أقدمت قوات الاحتلال الأميركية - مدفوعة على ما يبدو من موقف المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة محمد باقر الحكيم الرافض لتولي بريمر مسئولية تعيين المجلس السياسي المقترح - على مداهمة مقر المجلس في بغداد كما اعتقلت 20 من أعضاء الحركة من دون تهم واضحة.
وتظاهر حوالي 2000 شخص في البصرة أمس مطالبين بانسحاب القوات البريطانية من المدينة وتولي الشعب إدارة شئونها، كما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس. وردد المتظاهرون الذين تجمعوا أمام مقر قيادة القوات البريطانية، عبارات تطالب بانسحابها سلميا وإلا تعرضت للطرد بالقوة.
وحذر التحالف الاميركي البريطاني في وقت لاحق أمس المجلس الأعلى للثورة، بضرورة نزع سلاح جناحه العسكري، وقال متحدث باسم الإدارة إن «متحدثا أو اثنين باسم المجلس قالا إن فيلق بدر سيتخلى عن السلاح. إننا نرحب بهذه التصريحات ونأمل بأن توضع موضع التطبيق».
هذا وعلمت «الوسط» أن حكومات عربية وفصائل المعارضة العراقية (سابقا) تتداول حاليا قائمة أسماء ذكر أن الحاكم المدني الأميركي بول بريمر ينوي طرحها لتشكيل المجلس الاستشاري في العراق.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الوسط» في واشنطن: «ان الأسماء المقترحة لعضوية المجلس الاستشاري الذي يضم 35 عضوا جرى التداول بشأنها في الاجتماعات التي عقدها بريمر ومسئولون آخرون في إدارة الاحتلال مع الكثير من قيادات المعارضة العراقية التي تنتمي إلى «مجموعة السبعة». وأضافت هذه المصادر أن القائمة الأميركية تضم 11 سنيا و11 شيعيا وخمسة من الأكراد واثنين من التركمان وعربيا مسيحيا إضافة إلى امرأة شيعية هي رند رحيم فرانكي. فيما تقترح إدارة الاحتلال وزير الخارجية العراقي السابق عدنان مزاحم الباجه جي لمنصب رئيس المجلس.
وتضم القائمة المتداولة 21 من المعارضة التي كانت تعيش في الخارج إلى جانب اثنين من شيوخ العشائر وعدد من رجال الدين الشيعة والسنة إلى جانب رئيس الحركة الملكية الدستورية الشريف علي بن الحسين الذي من المقرر أن يعود غدا الاثنين إلى العراق.
وتقول المصادر ذاتها انه في حال الإقرار النهائي لقائمة المجلس الاستشاري سيتم اعلانها رسميا في مطلع يوليو/تموز المقبل. ومن ابرز المرشحين إضافة إلى قيادة سلطة الاحتلال: بريمر ونائبه جون ساورز، والمشرف الدولي سرجيو دي ميلو، كل من مقتدى صادق الصدر، عبدالعزيز محسن الحكيم، احمد عبد الهادي الجلبي، نصير كامل الجادرجي، اياد هاشم علاوي، جلال حسام الدين طالباني، مسعود مصطفى بارزاني، سعد رزاق البزاز، سعد عاصم الجنابي، جاسم محمد الجبوري، محمد إبراهيم بحر العلوم، غالب مكي كبة، وفيق عجيل السامرائي، غسان رايح العطية، علي بن الحسين، نجيرفان إدريس البرزاني.
عواصم - وكالات
تواصلت الهجمات المسلحة ضد قوات الاحتلال الأميركي في العراق وأسفرت أمس عن مصرع جنديين وإصابة آخرين. ومن جهتها وغداة اجتماع الحاكم الأميركي بول بريمر مع مجموعة السبعة أقدمت القوات الأميركية أمس على مداهمة مقر للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي أعلن عدم موافقته الانضمام إلى مجلس سياسي معين من قبل الاحتلال.
فقد قتل جندي أميركي وأصيب أربعة آخرون بجروح في هجوم بقذائف مضادة للدبابات (ار بي جي) والأسلحة الخفيفة قرب تكريت معقل الرئيس السابق صدام حسين على بعد 180 كلم شمال غرب بغداد، كما قتل جندي أميركي وأصيب اثنان في حادث سير، بحسب ما أفادت القيادة الوسطى الأميركية. وجاء هذا الهجوم على رغم التعزيزات العسكرية المعلنة من قبل قوات التحالف الهادفة إلى مواجهة تكاثر الهجمات على الأميركيين في مختلف مناطق العراق.
كما أعلنت القيادة المركزية في بيان إن مهندسا في البحرية الأميركية قتل وأصيب ثلاثة آخرون عندما انفجرت قطع ذخيرة من مخلفات الحرب كانوا يقومون بمعالجتها جنوبي بغداد الجمعة.وأضافت «البحار قتل على الفور وأصيب ثلاثة آخرون وهم في حالة مستقرة». وقالت إن تحقيقا بدأ في الحادث الذي وقع قرب ثكنات في بلدة الكوت.
ومنذ الاثنين قتل ثلاثة جنود أميركيين في هجمات ما رفع عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في هجمات أو حوادث منذ الأول من مايو/أيار إلى 28 تاريخ إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش نهاية العمليات العسكرية الأساسية في العراق.
وواصل ضباط وأفراد الجيش العراقي المنحل مظاهراتهم المنددة بقرار رئيس الإدارة المدنية بول بريمر بحل الجيش العراقي وتسريح جميع العاملين فيه والبالغ عددهم نحو نصف مليون شخص. ونظم عشرات من العسكريين مظاهرة طافت شوارع بغداد للمطالبة بصرف رواتبهم والتراجع عن قرار حل الجيش وإعادتهم إلى أعمالهم.
كما تظاهر العشرات من رجال المطافئ ومعالجة القنابل مطالبين بإقصاء عناصر حزب البعث المنحل وزيادة رواتبهم وفك ارتباط دائرة الدفاع المدني بوزارة الداخلية.
في تطور متصل اعتقلت القوات الأميركية مساء الجمعة اللواء محمد حبيب المشهداني نائب القائد السابق للشرطة العراقية المتهم بالسعي إلى إنشاء خلايا لحزب البعث الحاكم سابقا في صلب قوات الشرطة و«السعي إلى تخريب جهود إعادة تأهيل الشرطة» بحسب التحالف. وجاء الاحتجاز عقب شكاوى من رجال شرطة من أن المشداني يستخدم أساليب الترهيب لوضع أسماء أقاربه في قوائم الرواتب ولتحويل مركبات الشرطة إلى أفراد عائلته.
إلى ذلك ذكر نجل وزير الصحة العراقي السابق اوميد مبارك لوكالة فرانس برس أمس إن القوات الأميركية في العراق تحتجز والده منذ أوائل مايو الماضي. وقال ناردين من باريس إن القوات الأميركية استدعت والده الذي كان يشغل منصب وزير الصحة منذ حرب الخليج العام 1991 للتحقيق معه في الثاني من مايو الماضي ولا يزال رهن الاعتقال منذ ذلك الوقت. وأفاد إن والده (64 عاما) وهو من اصل كردي محتجز في موقع بالقرب من المطار وان أعضاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر قاموا بزيارته.
من جهة أخرى وصل سبعة خبراء في المجال النووي تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة إلى العراق وبدأوا أمس تفتيش موقع التويثة قرب بغداد للتثبت من احتمال فقدان مواد مشعة في عمليات النهب التي طالت الموقع اثر سقوط صدام.
ويندرج تفتيش هذا الموقع في إطار تطبيق معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ويهدف إلى «تحديد المواد التي جرى تحريكها وتأمين ما بقي منها» بحسب رئيس الفريق براين رانس.
وأكد سكان التويثة لوكالة فرانس برس إن اللصوص افرغوا عدة براميل تحوي مواد كيماوية مجهولة. وقاموا ببيع هذه البراميل لأشخاص آخرين استخدموها في حفظ الماء بعد أن قاموا بغسلها في مياه نهر دجلة. وكان من نتيجة عملية النهب هذه تعريض مدن وقرى بأكملها إلى خطر التسمم بالمواد المشعة وأعرب السكان عن خشيتهم من أن تكون العدوى طالت أسرهم وأطفالهم.
غير أن متحدثا باسم قوات الاحتلال في بغداد قلل من مخاطر ذلك. وقال «بحسب تقويمنا الأولي فإن الخطر على الصحة غير مرتفع». وقال الحاكم الأميركي بول بريمر انه سيلتقي فريق الخبراء في الأيام القليلة المقبلة.
في غضون ذلك شكك محللون استخباراتيون أميركيون وبريطانيون قاموا بتفحص شاحنات عثر عليها في العراق، في استنتاجات الحكومة الأميركية بان هذه الشاحنات استخدمت لإنتاج اسلحة بيولوجية، على ما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس. وذكرت الصحيفة أن ثلاث فرق من الخبراء الغربيين قامت حتى الآن بفحص الشاحنات والأدلة التي تحتويها. وأضافت انه بينما استنتج الفريقان الأول والثاني إن الشاحنات ربما تكون قد استخدمت لإنتاج العناصر الجرثومية، لا يزال فريق ثالث أعلى مستوى منقسم على نفسه بشدة بشأن هذه المسألة.
من جهة أخرى ندد مسئول في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق باعتقال عشرين من عناصر حركته نافيا أية علاقة لهم بالهجمات على القوات الأميركية. وقال حامد البياتي المتحدث باسم الحركة في لندن «تعتقل القوات الأميركية حاليا عشرين من عناصر المجلس الأعلى» مضيفا إن «بعضهم ليس عضوا في فيلق بدر» الجناح المسلح للحركة. وفي تصعيد أخر داهمت القوات الاميركية أمس مكتب في بغداد تابع للمجلس. وجاءت المداهمة بعد يوم من اجتماع بريمر مع جماعات سياسية عراقية بينها المجلس الأعلى لمناقشة تشكيل حكومة مؤقتة.
وقال المجلس الأعلى للثورة الإسلامية أمس انه لن ينضم إلى مجلس سياسي مؤقت من تصور قوات الاحتلال الأميركية البريطانية في العراق ما لم يكن منتخبا وليس معينا من قبل بريمر. وشاهد مراسل لرويترز حوالي 35 جنديا أميركيا مسلحين بالبنادق والمدافع الرشاشة يدخلون المكاتب في فيلا بحي المنصور واخذوا وثائق وخزانة. ولم يتضح الهدف وراء التفتيش ولم تحدث أية اعتقالات.
لندن - مهدي السعيد
حملت آخر رسالة نقلها أحد المقربين من عدي نجل الرئيس العراقي المخلوع رغبة الأخير في تسليم نفسه إلى القوات الأميركية بسبب آثار الحال الصحية الصعبة التي يعاني منها. وأشارت الرسالة الى استعداد عدي إلى تسليم نفسه بشرط توفير العناية الصحية الخاصة له، فضلا عن حمايته من أي إجراءات قانونية تترتب على وضعه السابق كونه متهما بالكثير من حالات القتل والاغتصاب والتعذيب والإبعاد وما الى ذلك من تهم يقول عنها انها تهم باطلة. وأكدت مصادر أن القوات الأميركية رفضت الإجابة على الرسالة ولم تبد أي اهتمام بالبحث عنه وتركت الشخص الذي حمل الرسالة يذهب في طريقه من دون أن تحقق معه. وأضافت أن حامل الرسالة ربما يكون أحد الأشخاص الذين رافقوا عدي في مرحلة من مراحل دراسته، ولكنه يبدو من خلال تبنيه قضيته وحديثه عن تفاصيل مرضه وعجزه عن الحركة والمشي ونوعية الأدوية التي يتناولها، انه ربما عمل في مجال الصحة والطب
العدد 275 - السبت 07 يونيو 2003م الموافق 06 ربيع الثاني 1424هـ