خذلت العاصفة الغبارية أمس (الخميس) إدارة الأرصاد الجوية بشئون الطيران المدني حين أصبح جو البحرين صافيا وخاليا نسبيا من الغبار والأتربة المتصاعدة في بعض المناطق، في الوقت الذي أعلنت فيه الأرصاد أن الجو سيكون مغبرا بل كثيفا أحيانا، محذرة من أن الرؤية الأفقية ستكون أقل من 1000 متر أحيانا وهذا يستدعي أخذ الحيطة والحذر.
وساد البحرين أمس جوا حارا مع غبار نسبي في الساعات الأولى انتهى مع دخول المساء، ولم تكن الرؤية الأفقية معدومة. فيما كانت الرياح متقلبة الاتجاه من 3 إلى 8 عقد ولكنها شمالية من 13 عقدة أحيانا، على حين ستصل درجة الحرارة العظمى إلى 40 والصغرى 31، والظاهرية 45، إلا أن الرطوبة النسبية العظمى كانت 65 في المئة والصغرى 15 في المئة مع ارتفاع الموج من قدم إلى ثلاثة أقدام.
ورصدت «الوسط» دخول أكثر من 12 حالة ضيق تنفس إلى قسم الطوارئ والحوادث في مجمع السلمانية الطبي، وذلك إثر العاصفة الغبارية في الأيام الماضية، فيما أكد الممرضون أن القسم استقبل أكثر 50 حالة خلال اليومين الماضي إلى جانب المراكز الصحية الأخرى.
واعتبر مصدر مسئول في الأرصاد الجوية سيطرة الغبار على البلاد بسبب شحّ الأمطار على البلاد والمناطق الشمالية من المنطقة خلال هذا الموسم الذي أدى إلى عدم تماسك التربة وسهولة حملها بواسطة الرياح القوية إلى البحرين، وهو أمر عادي جدا وليس بغريب حيث شهدت البلاد مثل هذا الجوّ بل أسوأ منه في يونيو/ حزيرن 1956 ويونيو 1959 ويونيو1960.
وعزا المصدر سبب كل ذلك إلى أن نشاط المنخفض الموسمي الآسيوي فوق شمال الهند وباكستان أدى إلى استمرار الرياح الشمالية الغربية النشطة إلى القوية السرعة والمسماة محليا بالبارح من 4 إلى 19 من الشهر حيث نقلت هذه الرياح كميات كبيرة من الغبار والأتربة من المناطق الجنوبية الغربية من العراق وشمال شرق المملكة العربية السعودية إلى البحرين، مشيرا إلى أن جوّا مغبرا ساد البلاد خلال 20 يوما من الشهر وكان الغبار كثيفا في بعض الأيام حيث تدنى مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من 5 كيلومترات خلال 20 يوما من الشهر وإلى أقل من 1000 متر خلال يومين من الشهر نفسه.
العدد 2128 - الخميس 03 يوليو 2008م الموافق 28 جمادى الآخرة 1429هـ