العدد 275 - السبت 07 يونيو 2003م الموافق 06 ربيع الثاني 1424هـ

المخرجون والمرأة الحديديّة في السينما الصينيّة

فيلما المخرج انج لي Crouching Tiger وفيلم Hidden Dragon، يمثلان أول أفلام دراما صينية تعرض في شمال أميركا وتحقق مبيعات عالية وتجمع عشر ترشيحات لجائزة الأوسكار ثم تفوز بأربع منها، وقد لا تكون مصادفة ان تكون ثلاث من الشخصيات الأساسية في هذه الأفلام شخصيات نسائية قوية. Drink, Man, Woman Eatوقد كان الفيلم الأول الذي أخرجه فيلم الكوميديا العائلية الممتع الذي قدم فيه شخصية السيد تشو وهو رجل أرمل وأب لثلاث بنات جميلات أصبحن ضحايا وفي الوقت ذاته منتفعات من التغيرات السريعة في ثقافة الصين، فتشو كان سيزوجهن لو كان ذلك في جيل سابق لكنهن الآن جميعا ناجحات في وظائفهن، وهو رجل أخرق وفظ ومسن يحبهن بشكل جنوني، وعندما أحب امرأة أصغر منه سنا انجذب إليها بسبب علاقة الجد - الحفيدة التي تربطه بابنتها الصغيرة تشان تشان.

الأمر المتميز بخصوص هذا الفيلم هو استخدام لي البارع التناقضات الدقيقة في الثقافة الصينية، فلقرون عدة لم تكن المرأة او الفتاة الصينية تقدر، كما أن سياسة الطفل الواحد التي كانت موجودة في العهد الشيوعي شجعت على قتل الأطفال وعلى اجهاض الحمل بالأناث ما خلق عدم توازن مذهل. ولكن دور النساء في الصين اكثر تعقيدا من مجرد كونهن ضحايا عاجزات عن المقاومة، ولذلك جاءت أفضل الأفلام الصينية الحالية (والتي من بينها أفلام لي)، لتصور البطلات على انهن نساء قويات، واسعات الحيلة، وشجاعات.

ومن افضل المخرجين في هذا المجال زانغ يومو الذي قدم فيلم Ju Dou الذي لعبت فيه الممثلة جونغ لي دور زوجة شابة لمالك طاحونة مسن ومتوحش. وقد اعتبر هذا الفيلم إهانة غير مكشوفة على النظام في الصين وذلك عندما عرض منذ عقد مضى ولذلك منع عرضه. ثم جاء فيلم Raise The Red Lantern الذي قدم فيه المخرج شخصية غونغ الطالبة الجامعية التي توفي والدها وتركها مفلسة، فأصبحت بعد تردد زوجة رابعة لرجل ثري كان يحرض نساءه على بعضهن، كان يمسك بزمام القوى ولم تكن النساء قادرات على عمل أي شيء ضده. ومرة اخرى رأى حكام الصين الشيوعيون المسنون انعكاس لأنفسهم في هذا الفيلم فمنعوا عرضه. ويأتي فيلمه الأخير Not one Less ليصور القوة التي تملكها فتاة صغيرة تبلغ من العمر 13 عاما وتمكنها من ادارة فصل دراسي، ثم يأتي فيلم جوان تشين في العام 1998 وهو بعنوانThe Sentdown Girl Xiu-Xiu الذي يدور حول فتاة مراهقة تزور الريف خلال فترة الثورة الثقافية وهي تحمل الكثير من الاحلام والآمال منها المساعدة في انتصار الجماهير، ويمتلئ هذا الفيلم بالكثير من الآمال والمرح ولكنه صعب الفهم مثل الكثير من الخطط الشيوعية.

وعند سؤال جوان تشين عن انتشار ظاهرة تقديم شخصيات نسائية قوية في الأفلام الصينية مؤخرا، اجابت :ان الفتيات لم يكن لهن قيمة وكان الأولاد يرعون ويدللون لأنهم هم من سينفقون على آبائهم مستقبلا ولكن البنات سيتزوجن اي انك تربيها ليأخذها غيرك ولذلك تعتبر عالة على الاسرة ولكن هذا لم يعد موجودا في المدن بل في الريف فقط، وهكذا فإن حياة الفتيات تستحق التمثيل اكثر من حياة الأولاد، فالفتيات يجب ان يعملن بشكل اكبر، ما يجعلهن شخصيات أكثر متعة من الناحية الدراماتيكية.

وعند سؤال زانغ يومو عن سبب تكرار صورة المرأة المظلومة في افلامه قال: «لا استطيع القول ان الصينين مازالوا يتصرفون بهذه الطريقة ولكنهم مازالوا يفكرون بالطريقة نفسها»، ويشاركه المخرج انج لي هذا الرأي مضيفا أن قوة الصينيين الكبرى هي ذاتها نقطة ضعفهم، وهي تقاليدهم التي تربطهم ولكنها أيضا تعوق تقدمهم، ولذلك علينا ان نفصل بين ما هو أساسي ومفيد وما يعوق ويدمر.

كاتب وناقد سينمائي بريطاني

العدد 275 - السبت 07 يونيو 2003م الموافق 06 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً