ارتدت العلاقات التحالفية بين الإدارة المدنية الأميركية وبعض قادة الفصائل العراقية الرئيسية في غضون الأيام القليلة الماضية، وخصوصا منذ إعلان مجلس الأمن الدولي إلغاء العقوبات الاقتصادية على العراق والاعتراف بواقع الاحتلال الأميركي له.
وتقول الأطراف العراقية ان الإدارة المدنية الأميركية تحاول تجاهل المطالب كافة التي تقدمت بها هذه الأطراف، وكذلك عدم الاهتمام بحاجة الشعب العراقي إلى الأمن والاستقرار وإعادة الخدمات والمرافق العامة.
وقد ظهر تناقض بين تصريحات المسئولين الأميركان فيما يتعلق بالشأن العراقي والموقف من موضوع الحكومة المؤقتة ودور الفصائل العراقية الرئيسية في هذه الحكومة، اذ سبق لوزير الخارجية الأميركية كولن باول ان اشار إلى تأييد إدارة الرئيس جورج بوش لتشكيل حكومة من الشعب العراقي باقرب وقت ممكن، في حين أكد الحاكم المدني بول بريمر ان الفصائل السبعة لا تمثل كل الشعب العراقي، مبدي تراجع عن موضوع اقامة حكومة عراقية مؤقتة.
وردا على هذا التطور صرح رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية السيد محمد باقر الحكيم بانه سيعلن العصيان المدني اذا لم ينفذ الاميركان وعودهم التي قطعوها على أنفسهم.
ورد الأميركان في الحال باقتحام مقرات المجلس وتجريد عناصره من الاسلحة الخفيفة، واعتقال بعض نشطائه.
وبدأت ضغوطات القوات الأميركية على الفصائل الأخرى بالتصاعد، فقد قامت هذه القوات باحتلال المقر الرئيسي لحركة الوفاق الوطني وتجريد منتسبيه من أسلحتهم الشخصية، في حين صرح رئيس الحركة اياد علاوي بما معناه ان الأميركان اخذوا يتراجعون عن وعودهم. ومن جهة أخرى شن رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي هجوما على موقف الإدارة الأميركية من القضية العراقية وتحديدا الحكومة المؤقتة وموضوع الأمن والاستقرار والخدمات، وكان رد القوات الأميركية على هذا الهجوم ان قامت باحتلال مقر المؤتمر الوطني وتجريد ميليشيات المؤتمر من أسلحتم، وطلبت من الجلبي اخلاء المقر في نادي الصيد العراقي واعادته إلى الدولة في غضون اليومين المقبلين، كما وطالبت المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحركة الوفاق وحزب الدعوة الإسلامية وبقية الاطراف بإخلاء المباني الحكومية التي احتلتها وحولتها الى مقرات حزبية.
وتقول مصادر الفصائل العراقية إن هذا التحول في السياسة الأميركية تجاه القضية العراقية يؤكد أن واشنطن لم تعد مقتنعة بالدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الفصائل في مستقبل العراق السياسي وهي تحاول تأسيس قوى بديلة من داخل العراق، تكون أكثر ضمانة لتأييد السياسة الأميركية
العدد 264 - الثلثاء 27 مايو 2003م الموافق 25 ربيع الاول 1424هـ