العدد 2567 - الثلثاء 15 سبتمبر 2009م الموافق 25 رمضان 1430هـ

واشنطن: المفاوضات مع إيران يجب أن تبحث «النووي»

قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس (الثلثاء) إن على إيران وضع ملفها النووي «في صدارة» أية مفاوضات جديدة مع الغرب، مؤكدة أن هذا الملف «لا يمكن تجاهله».

وأوضحت الوزيرة أن الاجتماع المقرر بين إيران والدول الست الكبرى، والمتوقع أن تستضيفه تركيا، سيكون اختبارا لمدى جهوزية إيران لأن تبحث مع المجتمع الدولي مخاوفه من برنامجها النووي المثير للجدل.

من ناحية أخرى، أفاد الموقع التابع للقيادي الإيراني المعارض مير حسين موسوي على الانترنت أن الأخير سيشارك بعد غدٍ (الجمعة) في تظاهرة يوم القدس.


الاتحاد الأوروبي يرحب ويؤكد أن الوقت مبكر لفرض عقوبات ضد طهران

سولانا: الاجتماع بين إيران و «الدول الست» سيعقد على الأرجح في تركيا

طهران، بروكسل - د ب أ، أ ف ب، رويترز

أعلن الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية، خافيير سولانا، أمس (الثلثاء) أن الاجتماع بين إيران والدول الست الكبرى المقرر عقده في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول لبحث ملف طهران النووي سيجرى «على الأرجح» في تركيا.

وقال سولانا، لدى وصوله بروكسل للمشاركة في اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين، إن الاجتماع المقرر بين الدول الكبرى الست والمفاوض الايراني في الملف النووي، سعيد جليلي، سيعقد «على الأرجح» في تركيا.

وسيشارك في الاجتماع إلى جانب سولانا وجليلي ممثلون عن الدول الست التي تفاوض طهران منذ سنوات في ملفها النووي وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) إضافة إلى ألمانيا. وعقد آخر اجتماع مماثل بمشاركة مندوب أميركي في يوليو/ تموز 2008 في جنيف.

وردا على سؤال بشأن احتمال فرض عقوبات على إيران في حال رفضت إخضاع برنامجها النووي المثير للجدل لإشراف دولي، قال سولانا إن القوى الكبرى لم تتخل عن استراتيجية «المقاربة المزدوجة».

وأوضح «حاليا نحاول الدخول في مفاوضات، تعلمون أننا ساندنا على الدوام اعتماد مقاربة مزدوجة وتلك ستبقى سياستنا».

ومع هذه «المقاربة المزدوجة» تقترح القوى الكبرى مساعدة إيران على أن تمتلك طاقة نووية لغايات سلمية تحت رقابة دولية مع تهديد إيران في الوقت نفسه بعقوبات جديدة في حال رفضها الإشراف الدولي للتأكد من أن إيران لا تستخدم برنامجها النووي لغايات عسكرية.

وأعرب وزير الخارجية السويدي، كارل بيلت، الاثنين عن استعداد الاتحاد الأوروبي للانتظار حتى إجراء المحادثات بين الدول الست الكبرى وإيران في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل قبل اتخاذ قرار بشأن فرض عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وقال بيلت، الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي وقبل ترؤسه اجتماعا لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسل «إننا في هذه اللحظة نتطلع لإمكانية (عقد) اجتماع بين الإيرانيين والدول الست.

وأضاف أن «مثل هذا الاجتماع سيعقد ويجب علينا حينئذ أن ننظر في الرد الإيراني ونرى ما إذا كان يمكننا التحرك بقدر ملموس أكبر تجاه (مناقشة) التفاصيل المختلفة».

وقالت الدول الغربية في وقت سابق، إنها تريد من إيران أن تستجيب لعرض إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بحلول بداية دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر.

وبدا من تصريحات وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لن يتمكنوا من إقناع روسيا والصين الدولتين الأخريين اللتين تتمتعان بعضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي، بفرض عقوبات على طهران.

وأوضح بيلت أن «مجلس الأمن الدولي له مطالب محددة، كما أن هناك أسئلة محددة تطرحها الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعلق بالنشاط النووي الإيراني. وإذا استطعنا الحصول على إجابات محددة بشأن هذه الأسئلة فإننا سنكون قد قطعنا شوطا كبيرا تجاه رفع العقوبات».

وقال وزير الخارجية الفنلندي، الكسندر ستوب، إنه في الوقت الذي ينبغي أن تسير فيه الأمور بتأن فإن على الاتحاد الأوروبي النظر في فرض «عقوبات أحادية» ضد إيران في حال فشل المحادثات.

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير عن شكوكه بشأن

اجتماع الأول من أكتوبر بين إيران والدول الكبرى. وقال كوشنير: «هل تعلم كم عدد الاجتماعات التي عقدناها مع إيران؟ كثير كثير. وسيكون هناك اجتماع آخر لكني لا أتوقع الكثير منه».

وبدوره، أكد رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية»، علي أكبر صالحي، أن طهران ستحاول طمأنة المجتمع الدولي إلى سلمية برنامجها النووي خلال لقائها ممثلي الدول الست.

وقال صالحي، في تصريحات لصحيفة «الحياة» اللندنية نشرتها أمس (الثلثاء)، إن إيران ستتطرق «في شكل غير مباشر» إلى ملفها النووي، مشيرا إلى أن جليلي سيقدم خلال لقائه سولانا إجابات أولية وشروحات للدول الست بشأن تساؤلاتها المرتبطة بالنقاط الواردة في رزمة الاقتراحات الإيرانية.

وأكد رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» أن «المفاوضات غير المشروطة مفتاح تسوية الخلافات».

وقال في مستهل المؤتمر السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أمس، إن «الدول المستكبرة ترفض بصلف سعي دولة مثل إيران إلى استيفاء حقوقها السيادية، وتزيد على ذلك بإطلاق تهديدات مستمرة بمهاجمة منشآتنا النووية»، مشددا على أن إيران «واثقة من قدرتها على الدفاع عن نفسها».

على الصعيد الداخلي، قال الموقع الالكتروني الخاص برجل الدين الايراني الإصلاحي، مهدي كروبي، أمس إنه لن يتخلى عن معركته من أجل حقوق عشرات الإيرانيين الذين يشكون من إساءة معاملتهم بعد احتجازهم بسبب الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتيجتها. وأثار كروبي المترشح الرئاسي الذي حل في المركز الرابع في الانتخابات التي جرت في 12 يونيو/ حزيران غضب المحافظين في أغسطس/ آب بقوله، إن بعض المحتجين هتكت أعراضهم في الحجز.

ورفضت لجنة تحقيق قضائية عليا مزاعم كروبي يوم السبت، وافادت تقارير أنها أوصت بالنظر في توجيه تهمة التشهير لمن يروج لمثل تلك المزاعم.

وقال كروبي، في بيان نشر على موقعه على الانترنت (اعتماد ملي) أمس الثلثاء: «أشعر بالتزام بالمقاومة وعدم التخلي عن معركتي (من أجل الذين أسيئت معاملتهم في السجن)». وأضاف «لم أتخيل قط حتى في أسوأ كوابيسي أن يأتي يوم ترد فيه الجمهورية الإسلامية على المسيرات السلمية للمواطنين... بالهراوات وطلقات الرصاص».

العدد 2567 - الثلثاء 15 سبتمبر 2009م الموافق 25 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً