هل تتخيل أن يكون هناك شاطئ من غير بحر... بدأت باريس أمس الأول البرهنة على ذلك بجلب رمال ونخيل وارائك للاسترخاء تحت اشعة الشمس في تكرار لتجربة العام الماضي التي اجتذبت أكثر من مليوني شخص على ضفتي نهر السين المبطنتين بالاسمنت أصلا.

وبحلول منتصف النهار لم تتبق أرائك خالية واستلقى الاباء والامهات يرقبون اطفالهم وهم يقيمون قلاعا رملية ويتقافزون حول نوافير المياه، وقالت لندا ايسبرج: «انه شيء عظيم، أتيت إلى هنا في الثامنة والنصف»، وأضافت السويدية التي تبلغ من العمر 23 عاما: «أعتقد أنني سأسترخي واذا أصبت بالملل فهناك لعبة الكرات»، مشيرة إلى لعبة شبيهة بالبولينج توفرها بلدية المدينة في شوارع العاصمة كبديل عن السباحة في النهر، وغير مسموح بالسباحة في النهر بسبب الامواج الشديدة.

ويمتد المشروع المسمى «شاطىء باريس» والذي حلم به رئيس بلديتها الاشتراكي برتران ديلانو لمسافة 3 كيلومترات من الطرقات المغلقة، ويعد المشروع الذي يوفر فرصة لأطفال العاصمة الفرنسية الفقراء للاستمتاع بالشاطئ جزءا من طموح رئيس البلدية للعودة بباريس إلى الهدوء بعد عقود من السياسات المؤيدة للصخب واصحاب السيارات.

ويقول المنتقدون اليمينيون ان عشرات من الأطفال المعدمين كان يمكن إرسالهم إلى الريفييرا الفرنسية بموازنة المشروع نفسها الذي كلف 1,7 مليون دولار وحذروا من ان المشروع قد يفضي إلى كارثة اذا سقط طفل في نهر السين، غير انه لم يغرق احد العام الماضي ولم تتعد الجرائم بضع حالات لسرقة كاميرات تصوير وهو معدل ليس أسوأ من معدل الجريمة المعتاد في باريس. وتم جلب ثلاثة أطنان من الرمال هذا العام بعد أن اشتكى الزائرون من عدم وجود مكان لوضع مناشفهم وتم توفير أراجيح شبكية وموسيقى حية ومكتبة متعددة اللغات لجذب الزائرين، ويصر المسئولون على الا يكون هناك اي شيء يفسد جو الاجازة، وترش الطرق أسفل جسور نهر السين بمطهرات لازالة رائحة البول المعتادة. ويقول عالم اجتماع ان السبب وراء نجاح المشروع هو ان الفرنسيين الذين يتمتعون بأوقات فراغ أكثر من السابق يريدون ألا تكون مدنهم أماكن للعمل فقط. وأضاف جان فيار لصحيفة «ليبراسيون» اليومية: «ما يريده سكان باريس حقا ان تتخذ بلدية المدينة ترتيبات ليتمكنوا يوما ما من السباحة في نهر السين»