أكد السفير المصري في البحرين محمود عبدالجواد - إثر لقاء جمعه يوم أمس برئيس جمعية العمل الديمقراطي عبدالرحمن النعيمي بعد منعه من دخول الأراضي المصرية، وممثلين عن الجمعية - أنها المرة الأولى التي يسمع فيها عن مواطن بحريني يمنع من دخول الأراضي المصرية، إذ «لا» قوائم سوداء «لديّ في السفارة»، لكنه لم يستبعد أن تكون هناك قوائم خاصة لدى السلطات الأمنية في مصر.
إلى ذلك طالب التحالف السداسي حكومة البحرين بالتدخل وإلغاء المنع، فيما اعتبر الناطق الرسمي لـ «العمل» رضي الموسوي، أن النعيمي كان شارك في الذكرى الخمسين لثورة يوليو/تموز ولم تكن هناك مشكلة، ومن المحتمل أن يكون قرار المنع قد حصل بين العامين 2002 و 2003، إلا أن النعيمي اعتبر قرار المنع راجعا إلى «معلومات كاذبة»، أو بسبب بعض الكتابات الأخيرة له في الصحافة المحلية.
الوسط - سلمان عبدالحسين
تقدمت جمعية العمل الوطني الديمقراطي يوم أمس بحسب الناطق الإعلامي في الجمعية رضي الموسوي، بمذكرة احتجاج للسلطات المصرية عن طريق وزارة الخارجية البحرينية، بسبب منع رئيس الجمعية عبدالرحمن النعيمي من دخول الاراضي المصرية، متمنية أن تحل هذه الأمور بالطرق الدبلوماسية، واصفا العمل الذي قامت به سلطات الأمن في مطار القاهرة الدولي بأنه غير مقبول ولا مبرر له.
وبحسب الموسوي، فقد تم اللقاء بين كل من رئيس الجمعية النعيمي، ونائب الرئيس علي صالح، والناطق الإعلامي رضي الموسوي، وسفير جمهورية مصر العربية في البحرين محمود عبدالجواد، واصفا اللقاء بالإيجابي، إذ ان السفير أبدى أسفه لما حصل، واستعداده لأن يوجه رسالة إلى الخارجية المصرية بما جرى، ويطلعهم بالرد وقت وصوله.
وأضاف: مازلنا مستغربين من تصرف السلطات الأمنية المصرية، ونتمنى أن يكون ذلك لبسا أو تشابها في الأسماء، أو خللا فنيا، فإذا ثبت غير ذلك، فهذا يدل على طبيعة الدولة الأمنية التي تقمع أي رأي مخالف لها، مبينا أن النعيمي زار القاهرة في الذكرى الخمسين لاحتفالات ثورة يوليو/ تموز، ولم تكن هناك أية مشكلة، ويبدو أن المشكلة - بحسب الموسوي - قد بدأت بين عامي 2002 و 2003.
إلى ذلك، أكد السفير المصري في مملكة البحرين محمود عبدالجواد لقاءه بأعضاء جمعية العمل، وأنه أبلغ السطات المصرية نبأ منع النعيمي من دخول مصر، موضحا أنه ليست لديه خلفية عن الموضوع، وأن هذه أول مرة يسمع عن بحريني يمنع من دخول مصر، فهناك خطأ - كما قال - ولا يدري به.
وذكر عبدالجواد أنه لا توجد عندي في السفارة «قائمة سوداء» بالنسبة إلى المواطنين البحرينيين، ولكن قد يكون ذلك موجودا عند السلطات الأمنية في مصر، فالمواطن البحريني لا يذهب إلى السفارة المصرية عندما يود الذهاب لمصر، وإنما إلى مطار القاهرة مباشرة، فيما علقت وزارة الداخلية بأن ما حصل للنعيمي من الشئون الخارجية التي لا علاقة للداخلية بها.
وعلق النعيمي على قرار منعه من دخول الأراضي المصرية بالقول: يبدو أن ما حصل كان معلومات كاذبة وأخبار ملفقة، أو عدم ارتياح من السلطات المصرية من بعض المقالات التي كتبتها في «أخبار الخليج»، وهذا دليل على أن أجهزة الأمن لم تتغير عقليتها، فالبحرين فيها حرية، وأنا ذاهب إلى ندوة تتعلق بالديمقراطية، ومع ذلك منعت من دخول مصر ولم تقدم السلطات الأمنية أي تبرير، وهذا شيء مؤسف نتمنى ألا يتكرر.
كما أصدر «التحالف السداسي» بيانا أدان فيه قرار المنع، منتقدا عدم تقديم أي تفسير لهذا الإجراء التعسفي بحق النعيمي، على رغم دخوله الأراضي المصرية مرارا في السنوات الأخيرة، وحضوره الكثير من المؤتمرات القومية والفعاليات الوطنية المصرية.
واعتبرت الجمعيات الست أن هذا الموقف لا يخدم العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، والبلدين والقوى السياسية المصرية والبحرينية، ورأت فيه سلوكا لا يناسب المرحلة الراهنة التي تتطلب المزيد من الانفتاح السياسي والديمقراطية في البلدان العربية، إضافة إلى إلغاء قوائم المبعدين السياسيين العرب، لتحقيق المزيد من التفاعل والتقارب بين القوى الشعبية العربية، لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة.
وأضاف البيان: فيما كان سيشارك النعيمي في فعالية تتعلق بالإصلاحات والديمقراطية، وإذا بأجهزة الأمن المصرية تحتجزه، وتمنع أحد الشخصيات السياسية الفاعلة المدعوة إلى هذه الندوة، ما يؤثر على صدقية الخطاب الرسمي المصري في الانفتاح والإصلاح السياسية والديمقراطية، إذ ناشد البيان الحكومة بإجراء اتصالات مع الحكومة المصرية لمعرفة أسباب المنع وتطويقها مستقبلا
العدد 331 - السبت 02 أغسطس 2003م الموافق 04 جمادى الآخرة 1424هـ