العدد 326 - الإثنين 28 يوليو 2003م الموافق 29 جمادى الأولى 1424هـ

احتمالات خفض أسعار الفائدة مجددا بثت الحيوية في الدولار

في التقرير الأسبوعي لبنك الكويت الوطني:

الكويت - بنك الكويت الوطني 

28 يوليو 2003

ذكر التقرير الاسبوعي لبنك الكويت الوطني ان تصريحات حاكم بنك الاحتياط الفيدرالي بن برنانكي (البنك المركزي الاميركي) التي أكد فيها استعداد البنك لخفض اسعار الفائدة إلى الصفر أدت إلى بيع العملة الاميركية بقوة خصوصا مقابل اليورو، ونقل التقرير عن برنانكي قوله «ان انخفاض الدولار سيساعد على محاربة انكماش التضخم».

وتناول التقرير أحوال الاسواق، واراء المحللين في مختلف ارجاء المعمورة من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة... وحتى اليابان.

الولايات المتحدة

خطف حاكم مصرف الاحتياط الفيدرالي بن برنانكي - وهو عضو له حق التصويت في لجنة السوق المفتوح التابعة لمصرف الاحتياط الفيدرالي - الأضواء بعد سلسلة تصريحاته الأخيرة. وكان لب ما قاله هو ان مصرف الاحتياط على استعداد لخفض اسعار الفائدة في الولايات المتحدة حتى الصفر إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك وان المصرف على استعداد ايضا لابقاء اسعار الفوائد عند مستوياتها المتدنية لفترة طويلة. والغريب في الامر ان تصريحات برنانكي لم تحتو على اي مضمون مما دأب رئيس مصرف الاحتياط الفيدرالي الان غرينسبان على تكراره في الآونة الاخيرة ومع ذلك كان لتصريحات برنانكي اثرها على الأسواق، وكأن الاسواق المالية كانت قد اقتنعت تماما قبل هذه التصريحات بأن مصرف الاحتياط الفيدرالي قد انتهى من تخفيض اسعار الفوائد على رغم تأكيد غرينسبان قبل ذلك ان كل الاحتمالات واردة. لكن الاسواق تداركت أمرها عند سماعها لهذه التصريحات من عضو آخر في مجلس الاحتياط وفجأة اعاد المحللون تقديم توقعاتهم ما اعاد احتمال المزيد من خفض اسعار الفائدة إلى الاذهان مرة اخرى وكان تأثير ذلك على اسواق الصرف سريعا إذ تم بيع العملة الاميركية بقوة وخصوصا مقابل اليورو. وما زاد الطين بلة بالنسبة إلى الدولار الاميركي هو تعليقات برنانكي من ان انخفاض الدولار سيساعد على محاربة انكماش التضخم.

وكانت التطورات الاخيرة في العراق قد أثرت ايضا على الدولار الاميركي إذ زاد قلق المتعاملين في اسواق المصرف خصوصا بعد مقتل نجلي صدام حسين من تبعات ذلك على الوجود الاميركي في العراق كزيادة في العمليات ضد هذا الوجود. من جهة اخرى كان للاتهام الموجه من قبل السناتور بوب غراهام وهو الرئيس السابق للجنة المخابرات في الحزب الديمقراطي بأن منفذي عمليات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول قد تلقوا الدعم من قبل دولة اجنبية وقعه على الادارة الاميركية لأن الادارة كانت قد الحت سابقا على حذف الجزء المتعلق بهذا الأمر من تقرير الاستخبارات.

أما على الصعيد الاقتصادي فقد ارتفع المؤشر الطليعي بنسبة 0,1 في المئة في يونيو/ حزيران ليصل إلى مستوى 111,8 مقارنة مع مايو/ ايار وهو الارتفاع الشهري الثالث على التوالي ما قد ساعد على طمأنة المتفائلين من ان الاقتصاد الاميركي ربما سينمو بأكثر من نسبة 2 في المئة في الربع الثالث من العام. وكانت طلبات السلع الباهظة الثمن المعمرة قد قفزت بنسبة 2,1 في المئة إلى 172,5 بليون دولار اميركي في يونيو مقارنة مع عدم وجود اي ارتفاع في هذه الطلبات في مايو ومقارنة مع انخفاض الطلبات نفسها بنسبة 2,4 في المئة في ابريل/ نيسان والاهم ان الارتفاع شمل كل القطاعات الصناعية وكان الأكبر لهذا العام ما اعاد الأمل ولو بشكل ضئيل في تحسن القطاع الصناعي الاميركي.

أوروبا «اليورولاند»

كان اليورو احد اهم العملات المستفيدة من ضعف الدولار الاسبوع الماضي وبعد غياب اي تعليق أو اي ردة فعل من قبل المصرف المركزي الاوروبي بعد دعوات المستشار الالماني غير مرة هارد شرودر الاخيرة لإضعاف اليورو اقتنعت الاسواق بأن المصرف المركزي الاوروبي سيكون المصرف المركزي الاخير في العالم الذي سيخطو باتجاه وقف ارتفاع عملته. ومع نهاية التعاملات يوم الجمعة ارتفع اليورو ليتم تداوله عند منتصف 1,15 مرتفعا من مستوى 1,1110 الذي شاهدناه الاسبوع ما قبل الاخير.

وعلى رغم الشعور الايجابي السائد الآن تجاه العملة الاوروبية فمن غير المستبعد ان يتراجع اليورو قليلا في المدى القصير بعد اتجاهه نحو مستوى المقاومة الواقع فوق 1,16 بقليل خصوصا ان ضعف الدولار الاخير مبني على اساس بضعة عوامل قليلة فقط هذا بالاضافة إلى احتمال ارتفاع اصوات السياسيين الاوروبيين مجددا هذا الاسبوع للفت نظر البنك المركزي الاوروبي إلى عدم رغبتهم في رؤية المزيد من ارتفاع اليورو. وعموما فالأرجح ان يتم تداول العملة الاوروبية بين مستوى الدعم عند 1,1100 ومستوى المقاومة عند 1,1615 الاسبوع المقبل.

المملكة المتحدة

مازال رئيس الوزراء البريطاني منذ بدء الحرب في العراق وحتى اليوم منشغلا في تبرير هذه الحرب تجاه شعبه وقد تلقى طوني بلير صفعة اخرى الاسبوع الماضي بعد انتحار احد مفتشي الاسلحة البريطانين وزادت الاصوات التي تطالبه بالاستقاله وتعرضت شعبيته للمزيد من الانخفاض ما نتج عنه انخفاض الجنيه الاسترليني إلى مستوى 1,5775 مقابل الدولار. لكن قدرة بلير على ركوب الامواج مشهود لها وقد استطاع ان يقفز فوق الصعوبات السياسية التي يواجهها مرة اخرى على الأقل في المدى القريب وقد ارتد الجنيه بسرعة بسبب ذلك وبعد غياب البائعين دون مستوى 1,5800 ومع تقدم الاسبوع الماضي ازداد ارتفاع العملة البريطانية خصوصا مع ضعف الدولار الاخير.

وكانت وقائع اجتماع لجنة السياسية النقدية الأخيرة برئاسة ميرفين كينج قد افادت ان السبب الاساسي لخفض اسعار الفوائد حديثا كان ارتفاع الجنيه مع ان اللجنة حاوت إخفاء ذلك عن الاسواق، غير اننا لا نستبعد تكرار ذلك في المستقبل ولكن على رغم ما ستخرج به اللجنة للأسواق في المستقبل يبقى احتمال حدوث خفض في اسعار الفائدة مربوطا بارتفاع الجنيه.

اليابان

تم تداول الدولار مقابل الين الياباني ضمن نطاق ضيق معظم الاسبوع الماضي، وكانت تصريحات وزير الخزانة الاميركية جون سنو الأخيرة قد ساعدت على عدم ارتفاع الين على رغم بيع الدولار مقابل العملات الأخرى ما قد يسعد المسئولين في وزارة المالية اليابانية ويخفف العبء عن البنك المركزي الياباني.

في هذه الاثناء انخفضت اسواق الاسهم اليابانية ما قد زاد القلق من تضاؤل فرص النمو قريبا. وكان مؤشر الأسعار الاستهلاكية قد انخفض للشهر الثاني على التوالي وذلك بعكس ما كانت تتوقعه الاسواق، فقد انخفض المؤشر الاساسي للاسعار الاستهلاكية من دون المواد الغذائية المتقلبة الاسعار عادة بنسبة 0,4 في المئة مقارنة مع العام الماضي. وعلى صعيد آخر فقد صدمت شركة سوني الاسواق بعد اعلانها عن انخفاض صافي ارباحها في الربع الاول بنسبة 98 في المئة عن العام السابق لكن التاريخ الاقتصادي الحديث لليابان مليء بالصدمات وقد اعتادت الأسواق على ذلك حتى بدا ان هذه الامور تشكل الحال الطبيعية ولذلك نتوقع ان تفتح الاسواق هذا الاسبوع كالمعتاد ويعود الدولار ليبقى ضمن نطاقه المعتاد مقابل الين

العدد 326 - الإثنين 28 يوليو 2003م الموافق 29 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً