قتل جندي أميركي وعراقيان اثنان كما أصيب آخران في هجوم استهدف دبابة أميركية بقنبلتين يدويتين في حي الأعظمية في بغداد. وذكرت مراسلة قناة «الجزيرة» نقلا عن شهود عيان ان القوات الأميركية «أجلت القتيل والجريحين الأميركيين من دون الالتفات إلى القتيلين العراقيين». جاء ذلك في وقت انتهت فيه أمس مهلة الأسبوعين التي حددتها القوات الأميركية والبريطانية إلى العراقيين من أجل تسليم أسلحتهم الثقيلة، واستثني من قرار مهلة جمع الأسلحة مقاتلو الميليشيات التابعة للحزبين الكرديين في الشمال، وكذلك الميليشيات التابعة لحزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه أحمد الجلبي. كما التقى الحاكم المدني الأميركي بول بريمر مع شخصيات سياسية عراقية من أجل إطلاعهم على خططه لتشكيل إدارة انتقالية في البلاد. وقالت صحيفة «الزمان» في عددها الصادر أمس ان القوات الأميركية اعتقلت الأسبوع الماضي محمد الدوري شقيق عزة الدوري الذي كان نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة العراقي كما اعتقلت أيضا خلال مداهمات قامت بها في مدينة الدور 150 من أبناء المدينة من ضمنهم نجلا عزة (أحمد وإبراهيم). المحتلون ينزعون الأسلحة والحكيم يراه في غير وقته... حزب السبعة يطالب بإضافة خمسة أحزاب... مقتل أميركي وعراقيين في بغداد
عواصم - عصام العامري، وكالات
تستعد قوات الاحتلال تدريجيا لتثبيت وجودها العسكري في جميع ضواحي العراق. ويقابل هذا الوجود غضب شعبي يرفض هذا الاحتلال، فمن جهة نظمت أمس تظاهرة في البصرة احتجاجا على تعيين حاكم بريطاني يدير شئون المدينة في وقت تعمل قوات التحالف على تطبيق الهدنة بنزع جميع الأسلحة من المواطنين وذلك كخطوة تمهيدية لرصد الأمن والاستقرار يقابله طلب رفعه مجلس السبعة الذي يضم جماعة الأحزاب العراقية التي (من المنتظر اختيارها في إدارة الحكومة الانتقالية) في العراق إلى الرئيس المدني بول بريمر بإضافة خمسة أحزاب أخرى ليكون المجموع 12 حزبا.
وقد قتل جندي أميركي وعراقيان اثنان كما أصيب جنديان أميركيان بجروح في هجوم استهدف دبابة أميركية في حي الأعظمية ببغداد استخدمت فيه القنابل اليدوية كما نقلته مراسلة قناة «الجزيرة»، التي أكدت أن «أحد الأميركيين قتل وأصيب اثنان آخران بجروح وقتل اثنان من العراقيين» مشيرة إلى ان القوات الأميركية «أجلَت القتيل والجريحين الأميركيين من دون الالتفات إلى القتيلين العراقيين».
وأشارت أيضا إلى ان القوات الأميركية «صوبت» نحو المارة وفريق «الجزيرة» الذي قالت انه اختبأ و«يحاول الخروج من المنطقة» لنقل صور.
من جهة أخرى تظاهر حوالي خمسة آلاف عراقي في وسط البصرة احتجاجا على تعيين الجيش البريطاني الذي يتمركز في جنوب العراق، احد ضباطه لإدارة المنطقة.
وان جنودا في الجيش البريطاني وجنودا عراقيين انتشروا حول مقر المحافظة الذي يفترض ان تنظم مراسم تولي الضابط البريطاني مهماته فيه.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «نرفض ان يدير حاكم بريطاني البصرة» و«نحن قادرون على إدارة شئوننا الخاصة بأنفسنا».
وقال عالم دين شيعي الشيخ أحمد مالكي «نطالب بحاكم عراقي ينتخبه الشعب وهم يريدون فرض حاكم بريطاني»، ودعا «كل القوى السياسية العراقية إلى عقد مؤتمر (بشأن مستقبل العراق) برعاية الأمم المتحدة بسرعة».
كما قالت صحيفة «الزمان» في عددها الصادر أمس في بغداد ان القوات الأميركية اعتقلت الأسبوع الماضي محمد الدوري شقيق عزة الدوري الذي كان نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة العراقي والمدرج اسمه على قائمة أميركية، كما اعتقلت أيضا خلال مداهمات قامت بها في مدينة الدور مئة وخمسين من أبناء المدينة من ضمنهم نجلي عزة أحمد وإبراهيم.
في وقت شهدت شوارع بغداد مظاهرات للعاملين بشركات التصنيع العسكري العراقية طالبوا فيها بصرف مستحقاتهم المالية ومبلغ طوارئ بقيمة خمسين دولارا لكل منهم.
من جانبه قال مسئول في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني ان مجلس السبعة سيقترح على الحاكم الأميركي في العراق بول بريمر إضافة خمسة أحزاب عراقية جديدة للمشاركة في السلطة العراقية المقبلة.
وقال عضو المكتب السياسي في الحزب عادل مراد ان «مجلس السبعة يناقش مع بريمر مسألة إضافة خمسة أحزاب عراقية جديدة إلى المجلس لكي يصبح المجلس مكونا من 12 حزبا؛ وإنه إذا تم اعتماد هذه الأحزاب الخمسة فأن هناك مقعدا آخر سيبقى شاغرا وهو المقعد التركماني لكي تصبح الحكومة الانتقالية المقبلة تمثل جميع فئات الشعب العراقي».
من جانبها بدأت الإدارة الأميركية في العراق بجمع الأسلحة الخفيفة والثقيلة التي يملكها السكان الذي يشكل بداية المهلة التي حددتها قوات التحالف للعراقيين لتسليم الأسلحة والمتفجرات التي يملكونها.
وقد استثني من قرار مهلة جمع الأسلحة مقاتلو المليشيات التابعة للحزبين الكرديين في الشمال، وكذلك المليشيات التابعة لحزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه أحمد الجلبي المقرب من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
في وقت أكد نائب رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق السيد عبد العزيز الحكيم ان منظمته لا تمتلك أسلحة ثقيلة.
وأضاف الحكيم في تصريحات خاصة لقناة «الجزيرة» ان هناك ضرورة لاحتفاظ المواطنين بأسلحة خفيفة للدفاع عن أنفسهم باعتبار ان الأمن لم يتحقق تماما حتى الآن.
كما كشفت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية النقاب عن أن مناطق شاسعة من العراق تعاني بعد حوالي شهرين من انتهاء الحرب من خطر انفجار القنابل العنقودية التي ألقتها الطائرات الأميركية والبريطانية خلال الحرب.
كما أعلنت الشرطة العراقية العثور على هويات لأشخاص كويتيين في مقبرة شمال العاصمة بغداد.
وقالت مصادر في شرطة بغداد إن مواطنين عراقيين أبلغوهم بالعثور على أوراق ثبوتية وهويات لكويتيين يحتمل أن يكونوا من بين 600 شخص تقول الكويت إنهم اختفوا في العراق عقب غزو النظام السابق للكويت في العام 1990.
أما على صعيد التحرك الدبلوماسي فأعلنت ليبيا رسميا «قطع علاقاتها الدبلوماسية مع العراق وإقفال سفارتها في بغداد واستدعاء جميع العاملين فيها».
في وقت ينتظر وصول مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق الاثنين المقبل إلى بغداد بعد أشهر من التوتر بين المنظمة الدولية والتحالف الأميركي البريطاني الذي أطاح بنظام صدام حسين. وكلف سيرجيو فييرا دي ميلو بمهمة تستمر أربعة اشهر وتتمثل في تنسيق الجهود الإنسانية للأمم المتحدة بالتعاون مع قوات الاحتلال الأميركي البريطاني.
من جانبها أكدت إذاعة قوات التحالف الأميركية البريطانية ان عمليات إطلاق النار مازالت مستمرة على طائرات قوات التحالف التي تحط في المطارات العراقية وخصوصا في مطار بغداد الدولي، متهمة أعضاء في النظام السابق بالقيام بهذه العمليات لتعطيل عملية إعادة إعمار العراق.
كركوك - أ ش أ
تستعد الولايات المتحدة لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في مدينة كركوك شمال العراق تستهدف مهماتها الأولية إيران.
وعلم مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في شمال العراق من مصادر عسكرية مطلعة أن وزارة الدفاع الأميركية تخطط لنصب صواريخ تحمل رؤوسا نووية في القاعدة العسكرية التي تعتزم إقامتها في كركوك. وأشارت المصادر إلى أن الولايات المتحدة تعتزم إرسال وحدات عسكرية جديدة وبأعداد كبيرة إلى كركوك من بينها وحدات من القوة العسكرية الخاصة «دلتا» إضافة إلى إرسال قوة للشرطة العسكرية، كما أكدت المراسل أن البنتاغون ستنقل الأسلحة الكيماوية والنووية كافة التي كانت تضعها في قاعدة «انجيرليك» جنوب تركيا إلى القاعدة العسكرية الجديدة في كركوك.
وأوضحت المصادر أن القوات الأميركية كانت أقامت حديثا قاعدة عسكرية في مدينة أربيل شمال العراق إضافة إلى قاعدة كركوك العسكرية الجديدة لكنها ترى أن هاتين القاعدتين لا تكفيان لضمان تحقيق الأهداف العسكرية الأميركية الجديدة في المنطقة ولذلك فإن الولايات المتحدة ستقوم بإنشاء قاعدة عسكرية ثالثة في منطقة شمال الموصل على أن تكون هذه القاعدة مخصصة للدفاع والهجوم في حال مواجهة القوات الأميركية أي مخاطر جدية في المنطقة. وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة تخطط في المرحلة الحالية لعزل ما يسمى جنوب أذربيجان عن إيران بالتزامن مع نشاط مكثف لإعداد إدارة جديدة في أذربيجان تقدم الدعم للولايات المتحدة وتبتعد عن إيران
العدد 269 - الأحد 01 يونيو 2003م الموافق 30 ربيع الاول 1424هـ