كشفت «إرنست ويونغ» حديثا، عن دراسة بعنوان «اغتنام الفرص، إرساء معايير جديدة للنمو في بيئة اقتصادية مضطربة»، توضح الأساليب المختلفة التي تتبعها الشركات المدارة من قبل رواد أعمال في التعامل مع الانكماش الاقتصادي. وأوضحت الدراسة التي شملت استطلاعا لآراء 3100 مرشح نهائي في برنامج إرنست ويونغ «رائد أعمال العام» من جميع أنحاء العالم، أن 67 في المئة من أفضل رواد الأعمال يسعون وراء فرص جديدة. وتتمثل الأولوية التالية بالنسبة إلى هؤلاء الرواد في تحسين أداء شركاتهم (40 في المئة).
ويمثّل رواد الأعمال الذين شملهم الاستطلاع أكثر من 50 بلدا، تغطي بمجملها أكثر من 90 في المئة من الاقتصاد العالمي. ومن الواضح أن تركيز هؤلاء الرواد ينصب على الإيجابيات، والبحث عن النمو الاستراتيجي. وتؤكد النتائج، أنه على رغم الضغوط الحالية، فإن هناك 40 في المئة عزوفا من رواد الأعمال عن أي زيادة في التركيز على تسخير أنشطة شركاتهم لتوليد سيولة نقدية، بينما أكد 16 في المئة منهم على أن إعادة هيكلة شركاتهم ليس بأولوية ملحة في الوقت الحالي. ويشير ذلك بشكل جلي على احتفاظ رواد الأعمال بما يكفي من الاحتياطي النقدي، أو قدرتهم على الوصول إلى مصادر بديلة للسيولة النقدية؛ ما يساعدهم على اغتنام الفرص المتاحة في ظل الأزمة الراهنة.
وفي هذا السياق، قال الشريك المسئول عن أسواق النمو الاستراتيجي في إرنست ويونغ الشرق الأوسط، مايكل حصباني: «لقد كشفت الدراسة أنه من أجل الصمود خلال مرحلة الانكماش، يقوم رواد الأعمال بتكثيف أنشطتهم في ستة مجالات، الزبائن والمعاملات التجارية والعنصر البشري والعمليات والتمويل وإدارة المخاطر. كما يدركون أن بعض زبائنهم لن يجتازوا هذه الأوقات الصعبة، ولذا يولي 80 في المئة منهم المزيد من التركيز على إعادة التفاوض على العقود والتعامل مع حالات إفلاس الزبائن. إن النهج الذي يتبعه رواد الأعمال في معاملاتهم هو جمع رأس المال بحذر (68 في المئة)، والتركيز مجددا على السعي وراء عمليات الاندماج والاستحواذ (80 في المئة)، وتصفية مكونات شركاتهم غير الأساسية لتحقيق رأس المال (74 في المئة). ومن منظور آخر، هيأ الهبوط الناتج عن الأزمة فرصا جديدة في شتى الأسواق المحلية والعالمية. أما الشركات التي لا تستطيع التكيف مع هذه الظروف الجديدة، فستحل محلها شركات استثنائية تتمتع بقدرة أكبر على التكيف مع الواقع الجديد».
ويقوم 89 في المئة من رواد الأعمال الذين شملتهم الدراسة إما بالإبقاء على موظفيهم الرئسيين أو مكافأتهم، في حين يسعى 90 في المئة منهم لخفض التكاليف، ويقوم 29 في المئة بخفض استثماراتهم في المشاريع الرأسمالية.
ومع ذلك، بين التقرير انقساما في الآراء بشأن ما إذا كان من المفروض زيادة أو تخفيف التعرض للمخاطر، فقد واصل معظم من شملتهم الدراسة من رواد الأعمال تشجيعهم وتقديرهم لأنظمة إدارة المخاطر، وقد أكد 92 في المئة أنهم يعملون على تطبيق أنظمة إنذار مبكر لأي ضائقة مالية محتملة. كما أكدت الأغلبية العظمى منهم بأن الشركات في حاجة لاتباع أنظمة محددة للتعامل مع المشكلات قبل أن تهدد التوجهات الاستراتيجية.
وأضاف مايكل «تشير الدراسة إلى تغير جذري في طبيعة البيئة الاقتصادية العالمية. ولا بد من تأكيد أهمية هذه المرحلة وحساسيتها؛ إذ إن التفكير بشكل مختلف ومتميز والمثابرة والإقدام هي العناصر الأساسية لتحقيق النجاح في مثل هذه الظروف. يذكر أن ريادة الأعمال تولد قوة كبيرة للتغيير الاقتصادي والاجتماعي؛ إذ يجسد رواد الأعمال الطاقات الكامنة لدى أي مجتمع معاصر. وبما أن اللحظات الذهبية لإحداث تغيير حقيقي في التاريخ، كالتي نشهدها حاليا، هي نادرة الحدوث، فإن الدور الأكبر يقع على عاتق رواد الأعمال في اقتناص هذه الفرص وتسخيرها لتغيير مجرى الأحداث».
العدد 2546 - الثلثاء 25 أغسطس 2009م الموافق 04 رمضان 1430هـ