العدد 2130 - السبت 05 يوليو 2008م الموافق 01 رجب 1429هـ

بإمكان هندسة الجينات المساهمة في حل أزمة الغذاء

تفاقمت أزمة الغذاء في السنوات القليلة الماضية بسبب ارتفاع أسعار الحبوب وخصوصا القمح إلى 4 أضعاف ما كانت عليه ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في مخزون الحبوب لم يشهده العالم منذ ثمانينيات القرن الماضي. وكان من أهم تداعيات الأزمة اندلاع موجات من العنف في بقاع عديدة من العالم كتلك التي حدثت في الكاميرون والمكسيك وبوركينافاسو، وقد وصلت في هاييتي إلى حد الإطاحة بالحكومة. كل ذلك دفع الخبراء الاقتصاديين إلى التحذير من خطر حدوث كارثة عالمية عارمة.

ومقارنة بالدول الأوروبية الأخرى تعد موجة غلاء المواد الغذائية التي تجتاح العالم أقل حدة في ألمانيا. ذلك أن الإقبال على شراء المواد الغذائية لا يعد من أولويات الشعب الألماني. وعلى رغم ذلك كله تتعالى صيحات الاحتجاج في ألمانيا كلما ارتفعت أسعار الأغذية؛ إذ يربط غالبية الألمان غلاء المواد الغذائية بزيادة نسبة التضخم - حسبما يرى مدير المعهد الدولي للسياسات الزراعية والغذائية، يواخيم فون براون والتي تعد ألمانيا من الدول الداعمة له.

وقال براون:»إذا ما أخذنا بعين الاعتبار من لا يتجاوز دخله اليومي الدولارين، فإن نسبة من تطالهم موجة الغلاء العالمي تبلغ أكثر من 2,5 مليار شخص». كما أن ازدياد ظاهرة التباين الطبقي بين الأغنياء والفقراء أعطى لمشكلة الغلاء طابعا عالميا يتجاوز حدود بلدٍ ما، طالت حتى الآن أكثر من 30 بلدا.

وكانت الأمم المتحدة قد بدأت فعلا بإيجاد حلول للحد من تفاقم الأزمة، إلا أن تلك الحلول التي تبنتها المنظمة - حسب رأي براون - غير فعالة كما يجب؛ فالتمويل المادي ليس وحده السبيل الوحيد للخروج من أزمة من هذا النوع. «المطلوب حاليا توفير المال الكافي لزيادة الإنتاج في قطاع الزراعة في الدول الصناعية». إذ إن التوجه الحاصل نحو زيادة الثروة الحيوانية أدى إلى زيادة الطلب على الحبوب. ففي الهند مثلا والتي يُعد شعبها من الشعوب النباتية ثمة توجه نحو أكل اللحوم بنسبة 20 في المئة عما كان الحال عليه في 1990.

وعلى رغم سوء الأحوال العامة إزاء الأزمة إلا أن براون يعتقد أن حل هذه المشكلة يكمن في تحسين سريع للتقنيات الزراعية وخصوصا تحسين تقنية الجينات (المورثات) النباتية للصمود في وجه القحط والفيروسات. ما سيزيد من مقاومة النباتات للعوامل الخارجية في ظل التغير المناخي الذي يعاني منه العالم مؤخرا. من دون نسيان الاستغلال السليم للموارد المائية والذي سيزيد بدوره من الإنتاج الزراعي. وفي نهاية المطاف طالب براون الدول الصناعية أن تكون أكثر فعالية في مواجهة هذه الأزمة، فهي تمتلك أنظمة وتقنيات بيولوجية متطورة في مجال الزراعة تمكنها من أن تكون نواة تقنية البيولوجيا النباتية. وطالب في الوقت نفسه إلى إلغاء الحواجز وفتح الحدود أمام تنقل الغذاء بين الدول ما سيقلل من شح المواد الغذائية في بعض دول العالم.

العدد 2130 - السبت 05 يوليو 2008م الموافق 01 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً