العدد 2593 - الأحد 11 أكتوبر 2009م الموافق 22 شوال 1430هـ

تعثر الصكوك الخليجية يزعزع ثقة الغربيين.. والماليزيون يحذِّرون منها

عالم المالية الإسلامية، الذي كان في السابق في وضع مأمون يقيه التضرر من الانهيار المالي العالمي، اهتز من جذوره بفعل سلسلة من حالات التعثر التي أصابت ذراعه اليمنى التمويلية من السندات الإسلامية. ولكن ما قصة تغير «لهجة» المصرفيين الماليزيين تجاه الصكوك الخليجية والتي بدأت واضحة في وسائل إعلامهم ومؤسساتهم المالية.

وأكد مسئول رفيع في بنك «سي آي إم بي» الماليزي، الذي يعد أحد كبار اللاعبين في صناعة الصكوك العالمية، أن المشترين الأجانب أصبحوا «أكثر حذرا» من مصدري الصكوك الخليجية بعد أن تزعزعت الثقة بسندات القطاع الخاص الذي تعثر عدد من صكوكه.

في حين كشفت جولة أجرتها صحيفة «الاقتصادية» على وسائل الإعلام الماليزية وجود تحذيرات غير مباشرة للمستثمرين بعدم الإقبال على الصكوك الكويتية تحديدا.

وتزامنت التقارير الصحافية مع استثمار مصارف ماليزية في صكوك خليجية ثبت أخيرا تعثرها، وبدا واضحا لجوء تنفيذيي تلك المصارف إلى وسائل إعلامهم لتوجيه رسائل فشلوا في إيصالها لمصدري الصكوك الخليجيين الذين يحاولون إعادة هيكلة ديونهم.

وهدَّد الرئيس التنفيذي لبنك «CIMB» الإسلامي الماليزي، بادليسياه عبدالغني، الذي تعرفه الأوساط المالية الإسلامية بهدوئه واتزان تصريحاته، في تصريح له لوكالة «رويترز» بأن بنكه الإسلامي سيتصرف بشكل «عدائي» في محاولة استعادة استثماراته التي تدور حول مليوني دولار، والمستثمرة في أحد الصكوك الخليجية المتعثرة والذي تحتفظ «الاقتصادية» باسمه.

حتى وكالة التصنيف الماليزية «RAM» تجاهلت في تحليلها بشأن الصكوك المتعثرة، الذي نشر في صحيفة «ذا ستار»، التطرق للسندات الإسلامية المتعثرة في كوالالمبور، على رغم قيامها بنفسها بتصنيف تلك السندات. وفضلت التحدث عن الآمال المشرقة لسوق الصكوك الماليزية، مع التعليق باستفاضة على جميع الصكوك التي تعثرت في الخليج و أميركا.

وفي الوقت ذاته أكد لـ «لاقتصادية» أحد المصادر الموثوقة، أن الماليزيين بدأوا فعلا بفقدان الاهتمام بالصكوك القادمة من الخليج، ويقول المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع: «لقد تعلمت الكثير من رحلتي عندما شاركت بفعالية في منتدى World Capital Markets Symposium في كوالالمبور. فعلى سبيل المثال علمت أن المصارف الإسلامية الماليزية والمستثمرين الماليزيين لم يعودوا مهتمين بعد الآن في الاستثمار بالصكوك القادمة من الخليج، وحتى لو كانت صادرة من الحكومات التي يكون تصنيفها مرتفعا».

ويخشى مراقبون أن تساهم هذه الحملة التي يقودها الإعلام الماليزي وبعض المصارف وإحدى وكالات التصنيف في «هز» مؤشر الثقة بالسندات الإسلامية القادمة من الخليج.

العدد 2593 - الأحد 11 أكتوبر 2009م الموافق 22 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً