العدد 2612 - الجمعة 30 أكتوبر 2009م الموافق 12 ذي القعدة 1430هـ

حمادة: العلاجات الصحيَّة لا يجوز الرجوع فيها إلا للموثوق بكفاءته

الوسط - محرر الشئون المحلية 

30 أكتوبر 2009

تطرق خطيب الجمعة بجامع المشرف بجدحفص الشيخ منصور حمادة، في خطبته أمس إلى مسألة اعتبرها «بالغة في الأهمية»، وهي أنَّ «ما يتعلقُ بالمسائلِ الشرعيَّة، وتشخيصِ الأمراضِ والعلاجاتِ الصحيَّة، لا يجوزُ الرجوعُ فيها إلا للموثوقِ بكفاءتِه العلميَّة، وبدقتِه وتقديسِه للحياةِ الإنسانية، وتقيُّدِه بالأخلاقِ الشرعيَّةِ والمهنيَّة»، مستدركا «وقد أتاحَ اللهُ لكم ذلك بقدرتِه».

وأضاف «اعلموا أيُّها الآباءُ والإخوةُ والأولاد، أنَّ أجلَّ نعمِ اللهِ سبحانَه بعدَ الإيجاد، والفطرةِ والتبصيرِ والسداد، هي الهدايةُ إلى طُرُقِ السدادِ والرشاد، حيثُ بعثَ أفضلَ مَن خَلَقَ مِن العباد، دعاة مبشرين بما يؤدي إلى الإسعاد، ومنذرين مُحَذِّرين مِن الغوايةِ والفساد، وأنزلَ عليهم دينا قِيَما قيِّما، وأصدرَ إليهم أمرا مولويّا محترما، أن يُبَلِّغوا ما أنزلَ إلى الناس، ويُحَذِّروهم مِن الوسواسِ الخنّاس، فقاموا (ع) بما حُمِّلوا خيرَ قيام، وتحمَّلوا المصاعبَ والآلام، فبَشَّروا وأنذَروا، وبَيَّنوا وحَذَّروا، حتى كَمُلَ الدينُ وتمت النعمة، بمحمدٍ وآلِه سُرَجِ الظُّلمة، صلواتُ اللهِ عليهم أجمعين».

وقال حمادة في خطبته «أوصيكم ونفسيَ الميالةَ للشهوات، بتقوى اللهِ في العلنِ والخَلَوات، فإنَّه لا تخفى عليه خافيةٌ في الأرضِ ولا في السماوات، وإليه مرجعُكم وإيابُكم، يومَ يسبقُ جزاءَكم حسابُكم، والمحاسِبُ عليمٌ بما أصبتُم وأصابَكم، فيجزيَ المسيءَ بمثلِ ما أساء، في نوعِ العذابِ ومدةِ البقاء، ويضاعفُ لمَن أحسنَ الجزاء».

وتابع «فاتقوا اللهَ وأخلِصوا لَه الدّين، ولا تكونوا لآلائِه مِن الجاحدين، ولا لكبريائِه مِن المعاندين، ولا بصفاتِه وأسمائِه مِن المُلحِدين، فقد خَلَقَكم مِن تراب، ورَزَقَكم الحياةَ في عالمِ الأصلاب، ثمَّ أنزلَكم إلى الأرحام، وهيَّأَ لكم الأجواءَ والمُقام، وحَفِظَكم مِن العِلَلِ والأسقام، وطوَّرَكم مِن نطفةٍ إلى مضغةٍ ولحمٍ وعظام، ثمَّ وَهَبَ لكم الحواسَّ والعقلَ والقدرةَ على الانتظام، كما أوضحَ سبحانَه في كتابِه المُبين(...) ثمَّ أخرجَكم مِن بطونِ أمهاتِكم، لا تدركون شيئا مِن أمورِ حياتِكم، ولا تقدرون على السعيِ لشيءٍ مِن حاجاتِكم، ولا ما تُعَبِّرون بِه عن طلباتِكم، سوى التَّمَلمُلِ والبكاء، فكفَّلَكم الأمهاتِ والآباء، الذين يتحملون في سبيلكم الشدةَ والأعباء، والسهرَ والنكدَ والتعب، والضجرَ والكدَّ والنصب، بما فَطَرَهم اللهُ عليه مِن الحنان، والشفقةِ والرحمةِ والإحسان، فآثروكم بالراحةِ والدعةِ والأمان، وعَصَروا في ذلك العقولَ وأرهَقوا الأبدان، لا يبتغون مِن وراءِ ذلكم جزاء ولا امتنانا».

وفي الخطبة الثانية قال: «أوصيكم ونفسيَ بتقوى الله، وطاعتِه فيما أمرَ مِن الصيامِ والصلاة، والحجِّ والخمسِ والزكاة، والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكر، والتواصي بالحقِّ والتواصي بالصبر، والتعاونِ في فعلِ الخيرِ ومقاومةِ الشر، وولايةِ مَن والى اللهَ ورسولَه، وتابعَ في أعمالِه الرسولَ وآلَه، ووافقَت أفعالُه عقيدتَه وقَولَه. وتبرأوا مِن أعداءِ دينِكم أيُّها المؤمنون، واعبدوا اللهَ كما أمرَكم لعلَّكم تُرحَمون، واجمعوا شملَكم ووحِّدوا صفَّكم أيُّها المُوَحِّدون، فبكلمةِ التوحيدِ وتوحيدِ الكلمةِ تُسعَدون».

كما أشار إلى أنَّ يومَ الحادي عشر مِن شهرِ ذي القعدةِ الحرام، يومٌ وُلِدَ فيه الإمام علي بن موسى الرِّضا (ع)، داعيا إلى الاحتفال بهذه المناسبةِ في كلِّ عام، والاقتباس مِن علمِه والأخذ مِن آثارِه، والاهتداء بنورِه وما وردَ مِن إخبارِه، وتوجيهاتِه السديدةِ وما اعتنى بإظهارِه.

كما تحدث عن فضل يوم الجمعة، قائلا: «وهذا يومُ الجمعةِ الذي خصَّصَه اللهُ لنبيِّكم وأمَّتِكم، وجعلَه يومَ عيدِكم وراحتِكم، وندبَكم فيه لغسلِكم وتطيُّبِكم وطهارتِكم، وعندَ الزوالِ إلى الاجتماعِ معَ واجدِ الشرائطِ مِن أئمَّتِكم، والاستماعِ إلى خطبتَيه في إرشادِكم وموعظتِكم، تسقطُ بهما ركعتان مِن فريضةِ الظهرِ عن عاتِقِكم. فاتقوا اللهَ ولبّوا نداءَه بالانصياع، واغتسِلوا والبسوا أفضلَ الملابسِ وتطيَّبوا قبلَ الاجتماع، وأنصِتوا لما يُلقى إليكم وجَوِّدوا الاستماع، ولا تتشاغلوا عن ذلكم بلهوٍ أو مالٍ أو متاع، فقد وعدَ اللهُ بخيرٍ مِن ذلكم لمَن استجابَ وأطاع(...) فاتقوا اللهَ واستجيبوا لأمرِه، وأكثِروا -رحِمَكم اللهُ- مِن ذكرِه وشكرِه، والاستغفارِ مِن الذنوب، والاستقالةِ مِن العيوب، وافتحوا لأنفسِكم أبوابَ رحمتِه، بالصلاةِ والسلامِ على محمدٍ والمعصومين مِن آلِه وذريَّتِه».

العدد 2612 - الجمعة 30 أكتوبر 2009م الموافق 12 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً