أعرب حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم عن أسفه لتصريحات النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت التي حث فيها مواطني الجنوب لدعم خيار الانفصال باعتبار أن الوحدة تبقيهم كـ «مواطنين من الدرجة الثانية».

وأشار الحزب إلى أن ما قيل يعد مناقضا لاتفاقية السلام الشامل التي تتحدث عن تغليب خيار الوحدة. وأكد أن أبناء الجنوب هم مواطنون كغيرهم من أهل السودان بدليل أنهم يشاركون في أعلى المناصب على مستوى الدولة، وتتمتع الحركة الشعبية لتحرير السودان بنسبة 28 في المئة من وظائف الحكومة القومية و10 في المئة من حكومات ولايات الشمال وجل حكومة الجنوب.

ووصف عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني محمد مندور المهدي في تصريحات صحافية نشرت أمس (الأحد) ما نسب إلى النائب الأول بأنه حديث لا يليق على مستوى رئاسة الجمهورية، مؤكدا أن الجنوبيين كغيرهم من مواطني السودان لهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها ويعاملون بكثير من الاحترام والتقدير.

وكان سلفاكير دعا الليلة قبل الماضية الجنوبيين إلى التصويت لصالح استقلال جنوب السودان خلال الاستفتاء المقرر العام 2011، معتبرا أن بقاء السودان موحدا سيجعل من الجنوبيين «مواطنين من الدرجة الثانية». وقال سلفاكير، في كلمة بختام قداس أقيم في كاتدرائية القديسة تريزا في جوبا عاصمة الجنوب السوداني «إن مهمتي تقضي بقيادتكم إلى استفتاء 2011. إن هذا اليوم قريب جدا واني على ثقة بأننا سنشارك فيه». وأضاف «عندما تصل إلى صندوق الاقتراع سيكون الخيار خيارك. هل تريد التصويت للوحدة لتصبح مواطنا من الدرجة الثانية في بلدك؟ الخيار خيارك».

في غضون ذلك بدأ السودانيون أمس تسجيل أسمائهم في القوائم الانتخابية للمشاركة في أول انتخابات تعددية منذ نحو ربع قرن في هذا البلد الذي يعد أكبر بلد إفريقي. وقال المسئول عن التسجيل في اللجنة السودانية للانتخابات الهادي محمد أحمد لوكالة «فرانس برس» إن «عملية تسجيل الناخبين بدأت في جميع أنحاء السودان».

وأمام الناخبين السودانيين شهر لتسجيل أسمائهم في اللوائح الانتخابية في مكاتب محددة ومتنقلة أقيمت في مختلف أنحاء هذا البلد الشاسع المساحة مع 2,5 مليون كلم مربع أي أكبر نحو خمس مرات من مساحة فرنسا.

ويبلغ عدد سكان السودان 39 مليون نسمة ليضم ما بين 19 إلى 20 مليون ناخب وفقا للسلطات. وستكون الانتخابات التشريعية والرئاسية والبلدية التي ستجرى في أبريل/ نيسان 2010 أول انتخابات تعددية منذ 1986 .

من جهة أخرى، تلقى الرئيس المصري حسنى مبارك أمس رسالة من الرئيس السوداني عمر حسن البشير تتعلق بالعلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ونقل الرسالة مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل خلال استقبال الرئيس مبارك له أمس، وحضر المقابلة وزير الخارجية أحمد أبوالغيط.