يلتقي الليلة في خطوة لافتة ونادرة عدد من ممثلي الطوائف الدينية في البحرين في قلب منطقة الإحياء لموسم عاشوراء بالعاصمة المنامة، في الفعالية الثقافية الوحدوية التقاربية والتي تنظمها جمعية التوعية الإسلامية ومكتب فضيلة الشيخ راشد المريخي تحت عنوان «الحسين رمز التسامح الديني»، ويشارك فيه القس هاني عزيز وممثل سلطان البهرة الشيخ مقداد إلى جانب مشاركة الشيخ المريخي وكلمة ترحيب لرئيس الجمعية الشيخ باقر الحواج، وتقام الندوة ضمن فعاليات مشروع عاشوراء البحرين الثامن الذي تقيمه التوعية تحت شعار «الحسين يوحدنا».
وقالت اللجنة المنظمة للفعالية في بيان صحافي «إن الخطوة تأتي في سياق التلاقي الطبيعي بين المنتمين للديانات السماوية وانطلاقا من المشتركات التي تتجسد في النهضة الحسينية المباركة، بكل ما تحمله من معانٍ إنسانية سامية، وبما تحتويه من مفاهيم الشريعة الغراء التي جمعت الجميع تحت مظلة الإمام الحسين (ع)».
وأضافت «تاريخ الديانات وعطاء مفكريها وكتابها يشهد بالتقائهم في كثير من المحاور التي يتصدرها الاجتماع على أفكار النهضة الحسينية التي تخاطب كل البشر وتتجاوز كل الحدود، وتجمع كل القلوب الطاهرة القاصدة لقيم الخير والحق والجمال، وليس من الغريب على هذا الوطن الذي جمع الجميع أن يجتمع على رمزية الحسين للتسامح الديني والتقارب والوحدة والتلاقي».
وأوضحت اللجنة «يلزم كل واحد منا -على المستوى الشخصي- أن يفهم الحسين (ع) بماهو أفق رحب، وفضاء واسع، ومعين خصب للقيم الإنسانية الرفيعة، التفاني، التضحية، الإباء، الحرية، وكل المثل التي تتعطش لها صنوف البشرية اليوم، ثم يترجم ذلك لمن حوله وبكل لغات الأرض قولا، والأهم عملا، والعمل أوقع في النفوس وأجدى. فلن نحرك في الآخرين ساكنا إن كنا نتشدق بأنساق فكرية، ونصوص هلامية لاواقع لها على الأرض. ثم لنقرأ الحسين (ع) عبر خطابنا، وأقلامنا، وفضائياتنا، و... قراءة بمستوى المجتمع، وتدفع بعد ذلك نحو أفق الأمة، وبعدها يصل الأمر إلى كل البشرية. فحين نتحدث عن بعض الشخصيات التاريخية الحديثة يتملكنا الانبهار، وقد ينفعل البعض منا فيصاب بحالة من الانسحاق أمام هذه الشخصيات، ولكن العجيب أننا أمة الإسلام نرنو للبعيد فيما نتأمل ونتفكر، ونتجاهل كنوزا عملاقة ملأت الدنيا علما وفهما ووجدانا وعاطفة بما لم تستطع أية شخصية أن تنجزه بل لا أقل القليل منه».
الحسين فعلا يوحدنا إن أردنا أن يكون كذلك، فالنسق الذي أوجدته ثورته ليس لتيار أو فئة أو طائفة، إنه ينهض بكل البشر، فالعدل لايتجزأ، ولايتكرس بمنحه لفلان وحرمان فلان منه، هو الظلم الذي لم يقبل الحسين أن يتماهى معه، ويتغافل عنه، ثم سعى لتغييره وجاهد وضحى بأثمن مايملك (روحه) التي بين جنبيه ليستقيم الدين ويعتدل الميزان».
وأضافت اللجنة «ليس من سبيل آخر لننهض بالواقع على مختلف مستوياته السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية إلا بالتمسك بالوحدة، نعم، ليس هناك طريق يوصلنا إلى تحقيق شرعة الله، وإقامة العدل إلا بالتشبث والسير في هذه الجادة المضمونة».
وأهابت اللجنة بالجمهور الكريم المشاركة في الفعالية وتجسيد أسمى معاني التلاقي والتقارب والتوحد تحت راية الحسين
العدد 2312 - السبت 03 يناير 2009م الموافق 06 محرم 1430هـ