العدد 2559 - الإثنين 07 سبتمبر 2009م الموافق 17 رمضان 1430هـ

السفير الإيراني لـ «الوسط»: سنقدم المقترحات بشأن النووي للمجموعة الدولية قريبا

نفى احتجاز الإمارات لسفينة كورية تنقل الأسلحة لطهران

الوسط - منصور الجمري، حيدر محمد 

07 سبتمبر 2009

قال سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنامة حسين أمير عبداللهيان: «إننا نترقب زيارة جلالة الملك إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذه الزيارة ستكون مهمة للغاية، ونحن نبذل جهدنا في هذا المجال خدمة للمصالح المشتركة بين البلدين».

من جهة أخرى شرح السفير الإيراني في حوار مع «الوسط» موقف بلاده من تداعيات الانتخابات الأخيرة، كما كشف أن طهران ستقدم سلة المقترحات المعدلة فيما يتعلق بالحوار النووي وخصوصا مع مجموعة (5 + 1).

ونفى السفير الإيراني ما ذكرته دولة الإمارات العربية المتحدة عن احتجاز سفينة كورية كانت تحمل أسلحة إلى إيران قائلا: «هذا الخبر كاذب، وإيران ليست بحاجة إلى سفينة تنقل لها أسلحة».

وكشف السفير عن توجه لتشكيل لجنة بحرينية - إيرانية لمواجهة ظاهرة تهريب المخدرات عبر الحدود الإقليمية بين البلدين... وهنا نص الحوار:

* كيف تقيمون مستوى العلاقات البحرينية الإيرانية في الوقت الحالي؟

- هذه العلاقات ممتازة وإيجابية، ونحن نود أن تنتهز هذه الفرصة لنعرب عن شكرنا لجلالة الملك على مواقفه الحكيمة خلال الانتخابات الإيرانية، وكذلك دعمه ومساندته للملف النووي الإيراني السلمي، كما أننا نرى أن هذه الفرصة سانحة لنوصل الشكر لكل المسئولين البحرينيين لمواقفهم الإيجابية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

كما أننا نترقب زيارة جلالة الملك إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذه الزيارة ستكون مهمة للغاية، ونحن نبذل جهدنا في هذا المجال خدمة للمصالح المشتركة بين البلدين.

* رغم مرور ثلاثة أشهر على الانتخابات الإيرانية، ولكن التجاذبات في الساحة الإيرانية بين التيارات على تداعيات الانتخابات لاتزال مستمرة، وسط اتهامات بإقصاء بعض الأطراف؟

- بالنسبة لأحداث الدورة العاشرة من انتخابات رئاسة الجمهورية، فإن من المهم الرجوع إلى بعض الأسس التي قامت عليها الثورة الإسلامية، فالجمهورية الإسلامية أتاحت النشاط لجميع التيارات بأن تكون حاضرة وفاعلة على الساحة. وكان هذا الأسلوب الذي تنتهجه الجمهورية الإسلامية خلال 30 عاما، ونود أن نؤكد أن الأسلوب والنهج ذاته سيستمر فيما يتعلق بحرية النشاطات الحزبية والأفكار لجميع التيارات المختلفة.

وكما تعلمون فإن الساحة الإيرانية تزخر بتعددية الأحزاب والأجنحة، وهذا التنوع ساعد على إحداث الانسجام بين كل الفئات في إطار الإسلام وقيم الثورة الإسلامية واحترام الدستور.

كما أن وجود الكم الهائل من الصحف والمواقع الإلكترونية التابعة للأحزاب والتيارات السياسية أمر ملحوظ ومشهود به في الساحة الإيرانية، وهذا دليل على الجو الديمقراطي ودليل على مناخ الحريات الصحافية والإعلامية في إيران، وحتى في القرى النائية البعيدة عن مراكز المدن فإن لديها صحفا خاصة بها رغم بعدها عن المدن ورغم قلة عدد سكانها.

ومع الأسف الشديد فإنه بعد إجراء الدورة العاشرة من انتخابات رئاسة الجمهورية التي شارك فيها 40 مليون مواطن إيراني، وبعد الإعلان عن نتائج الانتخابات خرجت بعض المسيرات السلمية الهادئة لإبداء وجهة نظرها في النتائج بصورة عادية ومشروعة، ولكن بعد دخول أيادٍ أجنبية في هذه المسيرات غيرت مجرى المظاهرات وحولت مسارها وأهدافها، وكان هناك نشاط محموم من بعض الدوائر الأجنبية، ومن بينها بعض الجهات في السفارة البريطانية في طهران التي كان لها دور في التدخل في مسار الأحداث وفي تصاعد وتيرة القضية.

هذا بجانب تدخل بعض الأجهزة الأمنية بصورة فاضحة لتأجيج الأحداث وتضخيمها لمآرب خاصة بهدف الإساءة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وما تحظى به من مكانة متميزة إقليميا ودوليا.

وبعد هذه الفتنة قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمواجهة هذه الأحداث بالحكمة والمنطق والعقلانية، وعلى الرغم من أننا قدمنا بعض الخسائر في هذه الأحداث، ولكن في المحصلة كانت لدينا تجربة مهمة للغاية ومثمرة أيضا، وهذه الأحداث أكدت لنا ضرورة أن نكون في مواجهة الحرب المبرمجة من قبل أعداء الإسلام، كما أن على الدول الإسلامية استثمار إمكانياتها وقدراتها للدفاع عن نفسها وعن استقلالها وللحيلولة دون نجاح الأهداف الخطيرة التي يسعى أعداؤنا لبلوغها.

ولكن في كل الأحوال، فإن الفتنة المتمثلة في هذه الأزمة كانت أزمة عابرة وتمت إدارتها بالحكمة والعقلانية، وصحيح أن هذه الأحداث قد نجمت عن التدخل الأجنبي السافر في شئوننا الداخلية لكنها حملت معها أيضا بعض الخلافات على المستوى الداخلي.

* وماذا عن ملف الاعتقالات؟

- ينبغي العودة إلى جذور الثورة الإسلامية، واستنادا إلى قيمها ومبادئها الأساسية المعلنة منذ بداية الثورة فقد تمت محاكمة بعض الجهات التي تفاعلت مع الأطروحات الخارجية المعارضة للثورة، كما تم إلقاء القبض على بعض المسئولين الأمنيين الذين أخطأوا وتجاوزا صلاحياتهم القانونية في التعامل مع المعتقلين، وهؤلاء ستتم محاكمتهم ومحاسبتهم قريبا.

* ما هو موقف طهران من تعثر الحوار في الملف النووي مع المجموعة الدولية؟

- نحن ومنذ نحو عام واحد كنا مستعدين للدخول في مباحثات مع مجموعة (5 + 1)؛ (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي + ألمانيا)، ولكن هناك بعض العوامل والقضايا التي تسببت في تأجيل المباحثات من الجانب الغربي، ومن بين تلك العوامل الأزمة الجورجية والانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية والأزمة المالية العالمية.

وخلال هذه الفترة كان موقفنا واضحا، وهو التأكيد على حقنا الثابت في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وهو حق أصيل وثابت لجميع الشعوب وكذلك بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعلاوة على ذلك فقد سمحنا للمفتشين بتفقد المراكز النووية بصورة مفاجئة وغير معلنة، وكمثال على ذلك، فإنه كان هناك وفد من الوكالة الذرية قد طلب منا تفتيش مكان ما قبل ساعتين فقط، ومع ذلك كنا نسمح لهم بمثل هذه الزيارة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإننا كررنا مرارا وتكراراَ دعوتنا للاعتماد على التعاون البناء مع هذه المجموعة (5 + 1)، كما أننا سنسلم في المستقبل القريب سلة المقترحات الإيرانية المعدلة، ولكننا في الوقت ذاته نعتبر التقنية النووية السلمية موضوعا وطنيا ولا يمكن التراجع عنه، باعتباره حقا من حقوقنا.

ونحن نعتقد أيضا، الآن وكما في السابق فإن المباحثات المباشرة هي السبيل الأنجع للتعرف على وجهات النظر المختلفة، ولإيجاد توافق مع مجموعة (5 + 1) في إطار المقترحات نفسها التي قدمناها.

ولعله من الواضح أن الجهود الكبيرة التي بذلتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للحصول على الطاقة قد أوجدت نهضة نووية سلمية في المنطقة، وخصوصا في العالم الإسلامي لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، ونحن نعتبر ذلك انجازا سلميا بكل دول المنطقة.

* وماذا عن مفاعل بوشهر النووي ، هل تم تشغيله؟

- مشروع مفاعل بوشهر يسير وفقا للبرنامج المخطط له، وهذا المفاعل لم يصل إلى حد إنتاج الطاقة، لأنه لم يزود بالوقود حتى الآن، ننتظر الإنتاج النهائي بحسب البرنامج.

* وماذا عن السفينة الكورية التي قالت الإمارات إنها محتجزة بسبب نقلها أسلحة لإيران؟

- مع الأسف الشديد، هذا الخبر كاذب وعارٍ عن الصحة تماما، نحن لا نحتاج إلى أسلحة تنقلها سفينة.

* بالنسبة للاتفاقية الأمنية المشتركة بين البحرين وإيران... هل تم تحويلها إلى مجلس الشورى الإسلامي لإقرارها؟

- نعم، والإجراءات التشريعية تسير بحسب المعتاد، ولكن نحن اتفقنا مع البحرين على بدء التعاون الأمني بصورة مباشرة حتى قبل أن يعتمد البرلمان الاتفاقية، وخصوصا في بعض الجوانب التي يحتاج إليها الجانبان.

* هناك حديث عن تنامي تهريب المخدرات إلى البحرين عن طريق الحدود الإقليمية مع إيران، هل لديكم تصور بهذا الشأن؟

- نحن في هذا الجانب اقترحنا على زملائنا في الجانب البحريني تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة هذا الموضوع بصورة خاصة. ووجدنا ترحيبا من البحرين بهذا الخصوص.

* قبل أسبوعين ذكرت وكالات الأنباء العالمية أن سفينة صيد بحرينية تعرضت للقرصنة من قبل قراصنة إيرانيين؟ هل من تفاصيل على هذه الحادثة؟

- نحن قرأنا هذا الخبر في الصحف البحرينية، وحتى وفقا للخبر المنشور فإنه ذكر أنه من المحتمل أن يكون القراصنة إيرانيون، ونحن طلبنا من البحرين تزويدنا بأية معلومات عن هذه الحادثة.

* بالنسبة لدعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مصافحة إيران، هل أصبحت جزءا من الماضي؟

- بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية فإن الباب مفتوح في هذا الجانب، ولكن الحوار الذي نسعى إليه هو الحوار القائم على العدالة والمساواة والمنطق واحترام حقوق الشعب الإيراني، وهناك تصريحات متضاربة من الجانب الأميركي بهذا الشأن. وعندما صدرت تصريحات إيجابية من جانب الولايات المتحدة كان ردنا عليها إيجابيا أيضا، ولكن نحن نرد الأقوال بالأقوال والأفعال بالفعال، وهذا هو المنطق. في منطقنا الحوار هو الأصل، وهو الآلية المباشرة للتفاهم بين الشعوب.

* وماذا عن جدول زيارة الرئيس الإيراني للجمعية العامة للأمم المتحدة؟ وخصوصا أنها ستكون متزامنة مع تواجد الرئيس الأميركي في اجتماعات الجمعية العامة؟

- كما تعلمون فإن هذه الزيارة ستكون الأولى للرئيس محمود أحمدي نجاد بعد إعادة انتخابه، وهي الأولى في فترة الرئيس الجديد للولايات المتحدة. والجمهورية الإسلامية الإيرانية حريصة جدا على التواجد والحضور الفاعل في جميع المحافل الدولية.

العدد 2559 - الإثنين 07 سبتمبر 2009م الموافق 17 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً