العدد 2130 - السبت 05 يوليو 2008م الموافق 01 رجب 1429هـ

عاطلة بين ناري «الخدمة الاجتماعية» و «علم الاجتماع»

بسبب خطأ في تدوين تخصصها...

لا أعرف ماذا أقول، أو كيف أشرح مشكلتي، فأنا وباختصار عاطلة عن العمل على رغم أنني متعلمة وخريجة من جامعة البحرين ولدي «دبلوم إدارة رياض أطفال» وكذلك «بكالوريوس علم اجتماع - فرعي خدمة اجتماعية» وإلى هنا والأمر في غاية البساطة وعدم الأهمية، فماذا يعني أن يكون هناك جامعيون بلا عمل، أو قدرات معطلة، ليس بالشيء الغريب في وطني، فهناك الكثير والكثير من العاطلين من جميع التخصصات، ولاسيما من تخصص علم الاجتماع، هذا التخصص الذي بات يشكل عبئا على دارسه، ويمثل أزمة بحق، فبعد تعلقنا الشديد بهذا التخصص وعلى رغم علمنا كوننا طلبة بأهمية هذا التخصص للمجتمع، فإن المجتمع بما يحوي من مؤسسات ووزارات مختلفة رفض تخصصنا وعن اقتناع بأن هذا التخصص لا يخدم المجتمع وليس له محل من الإعراب؟! وكأن هذا التخصص نزلنا به من الفضاء الخارجي، وكثيرا ما يتم الخلط بيننا وبين الخدمة الاجتماعية! وإذا كان الوضع بهذه الصورة فكيف بجامعة البحرين تجعلنا ندرس هذا التخصص من دون حاجة سوق العمل إليه، وهل نحن طلاب كنا مؤهلين مسبقا لدراسة تخصصات يتطلبها سوق العمل، وحتى لو ضربنا برغباتنا وطموحنا وقدراتنا عرض الحائط؟

وعلى رغم هذا العدد من العاطلين الجامعيين، فإن وزارة العمل مافتئت تطلق النكات بين الفينة والأخرى وترفع رايات النصر ملوحة بتراجع أعداد العاطلين، مما يجعلنا هذا الأمر نضحك ونبكي في الوقت ذاته! وليت الأمر توقف عند هذا الحد، لأكون عاطلة كغيري والسلام لأرفع أنا أيضا راية، ولكن ليست كراية وزارة العمل، وإنما راية الاستسلام من الحصول على عمل، وأبدأ بتقديم طلب لتوظيف أولادي من الآن حتى لا يفوتهم القطار. ولكن ما فاجأني بحق أنني مدرجة تحت تخصص خدمة اجتماعية على رغم أنني تخصص علم اجتماع وتم الاتصال بي فعلا من قبل وزارة التربية بتاريخ 18 يونيو/ حزيران 2008 لتقديم أوراقي وكنت فرحة جدا على رغم عدم تفاؤلي، وذهبت وأفكاري مشتتة لماذا، وكيف، وماذا حصل ليرفع الحصار عن تخصصنا؟ وعلى رغم بقائي في الوزارة ما يزيد على الساعتين أنتظر دوري، وحينما أردت أن أكمل الأوراق تفاجأت بأنها أوراق تخصص خدمة اجتماعية وليس علم اجتماع، وقام الموظف بتمزيق أوراقي وقال: نحن لا نتحمل ذلك الخطأ، لأن هذه الأسماء وردتنا من وزارة العمل!

وما ذنبي أنا لأتحمل أخطاء وزارة العمل؟ ومن يتحمل جرح مشاعرنا بهذا الشكل؟ ومن الذي يتحمل مسئولية أخطاء الموظف بوزارة العمل حينما غير تخصصي إلى آخر؟ ومن يتحمل عناء مراجعة المسئولين لتغيير هذا الخطأ؟ فأنا الآن كرة بين مرمى مركز مدينة حمد الاجتماعي، ومركز العاصمة، وصندوق العمل، فأنا أتصل بهم وكل واحد يقول سننظر في الموضوع ونرد عليك ولا أحد يرد، فأقوم أنا بمعاودة الاتصال، وآخر مرة قالت لي إحدى الموظفات إنه سيتم تغيير تخصصي، ولكن من يثبت لي فعلا أنه تم تغيير التخصص، وإذا وزعت أوراقي على وظائف معينة فهل سيتدارك هذا الخطأ؟ وهل سيتم تأخير توظيفي بسبب خطأ موظف ليس له ضمير وأنا الآن أتحمل خطأه؟ وللعلم أنا ضمن قائمة الملف الجامعي.

فأنا الآن بين نارين لا أحظى بوظائف تخصص الخدمة، ولا سأحظى بما سيقرر لتخصصي علم الاجتماع.

أنا لا أعرف إلى من ألجأ الآن سوى الله الذي سيأخذ حقي عاجلا أم آجلا، فلولا رحمة الله التي وسعت كل شيء، وعن طريق الاتصال الخطأ بوزارة التربية لظللت إلى الآن وأنا أنتظر السراب!

وأخيرا يا وزارة العمل كفى استخفافا بمشاعرنا، وكفى تعطيلا لنا كل هذا الوقت، فعلى رغم توقيف التأمين عنا على رغم صعوبة العيش، فإنك تتلاعبين حتى بتخصصاتنا لتطول بذلك رحلة عذابنا معك وتستمر بذلك بطالتنا، ومن يدري إن كان هناك عاطلون غيري يعانون من الخطأ نفسه ولكن ليس لهم علم بذلك، لأنني رأيت أيضا ثلاث طالبات معي في وزارة التربية تخصص علم اجتماع تم الاتصال بهن عن طريق الخطأ.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)

العدد 2130 - السبت 05 يوليو 2008م الموافق 01 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً