العدد 2313 - الأحد 04 يناير 2009م الموافق 07 محرم 1430هـ

سيد الشهداء في ضمير الإنسانية والأديان

سطر أروع معاني البطولة والذود عن الحق

ليس الإمام الحسين(ع) شخصاعاديّا ليحتاج إلى أن يقول فيه كبار العلماء والساسة كلمتهم، إنه ريحانة رسول الله (ص) ومن ربي في حجره وسيد شباب أهل الجنة وسيد الشهداء، كيف بنا وقد شهد له الأعداء قبل الأحبة، فهذا معاوية بن أبي سفيان العدو اللدود لآل البيت يقول عن الإمام الحسين»إذا دخلت مسجد رسول الله (ص) فرأيت حلقة فيها قوم كأن على رؤوسهم الطير فتلك حلقة أبي عبدالله مؤتزرا إلى أنصاف ساقيه».

ولمَا كانت الثورة الحسينية فريدة في أبجدياتها ومؤثرة في انعكاساتها، نجد أنها أحدثت انقلابا فكريا (ثوريا) نضاليا مدويا على مر العصور، فلم يقتصر تأثيرها على المسلمين من رجال الفكر والثقافة والأدب والسياسة بل تعداه إلى ذوي الديانات الأخرى كالمسيحية واليهودية والبوذية وهذا يدل على عظمة هذه الثورة التي قُدر لها الخلود، فمن الكاتب براون الذي يرى أن «أنصار علي(ع)كان ينقصهم التصميم والحمية قبل واقعة كربلاء وتغير الوضع بعد الواقعة المذكورة فأصبحت تلك البقعة الملطخة بالدماء إذ سقط حفيد الرسول عطشانا وحوله أجساد أبناء عمه تثير أعمق الأشجان وأعنف العواطف لدى الناس مهما كانوا ضعاف الشعور»، إلى الكاتب الألماني فلهاوزن الذي ذكر «لقد افتتح استشهاد الحسين عصرا جديدا لدى المسلمين»، إلى الزعيم الهندي الراحل غاندي في كلمته المشهورة «تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر» ما يعني أنه اهتدى بمبادئ الحسين(ع) لطرد الاحتلال وانتزاع حقوق شعبه المغتصبة.

أما الزعيم الباكستاني الراحل محمد علي جناح الذي قاد النضال لإنشاء دولة باكستان الإسلامية فيخاطب شعبه في إحدى المناسبات الدينية قائلا ما نصه «من ثورة الحسين استلهمنا الدروس في النضال والصمود والتضحية ففزنا بالنصر»، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر لدى افتتاح الضريح الجديد المرسل من مسلمي الهند إلى مقام رأس الحسين(ع) في مصر، إذ كان في مقدمة من حضروا لإزاحة الستار عن الشباك الجديد وقال: «السلام عليك أيها القائد العظيم الذي أعلن أول ثورة في الإسلام ضد المتسلطين على رقاب الشعوب المظلومة»، وكمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية فقد قال: «إن الحسين قائد عظيم وفذ، علمنا دروسا وافية في النضال والحرية والدفاع عن شرف النفس».

الكاتب اللبناني القدير ميخائيل نعيمة الذي عاش في القرن العشرين قال عن الحسين(ع) «لقد خاض الحسين معركة الحق والكرامة ضد الباطل المتمثل في يزيد بن معاوية وزمرته الفاسدة التي استهترت وضربت بعرض الحائط كل الأخلاق العربية»، والكاتب اللبناني المعروف بولس سلامة الذي نظم «ملحمة الغدير» في شجاعة وبلاغة الإمام علي بن أبي طالب، يؤكد «لقد كان الحسين(ع) إماما بارعا، تقيا صابرا، مجاهدا راسخ القدم في السخاء، نقي المعدن، سليل الدوحة النبوية الشريفة قائد أعظم ثورة ضد أعتى الطغاة».

وكتب الكاتب والمؤلف العراقي المعروف هاشم معروف الحسني في كتابه «نظرية الإمامة» عن ثورة الحسين(ع) ما نصه «أصبحت ثارات الحسين(ع)هي الصرخة المدوية لتدك العروش وتُزيل الدول، فقام بها ملك العباسيين ثم الفاطميين واستظل بها الملوك والأمراء من العرب والفرس والروم».

ويذكر المؤرخ الفاضل الشيخ ابن أبي الحديد المعتزلي «ومن مثل الحسين بن علي(ع)؟ قالوا يوم الطف: ما رأينا مكثورا قد أُفرد من إخوته وأهله وأنصاره أشجع منه، كان كالليث المجرَب يحطم الفرسان حطما، وما ظنك برجل أبت نفسه الدنيا أن يعطي بيده، فقاتل حتى قُتل هو وبنوه وإخوته وبنو عمه بعد بذل الأمان لهم والتوثقة بالأيمان المغلظة».

وقد ألف الكاتب اللبناني المعروف عبدالله العلايلي كتابا عن الحسين الشهيد أسماه «أشعة من حياة الحسين(ع) تناول فيه بطولة وشجاعة الإمام وتضحياته وأورد فيه «إن الحسين(ع) قد ضحى بنفسه وأهله وذويه على ساحة أرض كربلاء في سبيل المبادئ الإسلامية العليا والمثل الإنسانية الفضلى».

وكتب المؤرخ الكبير ابن حجر العسقلاني ومؤلف كتاب «الصواعق المحرقة» عن عظمة الحسين(ع) ومنزلته عند الله تعالى «وكان من مظاهر غضب الله لمقتل الحسين أن اسودت السماء وشوهدت النجوم بالنهار وحاق عذاب الله بكل من اشترك في دمه»، ويورد المؤرخ الإنجليزي جيبون «إن مأساة الحسين(ع) المروعة بالرغم من تقادم عهدها وتباين موطنها لابد أن تثير العطف والحنان في نفس أقل القراء إحساساَ وأقساهم قلبا».

أما الكاتب المصري المعروف عبدالرحمن الشرقاوي فقد قال»إذا كان الشبان في كثير من بلاد العالم يفتتنون بأبطال الاستشهاد من أجل الحرية في جيلنا، فإن الحسين (ع) في استشهاده أولى بكل إعجاب».

ويذكر العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين أحد كبار رجال الدين في لبنان في كتابه «ثورة الحسين(ع) «إن فاجعة كربلاء قد دخلت في الضمير الإسلامي آنذاك وانفعل بها المجتمع الإسلامي بصفة عامة انفعالا عميقا، ولقد كان هذا كفيلا بأن يبث في النفس ما يدفعها إلى الدفاع عن كرامتها، وأن يبعث في الروح النضالية الهامدة جذوة جديدة وأن يرسل في الضمير الشلو هزة تحييه»

العدد 2313 - الأحد 04 يناير 2009م الموافق 07 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً