تحتفل البحرين اليوم (الخميس) الموافق الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول باليوم العالمي للبصر تحت شعار «المرأة وصحة العين... نحو رعاية صحية متكافئة للعين».
ويُحتفل بيوم الرؤية العالمي كل عام في ثاني خميس من شهر أكتوبر لإذكاء الوعي وحثّ العالم على تركيز اهتمامه على العمى ومشكلة ضعف البصر وضرورة تأهيل من يعانون من تلك المشكلة. ويتم التركيز، هذا العام، على مسألة صحة العين وضمان المساواة في الحصول على خدمات الرعاية ذات الصلة.
وقالت استشارية طب وجراحة والعيون واختصاصية في أمراض الشبكية والجسم الزجاجي نورة الكبيسي:
«إن المحافظة على البصر هو العمل على منع فقدانه»، مشيرة إلى أن التحكم بمرض السكر سينتج عنه التقليل من الإصابة بمضاعفاته بما لا يؤثر على النظر. موضحة أن الاعتلال الشبكي السكري يؤدي إلى حالات جديدة من العمى وسط البالغين ما بين 30 و64 عاما، وهم أكثر عرضة للعمى مقارنة بغير المصابين بمرض السكر.
وأوضحت أن العمى هو من المضاعفات المخيفة وتزداد هذه المضاعفات مع ارتفاع سكر الدم، حيث أن جميع مرضى النوع الأول تقريبا، و60 في المئة من النوع الثاني ستظهر عليهم بعض علامات الاعتلال الشبكي بعد 20 عاما، والأسوأ أن 25 في المئة من النوع الثاني قد تظهر عليهم الأعراض عند اكتشاف المرض.
وأفادت الكبيسي بأن نسبة فقد البصر نتيجة الاعتلال الشبكي السكري بحسب منظمة الصحة العالمية بلغت في العام 2002 نحو 5 في المئة من نسبة العمى في العالم، أي 5 ملايين أعمى.
وتابعت «مع الزيادة التدريجية لمرض السكر متوقع أن تزداد أعداد المصابين إلى نحو 344 مليونا بحلول العام 2025 وهو ما يعني في المقابل زيادة أكثر في عدد من سيعانون من مضاعفات البصر التي إن لم تراعىَ وتعالج بالطريقة المثلى ستؤدى إلى إعاقات بصرية وخيمة».
وقالت: «إن دراسة أخرى أجريت على مدى 25 سنة بينت أن النسبة تزداد عند الرجال، وأن النساء يصابون في سن أكبر وبعد سنوات أطول من الإصابة بالسكر، وهو ما يعزى إلى عوامل هرمونية، أو أن النساء قد يكونون أكثر التزاما باتباع التعليمات التي تحافظ على معدل السكر».
وأشارت الكبيسي إلى أن هناك عوامل أخرى تتحكم في الإصابة بالعمى، فالوعي أكبر عند عموم الناس من الأخطار المترافقة مع ارتفاع ضغط الدم وارتفاع دهون الدم من التأثيرات المؤذية التي يسببها ارتفاع سكر الدم، وأن الكثيرين يظنون أن ارتفاع سكر الدم حالة تنتج من أسلوب الحياة غير الصحي ولا تحتاج إلى علاج وهو مفهوم خاطئ.
وقالت الكبيسي: «يوجد دليل قوي أن الضبط الجيد لجلوكوز الدم يقلل من خطر المضاعفات وأنه يمكن تأخير بداية هجوم وتعاقب المضاعفات من مرض السكر بضبط السكر والفحوصات الدورية للعين».
وأفادت بأن الاعتلال الشبكي البسيط المبدئي يتميز بوجود عقد عرقية دموية صغيرة مع ندب نزيف في طبقات الشبكية وغالبا لا تؤدي هذه المرحلة إلى ضعف البصر إلا إذا صاحبها اعتلال رشحي بالمركز البصري واعتلال المركز البصري الرشحي، نتيجة ترسبات دهنية صلبة أو ناعمة تميل إلى اللون الأصفر المبيض نتيجة نتح وترشيحات غير طبيعية من جدران الأوعية الشبكية المتعددة، وقد يصاحبه قصور في التروية الدموية للمركز البصري وتتركز هذه الترسبات في طبقات الأنسجة المكونة للشبكية واعتلال الشبكية الوعائي «المتأخر»، ويمثل هذا مرحلة متأخرة من مراحل الاعتلال الشبكي السكري، ويمثل نشاط الاعتلال المتزايد ويتميز بظهور أوعية دموية غير طبيعية في رأس العصب البصري أو في أماكن أخرى على سطح الشبكية أو في القزحية.
وقالت أضافت «قد تنمو هذه الأوعية الدموية داخل الجسم الزجاجي الشفاف وهذه الأوعية قابلة للتزييف في أية لحظة مؤدية إلى نزيف داخل الجسم الزجاجي وإعتام في الرؤية، وقد تؤدي هذه الأوعية الدموية إلى نمو ألياف غير طبيعية على سطح الشبكية والجسم الزجاجي يكون سببا رئيسيا في شد ونزع ومن ثم انفصال الشبكية وخاصة في المركز البصري ما يؤدي إلى ضعف شديد بالرؤية».
ورأت أنه «من المفيد أن يعلم المرضى الذين يعانون من اعتلال الشبكية السكري أن الأبحاث السريرية في هذا المجال أثبتت أن حقن مادة الكرتيزون داخل العين تساعد وبشكل ملحوظ على علاج وتقليل اعتلال مركز البصر الرشحي وبالذات في الحالات المزمنة التي لم تستجب مسبقا للعلاج بالليزر».
العدد 2589 - الأربعاء 07 أكتوبر 2009م الموافق 18 شوال 1430هـ