العدد 2581 - الثلثاء 29 سبتمبر 2009م الموافق 10 شوال 1430هـ

السفارة العراقية في المنامة تقيم حفلا تأبينيا لضحايا «الأربعاء الدامي»

بحضور حشد كبير من المسئولين والعلماء والدبلوماسيين

أقامت السفارة العراقية في البحرين ظهر أمس (الثلثاء) برعاية وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري حفلا تأبينيا بمناسبة مرور أربعين يوما على ضحايا «يوم الأربعاء الدامي»الذي استهدف وزارتي الخارجية والمالية، وذلك في مبنى السفارة الكائن بالماحوز.

وحضر الحفل التأبيني حشد كبير من المسئولين والعلماء والدبلوماسيين، من بينهم وكيل وزارة الخارجية السفير عبدالله عبداللطيف والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى البحرين وعدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب ونائب محافظ العاصمة عبداللطيف السكران.

وقال سفير جمهورية العراق في البحرين غسان حسين إن: «هذا الاحتفال يقام في مملكة البحرين الشقيقة بكل ما لهذا التوصيف من معنى, لقد شاركتنا دوما وأبدا أفراحنا وأحزاننا، وهذا الاحتفال يقام بالتزامن مع جميع سفارات العراق في الخارج.

بعدها، ألقى السفير كلمة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بهذه المناسبة قال فيها:» لقد كانت هذه الجريمة الإرهابية الأعنف من حيث شدة الانفجار وحجم الضحايا في مدينة بغداد منذ أن بدأت المجاميع الإرهابية تنفذ جرائمها ضد الشعب العراقي، إذ ذهب ضحية هذه الجريمة كوكبة من خيرة العاملين في وزارة الخارجية ومجموعة من الجرحى وبلغ عدد الشهداء 43 شهيدا ومئات الجرحى، إضافة إلى المواطنين الذين كانوا في محيط الانفجار آنذاك».

وأوضح السفير أن وزارة الخارجية قامت ومنذ اليوم الأول وبعد إخلاء الشهداء والجرحى بالتحرك نحو تأمين سريع لعلاج الجرحى والحالات المستعصية، واستطاعت نقل 105 من الجرحى إلى كل من: تركيا ، الأردن، إسبانيا، ألمانيا، فرنسا، الإمارات، الكويت والسعودية.

وعلى مستوى الإعمار قامت الوزارة بحملة واسعة وعمل مكثف، في اليوم التالي للأربعاء الأسود لإعادة تأهيل وإصلاح المباني الخمسة ضمن مجمع الوزارة، واستطاعت إنجاز تأهيل ثلاث بنايات، هي بناية المراسم والتصديقات ووحدة الجوازات وجرى تخصيصها لعدد من دوائر الوزارة لتمكينها من استئناف نشاطها اليومي المعتاد، وتتركز الجهود الآن على إنجاز المبنى الرئيسي في بضعة أشهر».

وأضاف السفير:» في هذا اليوم نستذكر دوما حجم التضحيات التي قدمتها وزارة الخارجية العراقية في مسيرتها لبناء عراق مزدهر ديمقراطي حر وموحد، وسوف لن تثنينا الجريمة وغيرها عن بذل الجهود المخلصة وسنظل أوفياء لدماء الشهداء».

ووجه الوزير العراقي في ختام كلمته الشكر لدول العالم الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانب العراق وشاركته آلامه وقدمت له مساعداتها ودعمها الأمر الذي خفف عنه آثار هذا المصاب الجلل، مؤكدا أن الحكومة العراقية تتعهد بكشف الحقيقة وكشف المجرمين الإرهابيين، مضيفا: «نتقدم بالتعازي إلى أسر الشهداء، كما نتمنى للجرحى الشفاء العاجل».

وعبرّ السفير العراقي عن شكر حكومته لمملكة البحرين قيادة وشعبا على ما اتخذته من مواقف إزاء العراق، وخصوصا منذ العام 2003، واستذكر خصوصا ما صدر عن مجلس الوزراء البحريني والرسالة الكريمة التي وجها وزير الخارجية لنظيره العراقي، وقد شهدنا اليوم مجددا تعاطفا من جميع الجهات في البحرين، وهذا الحفل تتمثل فيه كل الشرائح التي نريد أن نعبر لها عن مشاعر الأسى والحزن».

من جهة أخرى أستعرض السفير العراقي محطات من تجاربه الدبلوماسية مع الأحداث التي عاصرتها وزارة الخارجية العراقية قائلا: «لقد كنت مشرفا على وزارة الخارجية عندما تعرضت لتدمير وحرق ونهب في العام 2003 وبفضل الله استطعنا أن نعيد مبنيين إلى العمل، ولكن حينما استدعيت قبل شهر إلى بغداد من قبل الوزير لأساعد في الجهود لإعمار مبنى الوزارة، قارنت بين ما واجهته وزارة الخارجية قبل سبع سنين مضت وما جرى في وزارة الخارجية في يوم الأربعاء الدامي(...) لم أر التفجير، لأنني وصلت بعد عشرة أيام، ولم أسمع صياح الأبرياء والجرحى والمنكوبين ولكنني شاهدت دمارا شاملا في المبنى المكون من عشرة طوابق، ووجدت مبنى كأنه أصيب بآثار قنبلة نووية بغير إشعاع، فماذا حصل يا ترى بأجساد الأبرياء ودمائهم؟».

وأضاف السفير: «في العام 2003 لم يكن لنا شهيد في وزارة الخارجية، ولكن الآن فقدنا 45 شهيدا، كما أن العديد من الموظفين فقدوا النظر، فما الذي ارتكبه هؤلاء من مختلف الشرائح والمكونات التي تمثل الشعب العراقي، وماذا ارتكب المواطنون الذين يعيشون في المباني المجاورة، إن ما يواجه العراق في العصر الحديث هو أخطر تحد لكيان دولة وشعب في العالم، لأنني عشت هذه التحديات وأرى بأم عيني ضحايا الإرهاب الأسود الذي لا دين له ولا مذهب ولا عقيدة».

وأختتم كلمته قائلا: «في مثل تاريخ 19 أغسطس /آب قبل عدة أعوام وقعت أكبر جريمة ضد مبنى الأمم المتحدة في بغداد، وكنت حينها في زيارة مع وفد مجلس الحكم برئاسة رئيس الوزراء العراقي السابق إبراهيم الجعفري إلى البحرين وعندما سمعنا الخبر علمنا أن التحدي أكبر مما كنا نتصوره، وفي هذا اليوم في 19 أغسطس من هذا العام وقع أكبر انفجار في بغداد وكانت ضحيته وزارة الخارجية، لذلك أردنا من هذا الاحتفال أن يكون رمزا لتضامننا ووحدتنا».

و بدوره ألقى نائب محافظ العاصمة عبداللطيف السكران كلمة أوضح فيها: «أنه بكل الأسف والألم أقف أمامكم اليوم مؤبنا لضحايا وشهداء الأربعاء الدامي في العراق الشقيق، كما تعودنا من شريعتنا الغراء التي تمثل الاعتدال وتمثل السماحة وتمثل الحب للإنسانية والعطاء وقفت البحرين في ذلك اليوم شاجبة مستنكرة متألمة لما جرى تجاه بلد عربي إسلامي شقيق له الفضل على كثير من الدول في إضفاء التعليم والدراسة، لقد فتح العراق أبوابه لكافة الدول للدراسة وللتعلم وللثقافة والإرشاد خدمة للمجتمع الدولي فما كان من المجتمع الدولي إلا أن يدين الجريمة النكراء تجاه بلد كان يمد اليد لكل الناس».

وأضاف السكران: «هذا ما أبرزته القيادة الحكيمة حينما تعرض العراق في أكثر من موطن مدت البحرين يدها، وحينما أصيب المرجع الكبير السيد علي السيستاني بوعكة صحية بادر جلالة الملك بإرسال طائرته الخاصة بعلاجه، وحينما أصيب العراق في يوم ما بإرهاب تقدمت البحرين بتوجيه سامٍ من جلالة الملك وجلبت بعض المصابين للعلاج في البحرين، واليوم تقف البحرين شاجبة مستنكرة هذا العمل الإجرامي، وهذا الحفل لم يقم إلا لأن الجرح عميق، ويندمل هذا الجرح بحضوركم ومواقفكم الثابتة ودعمكم، مبينين للعالم أننا نحب الإنسانية ونحب العدل والأمان، ونسال الله أن يمن على العراق رئيسا وحكومة وشعبا بالخير والأمان».

إلى ذلك ألقى أحد أفراد الجالية العراقية كلمة نيابة عنهم قائلا: «إن كلمات العزاء تعجز عن شهداء العراق بشكل عام، 45 روحا خرجت إلى بارئها تشكو ظلم أعداء السلام وأعداء الإسلام وأعداء الحياة، وكوني كنت مختصا في وزارة التعليم العالي كانت في العراق 18 جامعة في العام 2003، والآن هناك 30 جامعة جميعها تعمل بفاعلية، وهناك ستة ملايين طالب ذهبوا إلى مقاعد الدراسة أمس، وهؤلاء الملايين من الطلبة لا يتحدون فقط أنفلونزا الخنازير وإنما يتحدون القصف والإرهاب، وهذه حقيقة العراق، وباسم أكثر من 2500 مواطن عراقي يقيمون في البحرين لا بد أن نقدم جزيل الشكر إلى القيادة السياسية والشعب البحريني الشقيق على وقوفهم وتعاطفهم معنا في كل الظروف».


وكيل وزارة الخارجية لـ«الوسط »:

قنصلية النجف ستغطي %50 من دبلوماسية البحرين في العراق

كشف وكيل وزارة الخارجية السفير عبدالله عبداللطيف أن القنصلية البحرينية المزمع افتتاحها في النجف قريبا ستغطي أكثر من 50 في المئة من نشاط الدبلوماسية البحرينية في العراق.

وقال السفير في تصريح صحافي في الاحتفال التأبيني الذي أقامته السفارة العراقية أمس: «إن البحرين تعتزم رفع عدد الموظفين في سفارتنا في العراق بعد افتتاح قنصلية النجف، لأن هذه القنصلية سيكون لها دور محوري في خدمة الزوار البحرينيين للعراق نظرا إلى أن غالبية هؤلاء يقصدون الأماكن المقدسة في مدينتي النجف وكربلاء».

وأضاف «حاليا تجرى الترتيبات مع الجهات العراقية المختصة لاختيار موقع القنصلية على أن تكون الخطوة اللاحقة تحديد موعد رسمي للافتتاح بعد استكمال الإجراءات اللازمة».

من جهة أخرى، أشار الوكيل إلى أن مملكة البحرين تقف مع العراق الشقيق وتعبّر دائما عن شجبها العمليات كافة التي تستهدف الأبرياء.

العدد 2581 - الثلثاء 29 سبتمبر 2009م الموافق 10 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 10:03 ص

      عراقي وافتخر

      الموت للصداميين الحاقدين على العراقيين الاصلاء ويردون ارجاع العراق الى الهاوية من جديد

    • زائر 2 | 3:01 ص

      لا حول ولا قوة الا بالله

      بسم الله الرحمن الرحيم
      (ولا تحسبنا الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) صدق الله العظيم
      شوفو كم عدد الضحايا في بس هذا الانفجار وهذا من اصل الف انفجار يعني لو 500شخص * في 100 انفجار
      من الحرب الى الان 50000 هذا من غير ال 50000 الي راحوا على ايد الحرب الطائفية 2006 _ 2007
      يعني بس اكول الف رحمة ونور تنزل على قبرك ياقائدنا العظيم البطل ابو عداي نور وضياء ان شاء الله عيشتنا بامان يسوى كنوز العالم كلا وكنور العالم كلا مرح اترجع الامان في عراقي الحبيب

    • زائر 1 | 11:50 م

      لا حول ولا قوت الا بالله

      " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعيد اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الظالين" صدق الله العلي العظيم مهدات الي اروا شهدا الاربعاي الدامي ان الي الله وان اليه راجعون

اقرأ ايضاً