في الأسابيع القليلة الماضية أثناء ترويج المرشحين لحملاتهم الانتخابية في انتخابات مجلس طلبة جامعة البحرين التي نظمت في الحرمين الجامعيين لجامعة البحرين في المدينة والصخير لوحظ شعار موحد لعدد من المرشحين في مختلف الكليات السبع، وهذا الشعار عبارة عن الرقم واحد ومكتوب بجانبه «الطالب أولا».
وللأسف الشديد، شنت الحرب، وأقيمت الدنيا ولم تقعد من قبل بعض الكتاب في بعض الصحف المحلية على هؤلاء المرشحين الذين ينتمون إلى هذا التجمع الطلابي، وأتهموهم بالطائفية، وبأنهم جماعة لا تؤمن بالديمقراطية والرأي الآخر، وأناس لا يؤيدون التعددية، ومشروعاتهم ذات صبغة طائفية ورائحة مذهبية، وكأن هؤلاء المرشحين المتهمين آتون من كوكب آخر، جاءوا ليغزوا مجلس طلبة جامعة البحرين، وليبنوا لهم مستوطنات في الحرم الجامعي!
وفي المقابل، لم يعطَ أي اتهام لجماعة أخرى كانت تحمل شعارا يتعلق بمبادئ الحرية والديمقراطية في إعلانات مرشحيها. وأيضا لم يكترثوا بأحد المرشحين الذي يقال عنه انه ينتمي إلى أحد التجمعات الشبابية التابعة إلى إحدى الجمعيات السياسية المعروفة. ومن وجهة نظري، مهما كانت انتماءات وتوجهات قائمة «الطالب أولا» السياسية والدينية، فإنهم داخل الحرم الجامعي يمثلون الطالب، ويهتمون بمشكلات الطالب، ويسعون إلى ترسيخ حقوق الطالب. جماعة «الطالب أولا» داخل الجامعة لا يهتمون بانتماءات الطالب، سواء أكانت دينية إسلامية أو غير إسلامية (مسيحية أو يهودية)، أو علمانية، أو شيوعية.
فالطالب المسلم، لا تختلف إجراءات قبوله وتسجيله في الجامعة عن الطالب غير المسلم. والخدمات الجامعية التي تقدم إلى الطالب المسلم (بغض النظر عن انتمائه الطائفي) هي نفسها التي تقدم إلى الطالب غير المسلم.
من هذا المنطلق، اتخذت هذه الجماعة شعار «الطالب أولا» نصب عينها، ولم تتخذ شعارا آخر لا يخدم هذا الغرض.
وفي النهاية نبارك لهذه القائمة حصولها على 9 مقاعد من أصل 13 مقعدا في انتخابات مجلس طلبة جامعة البحرين، وأيضا نبارك لباقي الأعضاء المنتخبين جميعا وحظ أوفر بإذنه في المرات المقبلة. مشروعات «الطالب أولا» وغيرها من القوائم الطلابية المستقلة، هي مشروعات طلابية غير طائفية، من وإلى الطلبة، والأيام المقبلة ستثبت ذلك.
البحرين - حمد الزيرة
العدد 255 - الأحد 18 مايو 2003م الموافق 16 ربيع الاول 1424هـ