نشر في صحيفة «الوسط» بتاريخ 2/6/2003م مقابلة صحافية مع مدير عام الشركة السعودية البحرينية للنقل (سابتكو) عادل المهيزع، وجه فيها اتهامات كثيرة لسواق الأجرة عندما كان يبشر بتأسيس الشركة الجديدة (بحرين ليمو)، إذ قال ان هذه الشركة هي أول شركة في الشرق الأوسط تستخدم سيارات مرسيدس (320 S) كتاكسي تحت الطلب، وهذا دعم كبير للسياحة في البحرين وتحسين للصورة السيئة التي تكونت عن خدمات (الأجرة) في البحرين، ويواصل سوق الاتهامات الباطلة بالقول «وإذا تصفحنا الصحف اليومية (الانجليزية) في البحرين نجد أن 95 في المئة من مستخدمي سيارات الأجرة هم من السياح والأجانب وهم الذين يتضررون بشكل مباشر - وللأسف - فإنهم يحملون معهم صورة سلبية إلى أوطانهم وأصدقائهم عن خدمة (التاكسي) في بلادنا... وقد نشر في صحفنا (الانجليزية) الكثير من الآراء السلبية للسياح عما وجدوه من (تاكسي) البحرين... ومن خلال مقارنة السياح والمقيمين من الأجانب والزوار ما بين خدمة التاكسي في البحرين ودول الخليج الأخرى».

أن هذه الاتهامات تشكل، أولا، إهانة لسواق الأجرة، إذ يعتبرهم مدير عام (سابتكو) سببا في الانطباع السلبي عن السياحة في البحرين. ونقول ان هؤلاء الذين يزيد عددهم على 1700 سائق يقومون بعملهم ويحترقون بصمت على رغم الصعوبات التي يواجهونها في أداء عملهم، بسبب ضعف الطلب على سيارات الأجرة نظرا لتراجع السياحة في البلاد وخصوصا خلال السنة والنصف الماضية، إذ تشير الأرقام إلى ضعف دور السياحة ومساهماتها في الاقتصاد الوطني.

فسائقو الأجرة يمارسون عملهم وهم يدركون أن هذا الحقل هو إحدى الواجهات الرئيسية للسياحة في البلاد، وأن النظرة السلبية التي يتحدث عنها مدير (سابتكو) لا توجد إلا في رأسه. فمن حقه أن يروج لشركة ستزاحم سواق الأجرة، لكن ليس من حقه ابدا توجيه الاتهامات وسوقها انطلاقا من مصادر صحافية لا نعرف مدى صدقيتها.

كان بإمكان المهيزع التأكد من وقائع «الإساءة للسياحة في البحرين من قبل سواق الأجرة، لا أن يعتبر هذه المصادر وثائق دامغة تضع هؤلاء في قفص الاتهام».

لقد أمضى سواق الأجرة عقودا من الزمن يقومون بمهماتهم ووظائفهم على أكمل وجه في وقت لم تنتشر فيه السيارات الخاصة بعد، وكانت مهماتهم غاية في الأهمية، إذ لم يترددوا أبدا عن إغاثة مريض يستنجد بهم بعد منتصف الليل، فكانوا يقومون بواجباتهم الإنسانية أولا قبل الهدف المادي، وذلك انطلاقا من نظرتهم وإدراكهم لأهمية الوظيفة والمهنة التي يقومون بها والأمانة التي يحملونها.

وكان بإمكان المهيزع، وهو المدرك لسوق النقل، أن يذهب إلى مراكز الشرطة وإدارة المرور للتأكد من اتهامه الباطل... إذ إن سواق الأجرة يوصلون بشكل دائم الأدوات والحاجيات التي ينساها الركاب لمراكز الشرطة وإدارة المرور بصورة دائمة، فضلا عن الإشادة بسواق الأجرة في البحرين من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، إذ إن هذه المهنة يمارسها مواطنون مخلصون لوطنهم وسمعته.

إننا وفي الوقت الذي نأسف فيه لصدور مثل هذه التصريحات من مدير عام شركة محترمة، نطالب عادل المهيزع بالاعتذار عمّا بدر منه من تصريحات صحافية تعتبر إهانة لسواق الأجرة وتشكيكا في أمانتهم واتهاما باطلا عن تشكيل سمعة سيئة إزاء السياحة في البحرين