قال أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى أمس ان الجامعة ليست مدعوة الى المشاركة في قمة شرم الشيخ التي تجمع عددا من القادة العرب والرئيس الأميركي جورج بوش غدا. إلا انه اعتبر ان القمة «ضرورية لتنفيذ خريطة الطريق». وأعرب عن امله في «الاسراع بالتحرك نحو قيام الدولة الفلسطينية الفاعلة الحقيقية وضرورة وقف الاستيطان والعنف والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية».
هذا واستثنيت كل من لبنان وسورية ايضا من حضور هذه القمة على رغم علاقتهما المباشرة بالوضع في «الشرق الأوسط». وأكد رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري أمس عدم وجود «اتصالات مع لبنان وسورية» للانضمام الى قمة شرم الشيخ.
من جانبه انتقد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس بشدة قمة شرم الشيخ التي قال إنها تهدف الى «تحسين» صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون مرحبا «باستبعاد» لبنان وسورية عنها.
من جانب آخر أبدت «إسرائيل» موافقتها على أن ينص البيان الختامي للقمة الرباعية في العقبة على قيام دولة فلسطينية إلا أنها أكدت ضرورة اعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية. غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون رفض قبيل عقد القمة التي تجمعه بعد غدٍ الأربعاء مع الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) مساء أمس الأول اقتراحا أميركيا بإعلان «انتهاء الاحتلال». وعاد شارون ليتكلم عن إمكان إخلاء بعض «المواقع الاستيطانية» العشوائية. مشيرا إلى أن الفلسطينيين أنفسهم يعترفون بعدم مقدرتهم على إدارة الأماكن التي تحتلها قواته. وعلى صعيد آخر دعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس القادة العرب إلى الضغط خلال قمتي شرم الشيخ والعقبة للخروج «بنتائج إيجابية» لدعم الشعب الفلسطيني وعملية السلام.
الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات
مع اقتراب القمة المنتظرة التي تجمع الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس رفضت «إسرائيل» اقتراحا أميركيا بإعلان «انتهاء الاحتلال» خلال القمة المزمع إجراؤها في مدينة العقبة الأردنية. وعاد شارون ليتكلم عن إخلاء بعض «المواقع الاستيطانية». في وقت وصف فلسطينيون ما أعلنته «إسرائيل» من تخفيف الإغلاق على الضفة والقطاع بالإجراءات الشكلية. ورفض شارون عرضا مصريا لاستضافة القمة الثلاثية لأن القاهرة رفضت الإفراج عن درزي إسرائيلي مسجون في مصر بتهمة التجسس.
ذكرت صحيفة «هآرتس» في موقعها على الإنترنت أمس أن الولايات المتحدة طلبت من رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون أيضا إعلان إخلاء الجيوب الاستيطانية التي أقيمت من دون تصريح من سلطات الاحتلال في الضفة الغربية. وعارضت «إسرائيل» ذلك أيضا. ولم يتضح ما إذا كان بيان القمة سيتضمن أية إشارة إلى هذه النقاط الاستيطانية. غير أن شارون قال أمس خلال جلسة حكومته الأسبوعية إن «إسرائيل قد تضطر إلى إخلاء مواقع استيطانية»، وإن الفلسطينيين يقولونها علنا إنه لا يمكنهم تسلم المسئولية الأمنية كاملة الآن، وعليه فهم يدركون أن عمليات الجيش الإسرائيلي يجب أن تستمر. وحظر شارون على وزرائه الالتقاء بوزراء فلسطينيين في أمور سياسية، وقال شارون انه لا يرفض لقاءات بين وزراء إسرائيليين وفلسطينيين في أمور تتعلق بمكاتبهم، لكن «يحظر على الوزراء إجراء لقاءات مع وزراء فلسطينيين بشأن السياسة العامة لدولة «إسرائيل». وأكد شارون إنه غير مستعد لدفع أغورة واحدة من أجل إعادة السفير المصري إلى «إسرائيل»، وذلك في رده على سؤال طرحه عليه وزير الداخلية، أفراهام بوراز، بشأن ما إذا كانت معارضة «إسرائيل» عقد القمة مع الرئيس بوش في شرم الشيخ ستمس بفرص إعادة السفير المصري إلى «إسرائيل». وأضاف شارون أن موقف «إسرائيل» بخصوص عقد القمة في الأردن نابع عن موقف مصر بخصوص السجين الإسرائيلي عزام عزام. الى ذلك بينت الاتصالات الخاصة بالصيغة النهائية للبيان الختامي لقمة العقبة استعداد شارون للالتزام بإقامة دولة فلسطينية وإزالة مواقع استيطانية غير قانونية، وفي المقابل اعتراف السلطة الفلسطينية بدولة يهودية. وتقول مصادر سياسية إنه قد يتم إدخال تغييرات في الصيغة النهائية للبيان الختامي، بما يتلاءم مع الاتصالات بالفلسطينيين ومع الاضطرابات السياسية في «إسرائيل». ومن جانب آخر دعا وزير الخارجية الإسرائيلي سلفان شالون رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس إلى إثبات أنه قائد حقيقي للشعب الفلسطيني من خلال توجيه ضربات قاسية إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وقال شالوم في تصريحات له نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية «إن إسرائيل لن تكتفي بتوصل القيادة الفلسطينية والفصائل المسلحة إلى اتفاق وقف إطلاق نار، ولا نريد أن نكون رهائن لحماس والجهاد الإسلامي بحيث يتسنى لهم متى أرادوا تجديد الهجمات على المواطنين الإسرائيليين، في هذه اللحظة على عباس أن يظهر أنه قائد حقيقي بواسطة اتخاذ خطوات واضحة وعملية» وفي موضوع متصل استبعد وزير الثقافة الفلسطيني زياد ابوعمرو المكلف بإجراء اتصالات مع حركة حماس، أمس، أي احتمال لإعلان وقف لإطلاق النار مع «إسرائيل» بعد غد خلال القمة الثلاثية. وقال الوزير الفلسطيني الذي يدير «لجنة حوار» مع حماس والمنظمات الفلسطينية الأخرى «من الواضح انه سيكون من المستحيل الإعلان عن وقف لإطلاق النار من الآن وحتى موعد القمة او خلال هذه القمة». إلا انه أعرب عن تفاؤله بشأن احتمال التوصل قريبا إلى اتفاق مع هذه المنظمات بشأن وقف العمليات ضد الإسرائيليين.
وميدانيا، حكمت المحكمة المركزية في مدينة القدس، بالسجن لمدة عامين فقط على المدعو ادم تداسا بعد إدانته بقتل مواطن فلسطيني في مدينة القدس قبل عامين في بنك «هبوعليم» ( شارع صلاح الدين)، وادعى الحارس أن المواطن العربي حاول سرقة سلاحه ودخول البنك الأمر الذي دفعه لإطلاق النار عليه. وأعلن محامي دفاع الحارس عن نيته استئناف قرار سجن موكله إلى المحكمة العليا الإسرائيلية زاعما أن موكله قام بواجبه ولم يقدم على قتل العربي بصورة متعمدة
وكان يهدف إلى حماية البنك ومن فيه من عملية تخريبة مفترضة «في أعقاب سلسلة عمليات وقعت بالمنطقة وقتئذ» على حد زعمه. يذكر أن المواطن العربي اصطدم عندما رغب بدخول البنك لاتمام بعض أعماله بموقف الحارس الذي رفض السماح له بالدخول بحجة أن البنك مغلق وجرت مشادة كلامية بين الاثنين فلم يتردد الحارس في إطلاق النار على المواطن الفلسطيني فأرداه قتيلا. وفي الأراضي المحتلة أكدت مصادر فلسطينية نقلا عن شهود عيان في الضفة الغربية وقطاع غزة انه لم تلحظ أية تغيرات جدية على صعيد إجراءات الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال، وذلك خلافا للادعاءات الإسرائيلية بقيامها بإجراء تسهيلات، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يقوم بتكثيف وجوده في بعض المناطق ونشر المزيد من الحواجز العسكرية. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد زعمت أنها ستطلب من قواتها العسكرية تخفيف القيود المفروضة على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والسماح لهم بحرية الحركة. وبحسب بيان عسكري إسرائيلي فإن الحكومة الإسرائيلية قررت إعادة فتح قطاع غزة والضفة الغربية اعتبارا من منتصف الليل بالتوقيت المحلي والسماح لخمسة وعشرين ألف فلسطيني ممن يحملون تصاريح عمل بدخول «إسرائيل» بشكل يومي. وأوضحت مصادر في وزارة العمل الفلسطينية أن ثلاثة آلاف وخمسمئة عامل تمكنوا من عبور حاجز ايريز شمال قطاع غزة للعمل داخل «إسرائيل» فيما اضطر الآلاف الآخرين إلى العودة. وفي غزة ذكر شهود عيان أن سيارة للمستوطنين اليهود تعرضت لاطلاق نار كثيف على طريق كارني ناحل عوز شرقي المدينة، وأن مقاوما فلسطينيا كان مختبئا بالقرب من المنطقة أطلق النار على السيارة أثناء مرورها وأصابها بعدة أعيرة نارية ولاذ بالفرار، وهرعت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مكان الحادث وبدأت حملة تمشيط واسعة في المنطقة. وفي طولكرم جرفت تلك القوات مئات الدونمات من أراضي بلدة باقة الشرقية شمال طولكرم، واقتلعت الآلاف من أشجار الزيتون المثمرة، ودمرت عشرات الدونمات من البيوت البلاستيكية، بهدف إقامة الجدار الفاصل الذي يعزل البلدة عن المناطق المجاورة ويدخل أكثر من أربعة آلاف دونم من مساحتها إلى الغرب من الجدار الفاصل. وفي نابلس جرفت قوات الاحتلال شارع حوارة - بيتا الرئيس، وحفرت خنادق ووضعت سواتر ترابية في وسط الطريق ما أدى إلى تدمير شبكة المياه الرئيسية لبلدة حوارة، وأغلقت حاجز زعترة جنوب نابلس إغلاقا تاما، ولم تسمح لأي شخص بالمرور عبره. وذكر المواطنون أن حاجز حوارة - نابلس، جنوب نابلس مغلق، واحتجزت قوات الاحتلال المئات من المواطنين ولم تسمح لهم بالدخول لمدينة نابلس أو الخروج منها، إضافة الى القيام بتجريف طريق ياصيد - عصيرة الشمالية وطريق إجنيسنيا - عصيرة الشمالية شمال نابلس.
بيروت - أ ف ب
انتقد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بشدة أمس قمة شرم الشيخ الأميركية العربية الموسعة التي قال إنها «لتحسين» صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، مرحبا «باستبعاد» لبنان وسورية عنها. وقال نصر الله في كلمة ألقاها في مناسبة اجتماعية في بعلبك (شرق) «هنيئا للبنان وسورية استبعادهما عن هذه القمة التي تريد أن تحسن صورة ارييل شارون، الذي يشيد به بعض العرب لأنه وافق على «خريطة الطريق» (...) المشئومة». واعتبر نصر الله أن لبنان وسورية استبعدا من القمة «لأن أميركا تتهمهما بعدم التعاون في عملية السلام». وقال «البعض قد يحزن لذلك ولكن من لديه حسابات دقيقة سيكون سعيدا لأن استبعاد لبنان وسورية شهادة لهما بالوطنية والالتزام القومي والثبات على الحقوق». يشار إلى أن القمة التي تعقد غدا (الثلثاء) في شرم الشيخ ستجمع الرئيس الاميركي جورج بوش والمصري حسني مبارك إلى جانب رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس وولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والعاهل المغربي محمد السادس الذي أعلن أنه سيوفد ممثلا عنه. وتنعقد هذه القمة عشية قمة ثلاثية تجمع بعد غد في العقبة (الأردن) بوش وعباس وشارون
العدد 269 - الأحد 01 يونيو 2003م الموافق 30 ربيع الاول 1424هـ