بعد خمس سنوات من الإرتفاع المتواصل، تسجِّل محاصيل الحبوب في الأرجنتين هذا العام انخفاضا حادا تتجاوز نسبته 30 في المئة في المتوسط، وذلك بسبب أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ 100 عام، والتقليص المتعمد للمساحات المزروعة، وخفض الإستثمارات في تقنيات الإنتاج.
وصرح مدير برنامج الصناعات الزراعية في جامعة بوينس أيريس، التابعة إلى الدولة، فرناندو فيلييا، لوكالة إنتر بريس سيرفس، بأن «الوضع معقد للغاية، ومحبط جدا، وسنخسر الأسواق».
وأشار فيلييا، الذي شغل حتى أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، منصب وزير الزراعة في حكومة محافظة بوينس أيريس، واحدة من أكبر منتجي المحاصيل الزراعية في الأرجنتين، إشار إلى أن المستقبل القريب لا يبشر بتحسن.
«فمن المتوقع أن تنخفض مساحة الأراضي المزروعة في العام المقبل، وألا يزيد الإنتاج عن هذه السنة حتى في أحوال مناخية عادية. أما لو استمرت موجة الجفاف، فبالكاد نغطي الإستهلاك المحلي».
وتشير بيانات بورصة الحبوب في بوينس أيريس عن أواخر أبريل/ نيسان، إلى أن ظاهرة تقليص مساحة الأراضي المزروعة بفول الصويا والقمح والذرة - التي تمثل نحو 85 في المئة من إنتاج الحبوب في الأرجنتين - والتي عمد إليها المنتجون جراء انخفاض الأسعار في الأسواق العالمية، ستؤدي إلى انخفاض محاصيل هذا العام إلى مجرد 65 مليون طن، مقابل 97 مليونا العام الماضي.
وفي حال فول الصويا، الذي يتصدر قائمة الصادارات الأرجنتينية واعتبر محرك القطاع الزراعي حتى العام الماضي، فقد انخفضت محاصيله حتى الآن بنسبة 30 في المئة، لتصل إلى مجرد 34 مليون طن مقابل 47 مليونا في 2008. ويتوقع أن تتنامى نسبة الانخفاض على مدى الموسم الزراعي لتصل إلى 50 في المئة.
أما القمح، فيتوقع أن ينخفض إنتاجه من 16 مليون طن، إلى مجرد 8,5 ملايين، وذلك بسبب انخفاض معدَّل الأمطار، وتقليص المساحة المزروعة بالقمح بنسبة 22 في المئة؛ ما يعزيه المنتجون إلى نقص الحوافز المالية حيال تدهور في الأسعار العالمية وارتفاع ضريبة التصدير إلى 23 في المئة.
العدد 2546 - الثلثاء 25 أغسطس 2009م الموافق 04 رمضان 1430هـ