العدد 280 - الخميس 12 يونيو 2003م الموافق 11 ربيع الثاني 1424هـ

دموع وأحلام وثقة بالمستقبل

المتفوقون في «الوسط»

أوضحت خريطة توزيع المتفوقين في المرحلة الثانوية هذا العام خطوطا عريضة طالما تكررت عبر الأعوام المختلفة، فمازالت المعدلات «مرتفعة» بشكل كبير في المسار العلمي عن مثيلاتها في باقي المسارات، ومازال عدد المتفوقين في المسار الأدبي أقل بكثير من المسارات الثلاثة الباقية في مقابل توسط عدد المتفوقين في المسار التجاري.

وفي الأيام التي فتحت فيها «الوسط» أبوابها لاستقبال المتفوقين من مختلف المسارات الثانوية والحاصلين على نسبة تفوق 95 في المئة، بدأت المقابلات بدموع الفرح، وانتهت بالدعوات المباركات بالتوفيق وتحقيق الأحلام.

وفي مقابل أعداد المتفوقين المرتفعة، اكتسحت الطالبات قائمة الشرف «كالعادة» وخصوصا في المراكز الأولى التي حصدت غالبيتها طالبات، في الوقت الذي كان عدد الطلبة فيه لا بأس به.

الأمل والنجاح والتفاؤل، كلها مفاهيم عبق بها الجو المحيط بالمتفوقين، والسعادة وتحقيق الأحلام كانت أبرز الأفكار التي راودت أذهان المتفوقين وأهاليهم، ودفعت الفرد إلى أن يتأمل ويأمل في الوقت نفسه... يتأمل كيف سيراهم بعد خمس أو عشر سنوات، وهل سيتمكنون من تحقيق أحلامهم، ويأمل أن يحقق كل منهم حلمه وألا يصاب أي منهم بإحباطات الحياة التي ربما ليسوا مهيئين لها بعد...

توزيع المتفوقين بين المسارات

وعلى خريطة لوحات الشرف في المسارات المختلفة يلفت نظرنا المسار العلمي بشكل كبير لارتفاع المعدلات التي تم إحرازها فيه، والفروقات البسيطة جدا بين مراتبها. فمن طالبين أحرزا معدلات تفوق نسبة 99 في المئة بقليل، إلى 22 طالبا وطالبة فاقت معدلاتهم نسبة 98، و 49 طالبا وطالبة أحرزوا نسبة تفوق 97 في المئة، وهلم جرا. وفي المقابل كان المعدل الأعلى في المسار التجاري هو 98,7 في المئة، وبعدها 16 طالبا وطالبة أحرزوا معدلا يفوق 97 في المئة. أما المسار الأدبي فقد أحرز متفوقوه - ككل عام - أقل من باقي المسارات، فقد بلغ المعدل الأعلى فيه 96,9 في المئة، في مقابل 4 مراكز لمعدلات تفوق 95 في المئة أحرزتها جميعا طالبات.

ولم تتمكن بعض الأمهات من مغالبة الدموع التي ترقرقت في عيونهن من شدة الفرح بإنجاز أبنائهن، وخصوصا اللاتي كان أبناؤهن المتفوقون من الذكور. وفي هذا الصدد أجابت إحدى الأمهات عند ردها على سؤال عن مدى فخرها بابنها هذا اليوم بالدموع، ولم تتمكن من حبس دموعها والإجابة على السؤال واكتفت بالإيماء بالإجابة، غير أن دموعها عبرت عن كل شيء، عبرت عن فخرها واعتزازها بابنها، وعبرت عن جني ثمار ما زرعته سنوات، وعبرت عن نجاحها وتفوقها الخاص في رؤية ما قامت به.

الأهل بين الضغط والتوجيه

واتبعت «الوسط» مع المتفوقين أسلوبا «خاصا»، اعتمد على الإجابة على أسئلة متنوعة عامة وخاصة لقياس مدى ثقافة المتفوقين واعتمادهم على أنفسهم. وكانت الملاحظة التي اتفق عليها جميع المحررين الذين أعدوا «ملحق المتفوقين» أن جميع الطلبة استعانوا في إجابتهم على استمارات الأسئلة التي قدمتها اليهم «الوسط» بأحد أهاليهم أو أقربائهم أو من يرافقهم، فيما عدا طالب أو طالبين.. وأن غالبية الأهل اتفقوا على أن أسلوب التوجيه من دون الضغط على أبنائهم هو الذي أسهم في تفوقهم وسيسهم فيما بعد في اتخاذهم قراراتهم الخاصة بهم.

وعن إجابات الطلبة المتفوقين على أسئلة «الوسط» اتفق الجميع تقريبا على أن الأهل والأصدقاء والمدرسين والدافعية للنجاح هي جميعا أسباب تفوقهم، وهي أسباب ربما ذكرها ويذكرها كل متفوق على مدى سنوات، فيما لوحظ أن طلبة المسار العلمي يتطلعون الى دراسة تخصصات تتعلق بتقنية المعلومات، كهندسة أو علوم الحاسب الآلي، فيما تراجعت شعبية دراسة الطب بشكل كبير بينهم. أما طلبة التجاري فقد ركزوا على المحاسبة أو الأعمال المصرفية والمالية. وفي الغالب رأى المتفوقون أن خطة وزارة التربية والتعليم في توزيع البعثات الدراسية غير عادلة وتحتاج إلى زيادة في الأعداد وتنويع في التخصصات، فيما تنوعت آراؤهم عن مشروع توحيد المسارات بين مؤيد ومعارض. وهنا يمكن ملاحظة أن طلبة المسار التجاري بشكل عام يؤيدون المشروع لأنهم ربما يشعرون ببعض الانتقاص من مستواهم مقارنة بطلبة المسار العلمي، فيما يعارض غالبية المتفوقين في المسار العلمي هذا المشروع لأنه يزيد المسار أعباء فوق أعبائه الحالية.

ولم يجد غالبية الطلبة أي بديل محدد لنظام الامتحانات لقياس مستوى تحصيل الطلبة خلال العام الدراسي، غير أن معظمهم رأى أنه ليس أسلوبا عادلا وموضوعيا في كثير من الأحيان لأنه يخضع لظروف خارجة عن إرادة الطالب ولا يقيس قدراته أو يشجعه على الإبداع.

شخصيات محلية وعالمية

وفي المعلومات العامة طرحت «الوسط» أسئلة على الطلبة لاختيار شخصيتين محلية وعالمية يعتبرها المتفوق الأبرز في هذا العام، وكانت الإجابات متفاوتة ومختلفة بشكل كبير، ففي الوقت الذي كان فيه اختيار جلالة الملك حمد بن عيسى الشخصية الأولى محليا، تنوعت الشخصيات المحلية التي تم اختيارها بين شخصيات سياسية على رأسها قرينة الملك المفدى الشيخة سبيكة بنت إبراهيم، وولي العهد سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ورئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد، ووزير الصحة خليل إبراهيم حسن، وشخصيات دينية مثل السيد عبدالله الغريفي، والشيخ علي سلمان، وشخصيات إعلامية مثل رئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري، إلى جانب بعض الطلبة الذين اختاروا والديهم أو مدرسيهم. وفي المقابل حصد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين شعبية كبرى إذ اختاره غالبية الطلبة المتفوقين شخصية هذا العام، إلى جانب وزير الإعلام العراقي الصحاف، والرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس الفرنسي جاك شيراك، ورئيس حزب الله سيدحسن نصرالله، والرئيس الأميركي جورج بوش، ووزير الخارجية المصري عمرو موسى، ورئيس وزراء ماليزيا مهاتير، والداعية الإسلامي عمرو خالد ولاعب كرة القدم بيكهام والعالم أحمد زويل.

وعن أبرز الحوادث هذا العام محليا كانت التغيرات السياسية على رأس القائمة على رغم اختلاف أسلوب التعبير عنها، فيما اختار بعض الطلبة قانون الأحوال الشخصية ودخول المرأة في الحياة السياسية وتغيير وزير التربية والتعليم ولقاء الشباب مع قرينة الملك المفدى لطرح مشكلاتهم الحوادث الأبرز محليا. وفي المقابل ركز جميع الطلبة على الحرب على العراق كأهم حدث سياسي، لكن البعض الآخر لم يغفل حوادث أخرى، منها: مرض سارس، الدوري الممتاز لكرة القدم، دوري أبطال أوروبا، ومؤتمر وزراء الخارجية العرب

العدد 280 - الخميس 12 يونيو 2003م الموافق 11 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً