العدد 2312 - السبت 03 يناير 2009م الموافق 06 محرم 1430هـ

محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب

بشاعة القتل بطبيعتها ترعب الكبار والأطفال، لكن الأطفال وحدهم الذين لايدركون ماذا وراء تلك الدماء. محمد بن أبي سعيد ابن عقيل بن أبي طالب أحد هؤلاء الاطفال. أمه فاطمة بنت الإمام علي بن أبي طالب (ع)، صغير حدث السن كان في ركب الحسين مع والديه إلى كربلاء. كما كل الأطفال من بني فاطمة.

وفي اليوم العاشر من المحرم حيث شاهد ما شاهد من القتل وسفك الدماء وحرق الخيام التي كانت تضم النساء والأطفال. وبعد مصرع أبي عبدالله الحسين، ذبت حالة من الخوف والفزع في صفوف النساء وألاطفال، وخصوصا قد قتل جميع الرجال إلا زين العابدين الذي كان مريضا وازداد خوفهم عندما أمر ابن سعد قائد الجيش الأموي بالهجوم على المخيم وإحراقها على من فيها، وما إن أضرمت النار في الخيام حتى فرّ حرم الحسين وأطفاله من خيمة إلى خيمة والنار تلحق بهم وانتشروا في الصحراء يعلوهم الصراخ والاستغاثة، وفي غمرة ذلك كله وجد الطفل محمد نفسه وحيدا يقف وسط ساحة المعركة مدهوشا لا يعرف ماذا يصنع وإلى أين يذهب؟، وقد أفلتته صولة الخيل وغبارها من يد أمه، فأخذ ينظر يمينا وشمالا وكأنه يبحث عن أبيه كما عادة الأطفال عند خوفهم يفتشون بفطرتهم عن آبائهم ليلجئون إليهم، لكن أباه ليس موجودا فقد قتل في المعركة، وهنا أدع من حضر الواقعة ليروي لنا النهاية كما شاهدها. وهذا الشاهد هو هاني ابن ثبيت الحضرمي حيث قال:

إني لواقف عاشر عشرة لما صرع الحسين، إذ نظرت إلى غلام من آل الحسين، عليه إزار وقميص وفي اذنيه درتان وهو مذعور يلتفت يمينا وشمالا، هذا وأمه تنظر إليه. فأقبل رجل مسرعا نحوه، حتى إذا دنا منه مال عن فرسه وعلاه بالسيف فقتله. وترك محمدا ليخر صريعا على صعيد كربلاء شهيدا.

عبداللطيف الزريع - القطيف

العدد 2312 - السبت 03 يناير 2009م الموافق 06 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً