دعا الشيخ شاكر فردان الشباب إلى العودة إلى دينهم بقوله أن «دينكم هو المنقذ لكم». وذلك في ندوة بعنوان «واقع الشباب المعاصر» نظمها ملتقى البحرين الشبابي (تحت التأسيس) اخيرا في جمعية الوفاق الوطني الاسلامية.
وأوضح فردان ان تصرفات من يحمل الأحكام أو علماء الدين قد تكون غير منسجمة أحيانا مع الأحكام الاسلامية. وتحدث فردان عن التحديات التي يواجهها الشاب الملتزم عند دخوله معترك الحياة «فعندما يدخل الجامعة يصدم بالواقع فتتم عملية التصارع ما بين الموروث الديني والواقع المتحرر ما يؤدي الى خلق شخصية هجينة وهذا ما يفسر فصل البعض ما بين المعتقد والتشريعات».
وقال فردان: نحن نتعامل مع ديننا على أنه جزء من الأديان السماوية، ونؤمن بأن هذا الدين يريد ان يضمن لنا كرامتنا، فالقرآن الكريم يحمل هدف هداية الناس، والله سبحانه وتعالى استخلف الانسان في الارض وجعله مسئولا والمسئول لم يخلق عبثا.
وركز فردان في معرض حديثه على الروح واصفا إياها بالقادرة على تدبير البدن.
وبين أن مثلث الكرامة والخلافة والروح يتحكم في الاحكام التي تفرض على الناس.
وأشار إلى أن الاسلام مبني على العلاج الوقائي، فلم يقل القرآن لا تزنوا بل قال: ولا تقربوا الزنى... أي ابتعدوا عن الزنى ومقدماته وكل ما يؤدي إليه. مؤكدا أن التشريعات دائما تأتي لتحقيق سعادة الفرد وسعادة المجتمع. وأدار دفة الحديث إلى طبيعة العلاقة ما بين الجنسين مبينا أن الاسلام وضع خطوطا حمراء اثناء المحادثة ما بين الجنسين، من ضمنها ألا تصل الى حد تحريك الشهوة، والغرض من المنع أن يتعامل مع الانسان على أساس أنه الخليفة والمعمر في الأرض وليس الهدام.
وأضاف: الاسلام يمنع المهاتفات والاتصال الافتراضي (الماسنجر) التي تجرى فيها محادثات عاطفية ما بين الجنسين للحفاظ على الانسان وللرقي به من الدائرة الحيوانية.
وتطرق الى الحجاب وبين أن للحجاب بعدين، بعد اجتماعي وآخر تعبدي، فالمسألة واضحة من خلال نظرية المثير والاستجابة فإن وضعت إثارات سيتحول المجتمع الى مجتمع فاسد. وشدد على ضرورة عدم النظر إلى المفردات بشكل منفصل فالاسلام لوحة فنية متكاملة ومتجانسة وإن قطعت أوصالها سيصعب خلق نوع من التوافق ما بين المفردات والتشريع الاسلامي. وبيّن فردان حاجة المجتمع الى الطرح المتوازن والرؤية الشمولية.
وانهالت الأسئلة على فردان بعد أن فتح باب النقاش وسأل أحد الشباب: هل من الممكن أن تقوم علاقة أخوية ما بين الجنسين؟ وردا على ذلك أجاب: لدينا تفكيك عقلي وتفكيك شرعي، فربما يقبل كلامك عقلا، ولا يمكن قبوله شرعا، إذ ان الانسان لا يستطيع أن يتحكم في عواطفه، أما عن التعرف على الفتاة من أجل الزواج فلا مشكلة ولكن من دون أن يتعدى كل منهما الخطوط الحمراء، فالاختلاط غير محرم شريطة وجود الاطر السليمة. وقال حسن الدقاق في مداخلته: الشباب يلتزمون بالجانب التعبدي وليس العقلي. فرد فردان قد تكون عملية الطرح بعض الأوقات للحكم خاطئة، فالمجتمع بحاجة الى ثقافة تقبل الأفكار. وبين فردان في ختام حديثه أن غالبية المشكلات التي ترد اليه يغلب عليها الجانب العاطفي وأتصور أن هذه الرسائل لابد أن يكون طريقها الاختصاصيون النفسيون وعلماء الدين أحيانا يدخلون أنفسهم في اشياء لا تخصهم. ودعا إلى إنشاء مراكز صيفية تحتضن الشباب ليقضوا بها وقت فراغهم
العدد 331 - السبت 02 أغسطس 2003م الموافق 04 جمادى الآخرة 1424هـ