هنأت الصحافة الألمانية أمس (الخميس) منتخب بلادها الذي بلغ المباراة النهائية لكأس أوروبا 2008 المقامة في النمسا وسويسرا بفوزه الصعب على تركيا 3/2 الأربعاء في الدور نصف النهائي، لكنها بدت متحفظة على الانجاز معتبرة أن الحظ لعب دوره أكثر من المهارات التي يملكها اللاعبون. وأشارت صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار إلى الحماسة التي لفت البلاد عقب بلوغ المنتخب النهائي، معتبرة في الوقت عينه انه «مع الحظ والحماسة سنصبح أبطالا لأوروبا».
واعتبرت الصحيفة عينها انه يفترض على ألمانيا أن «تحسن من مستواها على الأقل بنسبة 200 في المئة، لأنه إذا لعبنا في النهائي مثلما فعلنا أمام تركيا سنكون في وضع حرج جدا أمام التقنيين الروس أو الاسبان الذين يلعبون بدقة وسرعة في آن معا».
أما صحيفة «فرانكفورتر تسايتونغ» فكتبت «فريق يواكيم لوف اظهر أخطاء واضحة في الدفاع».
بدورها اعتبرت «برلينر تسايتونغ» أن الحظ ساعد المنتخب الألماني، آملة أن يستعيد قوته في المباراة النهائية التي ستقام في العاصمة النمسوية فيينا الأحد.
وتابعت «المانشافت هو منتخب كل المفاجآت: لقد لعب بطريقة مثابرة أمام بولندا (2/صفر) ورهيبة أمام كرواتيا (1/2) وفوضوية أمام النمسا (1/صفر) ورائعة أمام البرتغال (3/2)».
وخرجت صحيفة «أبندبلات» اليومية الصادرة في هامبورغ أمس تحت عنوان «النهائي»، بينما كتبت مجلة «كيكر» الرياضية على نصف صفحتها الرئيسية بالخط العريض «3/2» ووضعت تحت النتيجة عنوان صغير يقول «إننا في النهائي، فيليب لام ينقذ الفريق الضعيف».
ووصف أسطورة الكرة الألمانية فرانز بيكنباور في عاموده بصحيفة «بيلد» الألمانية مباراة أمس الأول بـ «المعركة»، واعترف، في إشارة منه إلى الأداء الألماني الهزيل إلى درجة تسبب الصدمة في الكثير من الأحيان، قائلا: «إن هذا الفريق يزداد غموضا أكثر فأكثر بالنسبة لي».
«سحقنا الألمان لكنهم هزمونا»
امتدحت الصحف التركية الصادرة الخميس المدرب فاتح تيريم ولاعبي المنتخب التركي لأدائهم الرائع في كأس أوروبا 2008، على رغم خروجهم الدراماتيكي.
«أبطال القلوب»، عبارة صغيرة لكن ضخمة ظهرت على صفحة كاملة لصحيفة «صباح» الواسعة الانتشار، وأضافت الصحيفة الليبرالية الراديكالية «شكرا لكم، أيها الشباب» واعتبرت أن أداء تركيا «لا ينتسى».
وأجمعت الصحف المحلية على اعتبار أن تركيا كانت أفضل من ألمانيا على رغم غياب 9 من لاعبيها بسبب الإصابة والإيقاف بينهم النجوم نهاد قهوجي وامري اسيك وتونجاي سانلي واردا توران وامري بيلوزوغلو والحارس الأساسي فولكان ديميريل. وأضافت «صباح» «لقد سحقنا الألمان لكنهم هزمونا». وكتبت صحيفة «ميلييت» الليبرالية: «إنه الوداع العظيم، نعود من سويسرا ورؤوسنا مرفوعة»، في حين كتبت «فاتان» الشعبية: «نحن فخورون بكم». وكانت الصحف التركية قد شنت في وقت سابق هجوما عنيفا على المدرب فاتح تيريم وانتقدته لخياراته الخاطئة في المباراة الأولى التي خسرتها تركيا صفر/2 أمام البرتغال في الدور الأول. ورد تيريم بغضب شديد على الإعلام التركي، معتبرا انه هو من يقرر في المنتخب وليس الصحافة، فكانت النتيجة أن قاد بلاده في 3 انتصارات تاريخية على سويسرا وتشيكيا وكرواتيا على التوالي قبل أن يسقط بصعوبة أمام ألمانيا. وقال اللاعب الدولي السابق والمحلل الحالي رضوان ديلمن إن: «تيريم نجح بتشغيل المنتخب بحسب فلسفته الخاصة، لا أبالغ إذا قلت أنها ثورة في عالم كرة القدم. سيذكرنا الجميع أننا فريق لعب كرة القدم الحقيقية!».
العدد 2121 - الخميس 26 يونيو 2008م الموافق 21 جمادى الآخرة 1429هـ