في مواجهة صعبة يلتقي المنتخب الاسباني مع نظيره الروسي في الدور قبل النهائي، هذه المواجهة قد لا تفتح اللعب على مصراعيه وقد تكون هناك بعض القيود الحذرة خوفا من الخسارة وضياع الأمل الذي قد لا يتكرر من جديد بعد 4 أعوام، ولكن من تكون لديه روح المجازفة والجرأة في التعامل الحسن مع مجريات الشوطين سيكون الأقرب إلى الفوز.
إسبانيا وروسيا تأهلا إلى هذا الدور بعد أن أطاحا بكبار المرشحين للبطولة ولكنهما قالا كلمتها وخصوصا الفريق الروسي الذي قلب الطاولة على رأس الفريق الهولندي بثلاثية كان بالإمكان أن تتضاعف لولا سوء التقدير أمام المرمى من مهاجمي الفريق الروسي. والفريق الاسباني تأخر كثيرا في الإطاحة بأبطال العالم حتى ركلات الجزاء بتألق الحارس كاسياس بصده ركلتين رجحت كفة فريقه في الفوز والتأهل إلى الدور قبل النهائي لمواجهة روسيا.
المدربان سيكون لهما الشأن الأكبر في تحديد هوية الفريق المتأهل إلى النهائي من وضع طريقة وأسلوب اللعب والقراءة الفنية الجيدة بالإضافة إلى وضع التشكيلة المتميزة واجراء التبديلات الضرورية التي تغير المجرى لصالح الفريق ومالديهما الرصيد الكبير من الخبرة لن يبخلا بها طوال الـ90 دقيقة.
عن هذا اللقاء العاصف وقف «الوسط الرياضي» مع المدرب الوطني صقر خميس الذي حلل الفريقين فنيا وبدأ حديثه بالقول: «أتوقع أن تخرج هذه المباراة بصورة قوية وقد تكون أقوى المباريات في المونديال الأوروبي لعدة أسباب منها وجود اللاعبين أصحاب المهارات العالية في الفريقين وخصوصا في الفريق الاسباني ووجود السرعة في الفريق الروسي مع الانضباط التكتيكي في المباريات.
الفريق الروسي خسر أولى مبارياته في البطولة من اسبانيا وهو اليوم يريد رد الاعتبار خصوصا أن لديه أندريه ارشافين الذي لم يلعب أمام اسبانيا هو اليوم موجود في التشكيلة قد يغير المجرى لكفاءته الفنية.
لذلك أتوقعها أن تكون من المباريات الممتعة نسبة إلى المعطيات الفنية في مباراتيهما السابقة وهناك تقارب كبير في المستوى الفني مع الأفضلية النسبية لاسبانيا.
واضاف «لا أتوقع أي تغيير على طريقة اللعب لدى المدربين خصوصا الفريق الروسي فهما يسيران في الطريق السليم ما عدا اعطاء واجبات للاعبين بحسب نقاط القوة والضعف لدى الفريق الآخر، وقد يتغير الأسلوب ولكن الاستراتيجية ستكون موجودة وثابتة، والفريقان كل منهما يعرف الآخر لكونهما التقيا معا وهما يعرفان السلبيات والايجابيات بعضهما».
وتابع «الفريق الاسباني يعتمد على استحواذ الكرة بشكل جيد ويعود ذلك إلى مهارات لاعبيه خصوصا في الهجوم مع وجود ثنائي خطر بين فيا وتوريس وهي من نقاط اسبانيا القوية وتمريراتهم متقنة وهجومهم خطر ومصدر خطورته في وسطه وهجومه.
أما روسيا فلديه التنوع في اللعب والاعتماد على السرعة والتقيد والالتزام بالتكتيك الموضوع من قبل المدرب والمعروف أن الفريق الروسي قد حفظ من المدرب طريقته ونفذها بحذافيرها ويلعب بالسرعة الجماعية ومن الصعوبة أن تسيطر على فريق يلعب بالسرعة الجماعية».
وقال أيضا: «الفرص في المباراة ستكون قليلة جدا ولن تشبه مباريات الدور ربع النهائي والسبب في الخوف من الخسارة والنظر إلى التأهل إلى النهائي، وقد يكون هناك نوع من الحذر في كل فريق في الشأن الدفاعي وسيكون هناك اغلاق للمنطقة الدفاعية؛ لأن الرغبة في تحقيق الانجاز سيطغى على أسلوب اللعب وسيكون هناك توازن بين الحالين الدفاعية والهجومية».
وقال أيضا: «أعتقد أن مدرب روسيا هدينك هو الأكثر جرأة وخبرة وتحقيق الانجازات، ويطمح هو ومدرب اسبانيا في الفوز، ولكن أتوقع فوز اسبانيا بنسبة 60 في المئة إلى فوز روسيا بنسبة 40 في المئة. نأمل أن نشاهد لقاء قوي ينعكس بالفائدة علينا نحن كمدربين».
العدد 2120 - الأربعاء 25 يونيو 2008م الموافق 20 جمادى الآخرة 1429هـ