وقد أبلى أحمد أبو حكيمة بلاء حسنا في تعهد طلاب البحرين بالرعاية الأبوية، وكان مكتبته مفتوحا لتذليل الصعوبات، ومنزله وعائلته مضيفا و مُؤنسا عن الوحشة والبعد عن الوطن.
ولي مع أبو حكيمة (رحمه الله) لقاءات ومناقشات وذكريات لا تنسى في مونتريال و في البحرين، وفي لبنان ولندن.
ومن الأساتذه الآخرين في ماك جيل الذين أبدوا رعاية وحبا أبويا لطلاب البحرين الأستاذ موسى كمال ولعل تلك الرعاية والحب أن تكون من صفات الأساتذة العرب في مونتريال.
و أبوحكيمة كان مديرا لقسم دراسات التاريخ الإسلامي في جامعة ماك جيل الذي يتولى رئاسته استاذ مستشرق من أصل يهودي. واختلاف الآراء ووجهات النظر كان أمرا واردا بينهما سواء في تقدير الامتحانات والشهادات أو في أنشطة القسم البحثية والثقافية والاجتماعية وغيرها... مما أدى في النهاية الى استقالة ابوحكيمة بعد سنوات من مزاولة التدريس في الجامعة حتى انتقل الى جوار ربه -رحمه الله- في أوائل التسعينيات.
ولجامعة ماك جيل مزايا كثيرة عدا شهرتها كجامعة عريقة ومن ذلك مكتبتها الكبيرة المفتوحة ليلا ونهارا... ثم موقعها الممتاز الذي يجمع بين منشآت ومرافق وسط المدينة من جهة والمناظر الطبيعية الخلاّبة من حدائق وبحيرات طبيعية على الجهة الأخرى - وفي جوار الجامعة مجمع ضخم يضم فندقا أو اكثر ذوات طوابق متعددة يسمى لاسيتى lacity وشققا كثيرة للسكن، وأسواقا كبيرة وصالات لمختلف الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية، ومسابح وكلها متصلة بمداخل لمدينة الأسواق الممتدة الى عمق المدينة تحت الأرض ولها مداخل موصلة الى مخازن التسّوق المشهورة بحيث لا يحتاج المرء الخروج الى الشارع خلال المطر أو البرد... وتشتهر كندا واليابان بهذا النوع من الأسواق الكبيرة تحت الأرض وكذلك بعض مدن العالم الاخرى مثل: كوريا.
6 - جامعة «سينا» في إيطاليا
اخذنا دليل السياحة إلى مدينة (سينا siena ) القريبة من فلورنس، وتوقف بنا عند بناء تاريخي قال: إنه جامعة (سينا) وأنها أوّل وأقدم الجامعات في العالم ... وإلى مصرف (بنك) قريب وقال: أنه أوّل وأقدم مصرف في العالم يملكه اليهود وإنّ هذا المصرف وتلك الجامعة كانا مركز تموين الحملات الصليبية على العالم الإسلامي بالمال والرجال ... فيا لها من شهرة عظمية لمدينة (سينا).
7 - جامعة «كولجستر» Clchester
تقع الجامعة على مقربة من مدينة «كولجستر» التاريخية العريقة في شمال شرق لندن .. من حيث أتى أول الغزاة الرومانيين للجزر البريطانية. وقد ذهبت اليها؛ لتسجيل أحد أبنائي الذي أتّم دراسته فيها.
وموقع الجامعة الريفي الجميل كان من دواعي افتتاني بها وبالتلال الخضراء من حولها حيث كنت أمارس المشي. وهي مثل الجامعات الأخرى في العالم الحديث التي يسترعي اهتمامنا فيها الوجود البارز لأندية الطلبة ومؤسساتهما التي تهيئ لهم مشاركة وحضورا في مساعدة الطلبة الجدد وتقديم الاستشارات لهم وتهيئة السكن، وممارسة الرياضة والألعاب المسلية والتمثيل ووسائل القراءة ومراجعة الدروس وقاعات الاجتماعات والمحاضرات... علاوة على دورها في التواصل مع ادارة الجامعة والمؤسسات الرسمية وتمثيل الطلاب.
ومن الأمور التي لفتت انتباهي في هذه الجامعة مكاتب البنوك التي تقدّم للطلاب قروضا من دون فوائد تساعدهم على تدبير شئون السكن والرسوم والمعيشة ولا سيما عند أوّل قدومهم للجامعة. وكذلك رخص تذاكر المواصلات العامّة من الجامعة الى المدينة وبالعكس.
ان مدينة (كولجستر) على صغر حجمها تحفة معمارية تاريخية لا يمل الإنسان من التجوال في معالمها وبين أسوارها أو في شوارعها ومطاعمها وفنادقها التي تجمع بين التاريخ ونكهة الماضي ووسائل العصرالحديث.
8 - جامعة «اكستر» في بريطانيا
اشتهرت اكستر بدورها في الدراسات الشرقية وعقد المؤتمرات والندوات لكبارالمشهورين من المثقفين والسياسيين حول قضايا الإسلام والشرق الأوسط. وقد حاضر فيها عدد من وزراء البحرين والخليج من بينهم المرحوم يوسف الشيراوي.
وخلال زياراتي لها وجدت قريبا من بابها عربة كبيرة تضم مكتبة متنقلة. وتعرفت على الموظف المسئول فيها وأخبرني أن العربة تتبع جامعة (اسكس) وهي تتيح للطلاب وغيرهم الدخول اليها وقراءة الكتب والصحف ولها مواقع محددة تقف فيها. ثم أخذوني معهم الى جامعة (اسكس) وتعرفت على بعض المسئولين فيها وشرحوا لي عن قسم جديد انشأته الجامعة؛ لتدريب الطلاب على حساب بعض الشركات وتأهيلهم للعمل في تلك الشركات.
9 - جامعة ومكتبة ومطبعة ليدن في هولندا
وهي أشهروأقدم المكتبات في العالم ذات الاهتمام بطبع المخطوطات العربية والإسلامية وكتب المستشرقين. وقد وافقوا على تزويدي بخمسة مجلدات تحتوى على فهارس المخطوطات العربية لديهم وقدّموا لي صورة لمخطوطة للقرآن الكريم آملين أنْ يجدوا من مؤسسات خليجية الاستعداد لطبعها. وذلك بعد مشاركتهم في معرض للطباعة والنشر أقيم في البحرين أوائل الثمانينيات.
10 - جامعة لشبونة
ولها امتداد واسع على ربوة في العاصمة فيها دار الوثائق والمخطوطات التي كانت سابقا تشمل الحيز الأرضي من مجلس الكونغرس البرتغالي. وتسمى «توري دي تومب»:
(trre detmb) ) ومعرفتي بهذه الدار ترجع إلى سنة 1972 وقد أخذني اليها رئيس معهد الدارسات الشرقية الأب البروفيسور (دي سيلفا ريجو) ) برفقه نائبه (دياس فرينها). للاطلاع على المخطوطات التي تخص الوجود البرتقالي في البحرين وهرمز والخليج العربي. وقد تمّت تلك الزيارة بمرافقه الوزير المفوّض البرتغالي في القاهرة السيد (بوشتوش) وذلك للتعرف على البرتغال ومعالمها وآثارها وتقدمها في صناعة السفن والصناعات الكيماوية والأدوية الطبية وغيرها بما في ذلك زيارة المؤسسة الخيرية العملاقة للسيد كولبانكيان عراقي الأصل المعروف بالسيد خمسة بالمائه - واثمرت تلك الزيارة في توطيد العلاقات مع البحرين حيث ساهمت البرتغال في ادارة مشروع الحوض الجاف لبناء السفن في البحرين عن طريق الشركة المختصة في البرتغال والمعروفة باسم «ليزنيف (lisneve)
ثم تكررت زياراتي لدار الوثائق منذ التسعينيات من القرن الماضي بصحبة البروفيسور دياس فرنيها ونقلت منها صورا عديدة من تلك الوثائق، التي قدمتها لإدارة الآثار والتراث مع اقتراح لعقد اتفاق ثقافي بين البحرين والبرتغال لترجمة تلك الوثائق الى العربية ولاسيما فيما يتعلق بالوجود البرتغالي في البحرين و الخليج عامّة.
العدد 2120 - الأربعاء 25 يونيو 2008م الموافق 20 جمادى الآخرة 1429هـ