استغربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون جهارا عدم اعتقال قادة «القاعدة» في باكستان حتى الآن، جاء ذلك لدى زيارتها الأخيرة لباكستان التي استمرت ثلاثة أيام.
وقال الأستاذ في جامعة جون هوبكنس بواشنطن، حسن عسكري إن كلينتون «خاطبت بشكل صريح دون إخفاء الاختلافات لكنها ألحت على التركيز على المصالح المشتركة» بين الولايات المتحدة وباكستان.
وكررت وزيرة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة ترغب في توطيد العلاقات مع حليفتها المضطربة.
من جانبه قال المحلل مطهر شيخ «يبدو أنها نجحت، هناك تغيير في لهجة وسائل الإعلام الباكستانية التي لا تبدي عدائية إزاءها».
وأفادت صحيفة «ذي نيوز» الباكستانية في افتتاحيتها السبت الماضي أن الزيارة «تشكل قطيعة واضحة مع الماضي» وقارنت كلينتون بكوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية في عهد الرئيس جورج بوش التي كانت «تتعمد الخشونة» بينما وصفت كلينتون بأنها كانت «لبقة ومنفتحة وتحدثت إلى أناس من كل الفئات» خلال زيارتها.
أما في ما يخص انتقادات وزيرة الخارجية تابعت «ذي نيوز»، «لا يمكن الإنكار أن كثيرا مما قالته صحيح».
وقالت كلينتون الخميس خلال لقاء في لاهور مع صحافيين باكستانيين إن «القاعدة وجدت ملاذا في باكستان منذ 2002. ويصعب عليّ أن أصدق أن لا أحدا في حكومتكم يعرف أين هم ولا يستطيع أن يعتقلهم لو أراد ذلك حقا».
وتابعت «ربما الأمر كذلك. ربما لا يمكن القبض عليهم: لا أعلم».
وكررت هذه التصريحات الجمعة مع شيء من التغيير في الشكل فقط.
ولم ترد السلطات الباكستانية علنا حتى الآن، بينما اقتصرت الصحف على نقل الخبر في صيغته الإعلامية المحضة.
وأوضحت وزيرة الخارجية في حديث مع قناة «سي.بي.اس» أن «ما قلته يدخل حقا ضمن رسالة زيارتي».
وأوضحت «كنت أعلم عندما وصلت إلى هنا أن الباكستانيين يتساءلون كثيرا بشأننا وأن الثقة ليست كاملة (...) وبالتالي أجبت على العديد من الأسئلة بشأن الولايات المتحدة، لكننا إذا أردنا تعاونا حقيقيا يجب أن تسود الثقة لدى الطرفين».
وشددت في حديث مع قناة «اي.بي.سي» عل أنه «قد يكون ذلك عدم إدراك فداحة الخطر لو لم يدركوا أنهم مهددون وأننا مهددون عندما يجد الإرهابيون ملجأ أينما كان، وأنه يجب معالجة هذه المسألة».
وعلق مطهر شيخ أن «رسالتها» تتمثل في «أنه من السذاجة (من طرف الحكومة الباكستانية) القول إننا لسنا على علم بوجود القاعدة في باكستان».
وكررت كلينتون خلال زيارتها أن محاربة الجيش الباكستاني «طالبان» بالنسبة للولايات المتحدة لا يمكن فصلها عن محاربة «رأس الشبكة» أي «القاعدة».
وأكدت الجمعة أن «من مصلحة باكستان ومصلحتنا محاولة اعتقال أو قتل قادة القاعدة لأننا نعتقد أنها ستكون ضربة قاسية للإرهابيين في كل مكان».
إلا أن حسن عسكري تكهن بأن «البلدين سيواصلان الجهود لمحاربة الإرهاب معا، لكن الخلاف سيتواصل بشأن وجود قادة القاعدة في باكستان».
العدد 2614 - الأحد 01 نوفمبر 2009م الموافق 14 ذي القعدة 1430هـ