العدد 264 - الثلثاء 27 مايو 2003م الموافق 25 ربيع الاول 1424هـ

مقتل وإصابة 11 جنديا أميركيا في هجوم جديد بالفلوجة وإسقاط مروحية

قوات الاحتلال تشن حملة بحث عن المقاومة وتعتقل اثنين من كبار البعثيين

تصاعدت حدة الهجمات المسلحة ضد قوات الغزو الأميركية في العراق وأسفرت في أحدث عملية أمس عن مصرع جنديين أميركيين وإصابة تسعة آخرين وإسقاط مروحية عسكرية الأمر الذي دفع قوات التحالف إلى شن حملة بحث واسعة النطاق للعثور على رجال المقاومة مع صدور تحذير من قبل العشائر من انفجار الوضع.

في المقابل أعلنت القيادة المركزية الأميركية عن اعتقال اثنين من كبار البعثيين السابقين.

فقد أعلن الجيش الأميركي أن جنديين قتلا وأصيب تسعة عندما هاجمت «قوة معادية» وحدة عسكرية أميركية بقذائف صاروخية وأسلحة خفيفة أمس في مدينة الفلوجة. وقالت القيادة المركزية على موقعها على الانترنت إن القوات الأميركية ردت على النيران وقتلت اثنين من المهاجمين وأسرت ستة آخرين. وذكرت أنه وفقا للتقارير الأولية فقد أطلق المهاجمون نيرانهم في ساعة مبكرة من صباح أمس من مسجد في مدينة الفلوجة الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي بغداد.

ولكن سكانا قالوا إن مساجد المدينة بعيدة عن المكان الذي وقعت فيه المعركة ولا يمكن استخدامها في مهاجمة القوة الأميركية. وأضافوا أنه مثلما حدث في الليالي السابقة فقد أقامت القوات الأميركية نقطة تفتيش على طريق مؤد إلى الفلوجة قبل منتصف ليل الاثنين بقليل. وتعرضت نقطة التفتيش لإطلاق النار بعد ساعتين تقريبا من قبل مسلحين في سيارات على ما يبدو.

وذكرت القيادة المركزية أن طائرة مروحية أميركية تضررت خلال تبادل النيران حين إصابتها خطأ مركبة قتالية طراز برادلي إثناء مناورات لأخذ وضع قتالي.

لكن قناة «الجزيرة» نقلت عن شهود عيان قولهم إن المهاجمين اسقطوا الطائرة المروحية قبل هبوطها مباشرة وقتلوا طاقمها. وعرضت الجزيرة صورا أظهرت جنودا أميركيين وهم يحملون طائرة هليكوبتر متضررة على شاحنة ضخمة.

وهذا ثاني هجوم في الفلوجة خلال أيام على القوات الغازية.

وشهدت الفلوجة عدة مواجهات بين السكان والقوات الأميركية. ولقي جنديان حتفهما الاثنين الماضي وأصيب أربعة آخرين خلال هجمتين منفصلتين على عربات عسكرية أميركية. وذكرت القيادة المركزية أن جنديا لقي حتفه وأصيب آخر عندما تعرضت مجموعة العربات التي يستقلونها لهجوم بالقرب من بلدة حديثة كما لقي جندي ثاني حتفه وأصيب ثلاثة آخرون في وقت لاحق عندما انفجر لغم أرضي في سيارتهم أثناء مرورها فوقه. وقال شهود إن ما بين ستة إلى سبعة من ميليشيا «فدائيي صدام» التي كان يقودها عدي نجل الرئيس العراقي المخلوع، احتفلوا أمس بالهجوم على القافلة ورفعوا صور صدام.

وتقوم القوات الأميركية في العراق حاليا بعمليات بحث واسعة النطاق للقبض على رجال المقاومة الذين يهاجمون قواتها. وذكرت شبكة «سي إن إن» أمس أن حملة بحث واسعة النطاق بدأت للقبض على العراقيين الذين قاموا بتنفيذ سلسلة الهجمات.

وغطت هذه الهجمات والحوادث على إعلان بريمر الذي يسعى جاهدا لإعادة إطلاق اقتصاد البلاد، الاثنين منح تسهيلات مالية لتنشيط التجارة إثر رفع العقوبات الدولية.

كما حذر شيوخ وعشائر الفرات والأوسط والشمال الذين يمثلون نحو خمسة ملايين عراقي من مغبة انفجار الوضع الأمني في وجه قوات الاحتلال. ونقلت قناة «الجزيرة» عن الشيوخ قولهم إن انفجار الوضع الأمني سيحدث في حال تفاقمت الأوضاع الأمنية والاقتصادية في العراق وعدم استجابة قوات الاحتلال للمطالب المتعلقة بإعادة تفعيل مؤسسات الدولة.

في المقابل ذكرت صحيفة «جماور» الكردية أن مجهولين قتلوا في الموصل ضابطا كبيرا من الحرس الجمهوري. وأضافت إن العقيد عبد الكريم محسن جهيش قتل في 19 مايو/أيار وكان متهما خصوصا بالضلوع في اغتيال أكثر من ستين كرديا في قرية سوري بمحافظة دهوك بكردستان العراق العام 1991.

كما أوضحت الصحيفة ذاتها أن ضابطين من أجهزة المخابرات قتلا بعد اعتقالهما من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني ولكنها لم تعط تفاصيل إضافية.

على ذلك أعلن الجيش الأميركي أمس إن قوات التحالف اعتقلت اثنين من كبار المسئولين العراقيين السابقين من حزب البعث وهما يحتلان رقمي 46 و55 في قائمة الشخصيات المطلوب القبض عليها. وقالت القيادة المركزية في بيان إن القوات احتجزت يوم السبت سيف الدين المشهداني وسعد عبد المجيد الفيصل وكلاهما رئيسان إقليميان سابقان للحزب.

وأضافت القيادة أن المشهداني الذي يحتل رقم 46 في القائمة كان الرئيس الإقليمي للحزب في محافظة المثنى في حين أن الفيصل يحتل رقم 55 وكان الرئيس الإقليمي في محافظة صلاح الدين.

من ناحية أخرى أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أنها سترسل الجمعة أو السبت بعثة مفتشين إلى موقع التويثة النووي جنوب بغداد لتحديد ما إذا تم فعلا سرقة كمية من اليورانيوم منه.

من جهته دعا زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني القوى الوطنية إلى وحدة الصف من اجل العمل على تشكيل الحكومة الوطنية الانتقالية. وقال في تصريحات نقلها راديو «العالم الآن» أمس إن هناك تفكيرا واضحا في إعلان الحكومة الديمقراطية، مؤكدا ضرورة أن يكون النظام المقبل ديمقراطيا يمثل الأطياف القومية والدينية كافة.

وبدأ أمس في عمان ملتقى لممثلي الطوائف العراقية للبحث في إمكان مساهمتهم في تشكيل القيادة العراقية الجديدة، وذلك للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود. والملتقى الذي يستمر يومين ينظمه المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام (مقره نيويورك) ويترأسه الأمير الحسن بن طلال عم العاهل الأردني وولي العهد الأردني السابق.

الأردن ينفي وجود عائلة عزيز على أراضيه

عمّان - مؤيد أبوصبيح

نفى مصدر مسئول في وزارة الداخلية الأردنية وجود عائلة نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز في الأردن أو أن تكون عبرت إليه في طريقها إلى بلد آخر.

وأشار المصدر إلى أن السلطات الأمنية الأردنية اتفقت مع الجانب العراقي قبل الحرب وأثناءها على وضع نقطة تفتيش داخل الأراضي العراقية للتفتيش ومتابعة أي شخص يطلب الدخول أو اللجوء السياسي أو الإنساني للأردن.

وكانت صحيفة «المجد» الأسبوعية قالت ان زياد نجل طارق عزيز وصل إلى الأردن ويقيم في احد الفنادق الكبيرة بتكتم شديد.

ومن جهة أخرى قررت الداخلية الأردنية إعفاء العراقيين المخالفين لقانون الإقامة والحدود والذين يرغبون بالعودة إلى العراق شريطة عدم العودة إلى عمّان بعد فترة

العدد 264 - الثلثاء 27 مايو 2003م الموافق 25 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً