أكد وفد وزارة العدل والشئون الإسلامية إلى الولايات المتحدة الأميركية، ضرورة فتح أبواب الحوار البنَّاء بين جميع الشرائع والمعتقدات لتحقيق التعاون المطلوب لإرساء مبادئ السلام العالمي والتعايش وتحقيق الأمن والأمان للأفراد والمجتمعات، ونفى الوفد وجود أي صدام بين الحضارات، لافتا إلى أن الشرائع جميعها تهدف إلى تحقيق سعادة الإنسان وإحلال الأمن والسلام في الأرض.
جاء ذلك خلال اجتماع الوفد الذي يضم كلا من رئيس المحكمة الكبرى الشرعية السنية الشيخ إبراهيم المريخي، ومدير إدارة الشئون الدينية الشيخ محمدطاهر القطان، وقاضي المحكمة الكبرى بالدائرة الجعفرية الشيخ صلاح الستري، والمنسق الإداري بمكتب وكيل الوزارة للشئون الإسلامية نواف راشد محمد، بالبروفيسور في الشئون السياسية بواشطن دون دافيس.
وأشار الوفد إلى ضرورة احترام المقدسات والرموز الدينية، مؤكدين في الوقت ذاته أن احترام المقدسات أمر لا يتعارض مع حق الإنسان في التعبير.
إلى ذلك، تطرق دافيس إلى الدستور الأميركي الذي تجاوز عمره قرنين، وأنه طوال هذه السنوات نص على احترام الأديان والشخصيات التي تمثلها، نظرا إلى دور تلك الشخصيات في إرساء قواعد العدل والأمن والسلام من منطلق الأصول الدينية التي أتت بها الأديان السماوية لحماية النفس البشرية وصيانتها من جميع أنواع الاعتداءات التي تهدد جوهر وجودها أو تعكر صفو أمنها وسلامتها.
وأكد الجميع على براءة الأديان من الأعمال الإرهابية وترويع الآمنين، منوهين إلى أهمية نشر القيم الدينية السامية مثل العدالة والتسامح والمساواة والانفتاح على الآخر وتعميق مبادئ التعددية.
كما زار الوفد البحريني جامعة ميرلاند واجتمع مع الباحث في علوم المجتمع مايكل درافيس، وتطرق الحديث إلى أهمية الحوار بين أتباع الرسالات على وجه الخصوص والإنسانية على وجه العموم، ثم انتقل الوفد إلى وزارة الخارجية ومركز الشرق الأوسط.
وفي ولاية تكساس، زار الوفد منظمة الأديان السماوية، حيث كان في مقدمة مستقبليهم القس باتريك ميلر، وناقش الوفد خلال اللقاء أهمية الحوار بين الديانات، وأنه أصبح ضرورة ملحة، وأشار الوفد إلى أهمية الحوار بين الديانات على أساس الاحترام المتبادل بهدف إزالة سوء الفهم والأحكام المغلوطة.
وقال: «إن السلام بين الأديان لن يتحقق إلا بالحوار بينها». وأوضح الوفد أن نجاح الحوار مرهون بالتركيز على القواسم المشتركة بين الأديان، مشددين على أهمية تحقيق التضامن بين البشرية لتجاوز التحديات والأخطار التي يتعرض لها عالمنا المعاصر والتي تهدد كل الشعوب.
وتوجه الوفد إلى المركز الإسلامي بهيوستن، حيث قام رئيس المركز هاشيم بدأت بتعريف الوفد بمهمات المركز ومن أهمها التعريف بالإسلام وبيان ما يتميز به من مرونة وسماحة وواقعية وشمولية، إلى جانب بيان وسطية الدين الإسلامي وتكريمه للإنسان، الأمر الذي يترتب عليه أن يتحلى بأخلاق الرحمة وإقامة موازين العدل بين الناس.
العدد 2131 - الأحد 06 يوليو 2008م الموافق 02 رجب 1429هـ