على سجادة أشعاري تصلّي نخبة الشعار
بعدما سمعت حروفي تأذّن في منايرها
بمذهبنا صلاة الشعر فرضٍ ما عليه إنكار
نردّد أعذب آياته ونقتل من يكفّرها
ومن يسهى عن المعنى عليه بسنّة الأشعار
سجود النفس من شانه عن الغفله يحذّرها
وكل عاصي يخاصمنا تعلاّ فوق جرفٍ هار
بينهار بحكم ربه في قاعٍ من سعايرها
بذوْقه من حميم إبداع فكري لقمةٍ من نار
وبكتم صوته بجمره على لسانه أمرّرها
قصيده من ظما روحي تعادل كيّة المسمار
تنشّف له لهاه وضربة لسانه تعثرها
ومن يسرق معانينا بنرصد له من الأفكار
شهابٍ ثاقب وزمرة شيطانيه نحضرها
ونقتل كل حبايلها بعصانا ونغلب السحّار
وكيد الساحر ضْعيفٍ ولا يقوى يكسّرها
يقولون الفَرَاش إن لاح له نورٍ من الأنوار
تحدّه قلة ادراكه على ضيّة دوايرها
ويحسب لي رقص حوله بيسرق منّه الأنظار
بتنهي رقصته روحه وتسدل كل ستايرها
غشيمٍ في مناظرها وياخذ بالذكا أصفار
ياخايب افهم المعنى وركّز لا تعسّرها
على كيفي بصوّرها تبصّر يا زعيم الكار
إذا تاهت بوضّحها وإذا بانت بشفّرها
وصلنا في قصايدنا جزيره كلها أخطار
تحوف بها ثعابينٍ تسدّد كل معابرها
وشفنا جمعة أحرارٍ سجينه ذلها صقّار
تكسّر ريشها وغصّت بشيٍ في حناجرها
وطاووسٍ نفش ريشه وتلحق به طيور صغار
كوابي مع قراميشٍ على كيفه يطيّرها
وغرابٍ حايم بجيفه رمتها له يد الأقدار
وجزّارٍ أبو وجهين يسنّن في خناجرها
وطفله خايبه تلعب تمثّل جملة الأدوار
وأسيرة قيدها صعبٍ ولا ادري كيف أحرّرها
جزيره عايمه غاصت بها كتله من الأسرار
حقيقه كلها أحلامٍ ولا به من يفسّرها
ولي كلم بوجهها لملاقيفٍ من الشعّار
قنابل حق موقوته نويت اليوم أفجّرها
أنا أحمد ربي يوم إن المنيّه وافت الأخيار
فطاحل ما رضى ربّي قصايدكم تدّمرها
حفظها من خطر جلطه خبيثه تعمي الأبصار
وترميها بها لْساحة تلطّمها عوايرها
قتلتوا الشعر يا ساده وقومه يطلبون الثار
حرام إنكم بهالساحه تعيشوا في عمايرها
العدد 288 - الجمعة 20 يونيو 2003م الموافق 19 ربيع الثاني 1424هـ