العدد 2614 - الأحد 01 نوفمبر 2009م الموافق 14 ذي القعدة 1430هـ

الفلسطينيون يتهمون إدارة أوباما بالتراجع بشأن وقف الاستيطان

مصر «تتفهم» موقفهم وتأمل في «ضمانات» أميركية

عبر الفلسطينيون أمس (الأحد) عن قلقهم من تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي دعمت موقف «إسرائيل» بالدعوة إلى استئناف المفاوضات من دون وقف الاستيطان.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة لـ «فرانس برس»: «إن الإدارة الاميركية تراجعت عما وعدت به وعجزت عن تطبيق التزاماتها وخصوصا لما ورد في خطاب الرئيس باراك أوباما في جامعة القاهرة عندما طالب بوقف كامل للاستيطان».

وأكدت الرئاسة الفلسطينية أنها مستعدة للمفاوضات على أساس وقف واضح للاستيطان، وذلك عقب دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفلسطينيين إلى استئناف عملية السلام دون شروط مسبقة.

وصرح أبوردينة في رد على تصريحات لنتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية أمس «نحن جاهزون للمفاوضات على أساس واضح وهو وقف كامل وشامل للاستيطان والاعتراف بمرجعية للمفاوضات وفق الشرعية الدولية».

وطالب أبوردينة الحكومة الإسرائيلية بـ «التوقف عن المراوغة لأن المنطقة على فوهة بركان»، مؤكدا أن «استمرار الحكومة الإسرائيلية بسياسة الاستيطان ستجعل عملية السلام في مهب الريح».

وكان نتنياهو قال في وقت سابق «آمل كثيرا أن يدرك الفلسطينيون أن عليهم الانخراط في عملية السلام لأن ذلك من مصلحتهم وأيضا مصلحتنا». وأضاف «لإعادة إطلاق عملية السلام سهلنا الحياة اليومية للفلسطينيين وأثبتنا أننا مصممون على فعل ما لم تفعله أي حكومة إسرائيلية أخرى منذ انطلاق هذه العملية قبل ست عشرة سنة».

وتابع نتنياهو «أجرينا (مع كلينتون) لقاء ممتازا وفي غاية الجدية. واتفقنا على أن يبقى السناتور (جورج) ميتشل -المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط - هنا يوما إضافيا».

وفي وقت سابق من الأحد قال أبوردينة في رد على تراجع واشنطن عن دعم المطلب الفلسطيني بالوقف الكامل للاستيطان، إن الاستيطان الإسرائيلي هو «العقبة الرئيسية» أمام إعادة إطلاق محادثات السلام.

وكانت كلينتون أعربت السبت الماضي عن دعمها لطلب «إسرائيل» استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين «في أقرب وقت ممكن» ومن دون أية شروط مسبقة».

وأضاف أبوردينة «لا يمكن ولا يجوز إعطاء إسرائيل أي تبرير أو ذرائع للاستمرار فيه بل يجب وقفه فورا». كما أضاف أن «كل الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس غير شرعي بكل أشكاله».

وجدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت أيضا في لقاء مع كلينتون في أبوظبي رفض الفلسطينيين استئناف المفاوضات مع «إسرائيل» من دون وقف تام للاستيطان اليهودي.

ومن جهته، وصف رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الأحد العرض الإسرائيلي بشأن الوقف الجزئي للتوسع الاستيطاني لاستئناف المفاوضات بأنه «خدعة».

وأكد عريقات في تصريحات تلفزيونية، رفض الجانب الفلسطيني أي دعوات أو تحركات أميركية لاستئناف مفاوضات السلام مع «إسرائيل» من دون الوقف الشامل للاستيطان. واعتبر توافق نتنياهو مع كلينتون بشأن وقف الاستيطان جزئيا بأنه مجرد «خدعة وتهرب من استحقاقات السلام».

وأوضح عريقات أن عرض نتنياهو يقوم على تأمين بناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة سكنية في الضفة الغربية إلى جانب ضمان توسع النمو الطبيعي في الاستيطان إضافة إلى استثناء مدينة القدس من اتفاق وقف الاستيطان.

وحذر من أن هذا «الخداع» الإسرائيلي سيؤمن للحكومة الإسرائيلية تحقيق توسع استيطاني في العام المقبل يفوق ما جرى إنجازه على الأرض خلال العامين الماضيين.

وذكر أنه طلب من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقد اجتماع عاجل للجنة متابعة مبادرة السلام العربية من أجل بحث التطورات الخطيرة في ملف استئناف مفاوضات السلام.

في الإطار ذاته، رأت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية تأتي نزولا عند «شروط» رئيس الوزراء الإسرائيلي و «تراجعا» عن خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، داعية الفصائل الفلسطينية إلى إنهاء الانقسام.

وفي القاهرة، أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أن بلاده «تتفهم» الرفض الفلسطيني لإجراء مفاوضات من دون وقف الاستيطان وتأمل في «ضمانات» أميركية بهذا الشأن، بينما أكد نظيره الأردني ناصر جودة أن «فرصة تحقيق السلام لاتزال موجودة».

وقال أبوالغيط في مؤتمر صحافي مع جوده عقب اجتماع بين الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الذي قام بزيارة مفاجئة إلى القاهرة، «إن جهد السلام يتعرض لمشكلة حقيقية وهي تعود أساسا إلى تصميم الجانب الإسرائيلي على عدم الالتزام بخطة خريطة الطريق التي تطالب بالوقف الكامل لعمليات الاستيطان».

أمنيا، أفرجت السلطات الإسرائيلية أمس عن نائب فلسطيني من كتلة «حماس» البرلمانية. وذكرت مصادر حقوقية أن السلطات الإسرائيلية أفرجت عن النائب حاتم قفيشة، من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بعد اعتقاله لمدة عامين.

كما أعلن مصدر طبي مقتل عامل فلسطيني وجرح اثنين آخرين الأحد داخل نفق أرضي للتهريب على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر.

العدد 2614 - الأحد 01 نوفمبر 2009م الموافق 14 ذي القعدة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً