يتميز مجلس رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني بحضور لافت من مختلف فئات الشعب، ولربما اكتسب المجلس هذه الصفة لأن صاحبه يرأس (بيت الشعب) وهي الصفة التي تطلق أحيانا على البرلمان في بعض الدول... فليلة المجلس، وهي مساء الأحد، تشهد حضورا لافتا للنواب والشخصيات وكبار المسئولين في الدولة.
الميزة الأخرى للمجلس، هي أن الأعداد الكبيرة التي تتوافد عليه، تبدو وكأنها في حلقات نقاشية حيث تجلس كل مجموعة من الرواد في جانب من جوانب المجلس لتتناقش حول قضية معينة، وبهذا يفتح المجلس الباب للآراء في مختلف القضايا.
وخلال استقباله للمهنئين بشهر رمضان المبارك، كان الظهراني كعادته يسأل عن أحوال الجميع، بما فيهم أولئك الذين يراهم لأول مرة، وهو يؤكد أن حضور المواطنين والمقيمين، من مختلف المستويات هو تشريف له وللمجلس خلال هذا الشهر الفضيل، مؤكدا أن أكثر دلائل العلاقات الطيبة بين أفراد المجتمع البحريني هي تلك التي تقوم على التواصل في المناسبات الدينية والاجتماعية وشهر رمضان أعلاها مكانة دون شك.
وفي جانب المجلس، كان بعض الحضور يتبادلون الحديث حول أزمة اللحوم، وأن هناك مشكلة تكرر سنويا إذ تسبق شهر رمضان تصريحات تطمينية معتادة بأن اللحوم متوافرة ولا داعي للتخزين، ثم ما هي إلا أيام قليلة بعد حلول الشهر الفضيل، وتظهر مشكلة شح اللحوم، كما حدث هذا العام عندما فوجئ القصابون بأن اللحوم المعروضة عليهم هي ذبائح أسترالية مجمدة.
وتطرق الحديث أيضا إلى ضرورة أن تكون هناك رقابة مشددة من جانب الدولة التي تدعم اللحوم على الشركة المسئولة، وألا تترك الأمور دون ضوابط ومتابعة وعقوبات إذا تطلب الأمر... فكيف يناقش مجلس الوزراء استعدادات شهر رمضان المبارك في جلساته قبل حلول الشهر للاطمئنان على الأوضاع، ثم ما تلبث المشاكل أن تظهر في وقت قصير للغاية.
وفي زاوية من المجلس، كان بعض الحضور يتناقشون في موضوع الحوادث المرورية التي يذهب ضحيتها الكثير من الناس، مستشهدين بالحادث الذي وقع على شارع سند وراح ضحيته أحد المواطنين حينما كان يحاول عبور الشارع وصدمته سيارة تقودها فتاة، والنقطة التي تم التركيز عليها هي ليست تتعلق بالتوعية وتكثيف حملات التوعية وضبط المخالفين كما يقال في العادة، لكن بضرورة تنفيذ العقوبات على المخالفين وعدم التساهل معهم وعدم تدخل الواسطة في هذا الأمر.ويطرح أحد المواطنين من قرية عالي قصته التي حدثت قبل أيام حيث يشير إلى أنه كان يسير في أحد الطرقات المزدحمة وإذا به يشاهد شابا يسير خارج الرصيف ليتجاوزه ويدخل أمامه مباشرة محطما جزءا من واجهة سيارته، وعندما جاء رجال المرور، وضعوا الخطأ على الرجل وليس على الشاب، لكنه أصر على الذهاب إلى الإدارة العامة للمرور بل وإلى المحكمة إذا تطلب الأمر حيث شعر أن في الأمر (واسطة) بدليل أن أحد الضباط الذي تحدث مع الشاب قال له وهو خارج: «سلم على الوالد».. وماذا عني أنا كمواطن؟ مشيرا إلى أن القضية لاتزال قيد النقاش.
ولم تخلُ المواقف الطريفة في المجلس، حيث كان البعض يذكر أصدقاءه وأقرباءه بمواقف مميزة حدثت لهم في مجلس الظهراني أو في غيره من المجالس، وما قاله أحد الحضور بأن هناك شخصا كان يشبه كثيرا النائب عادل المعاودة وفي كل مرة يراه في المجلس يفز لمعانقته والسلام عليه، ويكتشف بعد ذلك أنه يشبه الشيخ عادل المعاودة لكنه ليس هو.
العدد 2546 - الثلثاء 25 أغسطس 2009م الموافق 04 رمضان 1430هـ