العدد 2312 - السبت 03 يناير 2009م الموافق 06 محرم 1430هـ

«الملتقى الحسيني» يبحث إنسانية الحق ووحشية الباطل في عاشوراء

المنامة - جمعية الرسالة الإسلامية 

03 يناير 2009

أقامت جمعية الرسالة الإسلامية الملتقى الحسيني التاسع بعنوان «إنسانية الحق ووحشية الباطل في عاشوراء» ضمن فعالياتها لشهر محرم للعام 1430هـ.

وبدأ الملتقى في تمام الساعة 7.30 من مساء يوم الخميس الرابع من محرم الحرام بمشاركة نائب رئيس جمعية العمل الإسلامي الشيخ عبد الله الصالح، و رئيس جمعية النبأ العظيم للعلوم القرآنية الشيخ حبيب الجمري، وبإدارة السيد علي السيد هاشم.

واستهل مدير الملتقى السيد علي بهذه المقدمة : «تحمل واقعة الطف و مجمل الحركة الحسينية معان و قيما و أهدافا و صورا إنسانية لا يمكن حصرها، بل إنها تعدت ظرفية الزمان والمكان لتبقى منارة يستضاء بها في درب البناء و الاستخلاف الإنساني و البناء الحضاري الذي نادت به الشرائع السماوية، و اليوم و بعد قرون من هذه الذكرى نطل على هذه الواقعة كي نستفيد و نستزيد».

الملتقى بدأ بطرح الأسئلة على ثلاثة محاور رئيسية:

المحور الأول: تأصيل القيمة الإنسانية في الشريعة الإسلامية، و قد تحدث عن ذلك الشيخ عبد الله الصالح، مفصلا و مبينا الدعوة الإلهية للتراحم و المودة بين الناس كافة و المؤمنين خاصة، و انعكاس هذه الدعوة على تاريخ المعصومين عليهم السلام عموما و الحسين خصوصا في كربلاء ، ثم تناول الشيخ حبيب الجمري مشهد الطفل الرضيع و ما يكشفه من انعدام أي قيمة إنسانية لدى المعسكر الأموي و هو ما يحصل اليوم في غزة، حيث وجه الشبه بين المعسكر الأموي و الصهيوني في الأفعال و الجرائم. ثم أجاب الشيخ عبدالله الصالح عن قدرة الحسين (ع) على قيادة ثورة و نهضة مع محافظتها على القيمة الإنسانية في كل دقائق القول و العمل، إذ أوضح أن الحسين (عليه السلام) لم يكن طالب دنيا أو صاحب هدف سياسي، و لكنه صاحب رسالة سماوية تتحرك وفق منظومة قيم و مبادئ إلهية لا يمكنها أن تتقاطع أو أن تتجاسر بانتهاك حرمة الإنسان في أي حال من الأحوال، و قد دلل على ذلك عدم بدء الحسين عليه السلام أي معركة أو قتال مالم يبدأ الأعداء بذلك.

أما المحور الثاني: فقد تناول الرسالة الإنسانية للحسين (عليه السلام) في واقعنا الجاري حيث اتفق المتحدثان على أن القيم الإنسانية التي نادى بها الحسين (عليه السلام) في كربلاء ما تزال غائبة عن الكثير من الناس على المستوى الإسلامي و العالمي، و يجب تكثيف الجهود على المستوى الإعلامي استجابة لدعوة الإمام الصادق (ع) : «لو علم الناس محاسن كلامنا لاتبعونا»، و شدد الشيخ الجمري على ضرورة وجود المزيد من القنوات الإعلامية و الفضاءات الإعلامية التي تنافس الزخم الإعلامي الأجنبي و الذي ينخر في الأمة. من جهة أخرى فقد حذر الشيخ الصالح من ضرورة تجاوز المؤمنين و المسلمين لأي حالة من الحساسية بينهم و أن يبقى المبدأ الإنساني قائما بينهم و في تعاملهم بين بعضهم بعضا.

أما المحور الثالث: فقد تم التطرق فيه إلى كيفية النهوض بالأمة من خلال مبادئ الإنسانية للإمام الحسين (عليه السلام)، إذ وضح الشيخ الجمري أن الواقع الإسلامي يمكن تغييره من خلال زرع الحقائق الإنسانية التي نادى بها أهل البيت (عليهم السلام) في نفوس الشباب و الصغار، وأن تكون المآتم الحسينية رافدا أبديا لتربية الأبناء و بناء القدوات في الحياة، و اختتم الشيخ الصالح حديثه بالتشديد على سلك السبل الإلهية و الطبيعية لإحداث أي فرق في الواقع الإسلامي، و ذلك لن يتأتى إلا في مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

الجدير ذكره أن هذا الملتقى لاقى تجاوبا كبيرا من الحضور الذي ملأ حسينية القصاب من الداخل والخارج، وطرح في هذا الملتقى عشرة أسئلة توزعت على الضيفين بالمناصفة، حتى أن الحضور طالب بالمزيد من الأسئلة وإضافة وقت على الزمن الأصلي لأهمية الموضوع، وخصوصا وهذه الأيام التي تتعرض فيها غزة للعدوان الصهيوني، وحظي الملتقى بتغطية إعلامية من الصحافة والفضائيات

العدد 2312 - السبت 03 يناير 2009م الموافق 06 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً