بعد نجاحه في تسجيل الهدف القاتل والحاسم للمنتخب الألماني لكرة القدم في الدقيقة الأخيرة من مباراته أمام تركيا مساء أمس الأول (الأربعاء) في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة (يورو 2008) استحق فيليب لام الفوز بجائزة أفضل لاعب في المباراة.
ولكن لام الذي صنع الهدف الثاني أيضا للمنتخب الألماني في هذه المباراة التي انتهت بفوز الفريق 3/2 تسلم الجائزة بنوع من عدم الرضا بعد المجهود الكبير الذي بذله الفريق من أجل تحقيق الفوز على الأتراك، إذ شهدت فترات عدة من المباراة ندية وقوة وحماس في أداء الفريقين.
وقال ظهير أيسر بايرن ميونيخ الألماني فيليب لام إن لاعبين آخرين كانوا أكثر منه استحقاقا للفوز بهذه الجائزة.
ولكن لم يتضح ما إذا كان يشير بذلك إلى لاعبين آخرين من المنتخب الألماني أو من بين صفوف المنتخب التركي.
ولكن كان من الصعب اختيار أي لاعب من الفريق الألماني من خلال مباراة أمس الأول التي أقيمت على استاد سان جاكوب بارك بمدينة بازل السويسرية، إذ تألق منتخب تركيا في المباراة وسيطر على مجريات اللعب في وسط الملعب وشكل خطورة فائقة على المرمى الألماني.
وواصل المدير الفني للمنتخب الالماني يواخيم لوف الاعتماد على طريقة اللعب 4/2/3/1 والتي تغلب بها على نظيره البرتغالي 3/2 في دور الثمانية وأبقى على الثنائي توماس هيتزلشبيرجر وسيمون رولفس في وسط الملعب على رغم استعادة تورستن فرينغز مستواه العالي.
وقال لوف إن القرار كان صعبا إذ غاب فرينغز بذلك عن الدور قبل النهائي في البطولة لتكون المرة الثانية التي يغيب فيها عن هذا الدور بعد أن حرمه الإيقاف من المشاركة مع الفريق في الدور قبل النهائي لكأس العالم 2006 بألمانيا.
وعلى رغم ذلك جاءت إصابة رولفس بجرح في الرأس قبل نهاية الشوط الأول مباشرة لتمنح الفرصة إلى نجم خط وسط فيردر بريمن فرينغز للمشاركة في الشوط الثاني.
وقد يفكر لوف في تعديل خططه استعدادا للمباراة النهائية في البطولة يوم الأحد المقبل أمام في الدور النهائي.
وتأكد لوف من خلال مباراة أمس الأول أن وجود لاعب إضافي في وسط الملعب لا يضمن سيطرة الفريق على مجريات اللعب في خط الوسط إذا كان التمرير والتحركات بشكل هزيل.
وكان المنتخب التركي أكثر سرعة واستغل الكرة بشكل أفضل من نظيره الألماني.
وقال لوف: «فقدنا الاستحواذ على الكرة كثيرا منذ بداية المباراة وخرجنا عن تركيزنا في المباراة. وجود لاعب ثان في الهجوم سيجعلنا أفضل. يجب أن أعترف بأننا لم نظهر بشكل محكم في خط الوسط. وكانت هناك مساحات صغيرة بينما تماسك المنتخب التركي بشكل أفضل». ولكن ما ساعد المنتخب الألماني على الوصول للمباراة النهائية هي قدرته التي لا تقاوم على الاستمرار والقتال حتى النهاية فلم يستيئس الفريق بعد هدف التعادل 2/2 للمنتخب التركي وواصل محاولاته حتى حقق الفوز.
وجاء هدف الفوز القاتل عن طريق لام الذي كان ما زال محتفظا بطاقته وقوة احتماله لينطلق داخل منطقة جزاء الفريق التركي ويسجل هدف الفوز الثمين.
وقال لوف إن عدم الاستسلام ومحاولة تحقيق الفوز حتى نهاية المباراة يمثل جزءا من عقلية الفوز الألمانية.
وقال: «كان من الصعب التعادل مع المباراة بعد التعادل 2/2. ولكن نجاح الفريق في تسجيل الهدف الثالث الحاسم أكد ارتفاع معنويات الفريق».
وكان توماس هيتزلشبيرغر هو المدبر لهذا الهدف إذ مرر كرة متقنة ضرب بها الدفاع التركي بعد تبادل الكرة مع لام ليسددها الأخير في شباك حارس مرمى المنتخب التركي روستو ريشيبير الذي لم يستطع أن يفعل لها شيئا.
وقال لام: «سجلت الهدف بلمسة أولى جيدة للكرة. إنه فعلا أهم هدف سجلته».
وجلس هيتزلشبيرغر على مقاعد البدلاء خلال مباريات الفريق في الدور الأول (دور المجموعات) بالبطولة الحالية ولكنه يبدو حاليا أنه حجز مكانه في التشكيل الأساسي للمنتخب الألماني في المباراة النهائية للبطولة.
ومرر لاعب خط وسط شتوتغارت هيتزلشبيرغر الكرة في الشوط الأول إلى زميله لوكاس بودوسكي في الناحية اليسرى لينفرد ويمرر الكرة على زميله باستيان شفاينشتايجر الذي سجل هدف التعادل 1/1.
واستغل بودولسكي تمريرة أخرى من هيتزلشبيرغر وسدد الكرة فوق العارضة كما كاد هيتزلشبيرغر نفسه يسجل هدفا للمنتخب الألماني من تسديدة قوية أطلقها من مسافة بعيدة.
ويمكن لشفاينشتايغر أيضا أن يسعد بالهدف الذي سجله في مباراة أمس الأول والذي يشبه هدفه في مرمى البرتغال خلال دور الثمانية والذي جاء اثر تمريرة من بودولسكي أيضا.
وجاء تألق شفاينشتيغر في البطولة الحالية على رغم أنه بدأها على مقاعد البدلاء كما طرد في المباراة الثانية للفريق في البطولة والتي انتهت بهزيمته أمام كرواتيا 1/2 في الدور الأول (دور المجموعات).
أما أبرز اللاعبين الآخرين في مباراة أمس الأول فكانوا من المنتخب الكرواتي. وكان حميد ألتينتوب قوة رائعة في خط وسط الفريق كما تألق كلا من كاظم كاظم وصبري ساريوجلو في النهاحية اليمنى فشكل كلا منهما إزعاجا شديدا لفيليب لام بينما تألق أوجور بورال في الناحية اليسرى وسجل الهدف الأول للمنتخب التركي. وعلى رغم غياب لاعبين بارزين عن صفوف المنتخب التركي مثل المهاجم نهاد قهوجي ولاعب خط الوسط إمري بيلوزوجلو والمدافع سيرفيت سيتان بسبب الإصابة والمهاجمين تونكاي شانلي وأردا توران للإيقاف قدم الفريق في المباراة أفضل عروضه في البطولة الحالية.
وقال المدرب فاتح تيريم الذي ينتظر أن يعلن رحيله من تدريب الفريق إنه يعتقد أن المنتخب التركي كان الأفضل في المباراة. وأوضح «أظهر الفريق للعالم قدراته وقوته. إنني أفتخر به».
ولكن أكثر اللاعبين الذين افتقد تيريم جهودهم في هذه المباراة كان حارس المرمى فولكان ديميريل بسبب الإصابة خصوصا مع الخطأ الذي ارتكبه الحارس المخضرم روستو وفشله في الإمساك بتمريرة لام العرضية ليقابلها ميروسلاف كلوزه بضربة رأس قوية سجل منها الهدف الثاني للمنتخب الألماني في الدقيقة 79 . وعندما سجل سميح سينتورك هدف التعادل 2/2 للمنتخب التركي في الدقيقة 86 بدا أنه سيفوز بجائزة أفضل لاعب في المباراة ولكن هدف لام في الثواني الأخيرة من المباراة منحه الجائزة.
العدد 2121 - الخميس 26 يونيو 2008م الموافق 21 جمادى الآخرة 1429هـ