزعة استقرار البلاد البالغ عدد سكانها 25 مليون نسمة.
العدد 2119 - الثلثاء 24 يونيو 2008م الموافق 19 جمادى الآخرة 1429هـ