قالت استشارية الأمراض الجلدية والطب التجميلي رئيسة قسم الأمراض الجلدية بمجمع السلمانية الطبي نضال عبدالرحمن خليفة: «إن الصدفية هي التهاب جلدي مزمن غير معدٍ، تبلغ نسبة حدوثه 1 إلى 3 في المئة، وتصيب الجنسين بنسب متساوية»، مضيفة أن الصدفية «يمكن أن تصيب مختلف الأعمار لكنها أكثر انتشارا في سن الشباب (25 عاما فما فوق).
جاء ذلك خلال احتفال نظمه قسم الأمراض الجلدية بمجمع السلمانية الطبي صباح أمس الأول (الخميس) بمناسبة اليوم العالمي للصدفية، الذي يصادف تاريخ 29 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام. وأفادت خليفة أن العالم يضم أكثر من 125 مليون مصاب بمرض الصدفية، مشيرة إلى أنه مرض شائع، وينتج عن عوامل وراثية بشكل أساسي، بالإضافة إلى المحفزات البيئية التي تُسهم في ظهور المرض.
وأوضحت أن الصدفية مرض جلدي مزمن يتميز بظهور بقع حمراء تغطيها قشور ذات لون فضي ولها أحجام مختلفة وتظهر غالبا على الكوع، والركبتين، وفروة الرأس، كما تظهر على أظافر اليدين والقدمين، والمفاصل، وتؤدي إلى حفر في الجلد وتغير اللون وأحيانا إلى تشقق الأظافر، لافتة إلى أن التهاب المفاصل يصيب 30-40 في المئة من المصابين بصدفية الجلد، ويتميز بحدوث آلام شديدة في المفاصل وانتفاخات وتشوهات دائمة بالمفصل.
وتابعت: «الدراسات الحديثة أثبتت أن المرض ليس جلدي فقط، وهناك أدلة تثبت أنه مرض متعدد العلاقات، حيث ثبت ارتباطه بمرض السكري، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، ما يعني ضرورة الاهتمام بعلاج المصاب بالصدفية، وعلاج الأمراض المصاحبة لها في الوقت ذاته»، لافتة إلى أنه نظرا لانتشار هذه الأمراض في المجتمع فإنه من المتوقع أن يكون المصابون في مملكة البحرين أكثر حاجة للمتابعة والعلاج لضمان الاستفادة من العلاج المقدم، باعتبار أن علاج الصدفية للأشخاص الذين يعانون من أمراض مصاحبة يكون أكثر صعوبة والحالات تكون مستعصية أكثر، لذلك يجب مراجعة الطبيب عند ظهور الصدفية في مراحلها الأولى، والاستمرار في المتابعة، والالتزام بالعلاج والتعليمات، وذلك سعيا لمنع تطور المرض وتفاقمه».
وأكدت أن مرض الصدفية لا يوجد له علاج شافٍ تماما، ولكن هناك علاجات فعّالة للقضاء على مضاعفات أو أعراض المرض، وتجعل المصاب يمارس حياته بشكل طبيعي، وذلك من خلال الأدوية الموضعية، والعلاج الضوئي، والحبوب، وأخيرا الإبر البيولوجية التي تعتبر أحدث علاج ظهر لمرض الصدفية، وأعطى أملا جديدا للمرضى الذين تستعصي حالتهم العلاج بالأدوية والطرق التقليدية الأخرى، مفيدة بأن قسم الأمراض الجلدية في مجمع السلمانية الطبي كان له الأسبقية في استخدام هذا العلاج «الإبر البيولوجية» على مستوى الخليج والعالم العربي، مشيرة إلى أن العلاج يوفر بالمجان للمرضى المترددين على مجمع السلمانية الطبي.
كما لفتت إلى مساهمتها في إنشاء مجموعة بالتعاون مع رابطة أطباء الجلد البحرينية، تهدف إلى القيام بفعاليات لنشر الوعي عن الأمراض الجلدية وكيفية التعايش معها، وذلك من خلال عقد لقاءات مع المرضى ومنحهم المعلومات الوافية عن المرض، ومساعدتهم للتغلب على صعوبات ومعوقات المرض، كالحالة النفسية المرتبطة بالخجل أو الحزن، موضحة أن قسم الأمراض الجلدية في مجمع السلمانية الطبي يضم 13 طبيبا بحرينيا على درجة عالية من الكفاءة والتخصص في هذا المجال.
العدد 2612 - الجمعة 30 أكتوبر 2009م الموافق 12 ذي القعدة 1430هـ