العدد 360 - الأحد 31 أغسطس 2003م الموافق 04 رجب 1424هـ

21% من الفتيات البحرينيات يشاركن في الندوات

أفاد إحصاء أعده ملتقى البحرين الشبابي (تحت التأسيس) بأن ما نسبته 21 في المئة من الفتيات البحرينيات يواظبن باستمرار على حضور الندوات والفعاليات التي تقيمها المؤسسات الأهلية والاجتماعية في البحرين، جاء ذلك خلال ندوة «فعالية الفتاة في المجتمع» التي أقامها ملتقى الشباب البحريني بمقره في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بمنطقة القفول في الثالث والعشرين من أغسطس/آب الماضي. وشاركت في الندوة ثلاث فتيات تحدثن عن تجربة الفتاة البحرينية وفعاليتها في الحضور على مستوى الساحة الاجتماعية البحرينية خلال الفترة الماضية التي تلت عصر الانفتاح السياسي في البحرين. وفي مستهل الندوة أشارت وضحه المسجن إلى مثلث الفتاة والأسرة والمجتمع، ومدى أهميته في صوغ الحراك الثقافي والاجتماعي للفتاة البحرينية، وقالت إنه في وقت ليس بالبعيد كان الأداء الاجتماعي مقتصرا على الرجل دون المرأة ولفترة زمنية طويلة باعتباره مجتمعا عربيّا / شرقيّا وذكوريّا أيضا، ونبهت إلى تدني مؤشر فعالية المرأة البحرينية، وعزت ذلك إلى أسباب عدة منها ما هو اجتماعي بحت، ومنها ما هو مرتبط ارتباطا وثيقا بديناميكية الفتاة وتركيبتها السيكولوجية، كمسألة الثقة التي تمثل خللا واضحا في آلية تعاطي المجتمع مع الفتاة البحرينية، كما تلعب المثالية هي الأخرى دورا مهما في بلورة النظم التفاعلية للفتاة في بيئتها الاجتماعية التي تنقسم بدورها إلى ثلاثة أدوار، أولاها البيئة الديمقراطية، التي تنتج من خلال اشتراك كل القطاعات في قيادة المسيرة الاجتماعية لهذا النظام، وعلى النقيض تماما يأتي النظام الاتوقراطي المبني على الأحادية ومركزية الفرد الواحد، وبالتالي حدوث ثنائية التابع والمتبوع في التعامل مع القاعدة الجماهيرية. أما النظام الآخر فأطلقت عليه مسمى «مجتمع اللانظام» القائم على الفوضى والعبثية، ولكل من هذه الأنظمة الاجتماعية نمطه الخاص في كيفية التعاطي مع عنصر الفتاة وبنسب متفاوتة تتراوح بين التهميش والإقصاء أحيانا، وطرحت نظام طالبان أنموذجا على ذلك، وبين الحرية المطلقة التي تتحرر من كل القيم والمبادئ الدينية والروحية التي يدين بها المجتمع، داعية إلى منح الفتاة البحرينية الحرية الكافية التي تتناسب مع مبادئها وقدراتها العقلية وفقا لتركيبتها الفسيولوجية.

أما زميلتها زهرة جمعة فتساءلت عن طبيعة الدور الذي يجب أن تلعبه الفتاة البحرينية من خلال تجربتها الميدانية الحافلة، كما تحدثت عن مدى تأثير ثقافة الأسرة البحرينية على درجة انطلاقة الفتاة في محيطها الاجتماعي، ورأت أن هناك الكثير من العوائق التي تحول دون حصول الفتاة على موقعها الاجتماعي المرموق، فهناك - مع الأسف - الكثير من الفتيات المتحجرات اللاتي لا يعين طبيعة دورهن بالشكل الصحيح. وعزت معارضة الآباء لمشاركة الفتاة في الفعاليات والأنشطة الاجتماعية إلى أسباب عدة تتعلق بقناعات الأسرة وتوجهاتها الاجتماعية، فالكثير من الأسر ترى أن مشاركة الفتاة في هذه المحافل غالبا ما تحف بالمخاطر، إضافة الى النظرة التقليدية إلى الفتاة التي ترسخت في الذهنية العقلية للمجتمع والتي تحشر دور الفتاة في زاوية التربية والأمومة فقط. كما أثارت جمعة مفهوم «ازدواجية الفكر» الذي يقصد به التناقض الحاصل في تفكير البعض من الرجال، إذ يبدي قبولا وحماسا لفعالية المرأة، بينما يرفض التعامل بهذا المبدأ عندما يتعلق الأمر بقريبات له، وهذا يدل على مدى الفجوة الفكرية الشاسعة بين النظرية والتطبيق عند الرجال، وخصوصا فئة الشباب منهم. وألقت جمعة باللائمة على الفتاة نفسها التي قبلت بهذا الدور، وتساءلت عن كيفية مساهمة الاسرة في خلق شخصية فاعلة ومتوازنة للفتاة، ورأت ان ذلك يتمثل أولا في احياء مفهوم التدين الصحيح، الذي يتوافق والمرتكزات الدينية وليس القيود التي تحد من نشاط الفتاة وتنسب إلى الدين بينما هي في الواقع لا تمت للإسلام بأدنى صلة، إضافة الى اتباع اساليب التعليم الناشط والهادف الى تعويد الأبناء منذ نعومة اظفارهم على التفكير النقدي السليم والمنطقي، وإبراز قدراتهم الابداعية في المواقف المختلفة داخل الأسرة وخارجها، والاهتمام بتربية الأبناء بعيدا عن التمييز بين تربية الفتاة والشاب، وعدم النظر الى الفتاة على انها الحلقة الاضعف في سلسلة العائلة، لأن ذلك يخلق في نفسية الفتاة شعورا ممزوجا بالقصور والنقص، ويجعل منها شخصية انطوائية بعيدة عن التفاعل الاجتماعي. وعلى العكس من ذلك ترى جمعة ان من الضرورة بمكان العمل على غرس قيم العمل التطوعي والتعاون في نفس الفتاة، ويتأتى ذلك من خلال ادماج الفتاة في المؤسسات الاهلية والثقافية في المجتمع المدني.

كما ركزت زميلتها حنان عباس في مداخلتها على محور غاية في الاهمية، وهو رغبة الفتاة في التغيير. وأوضحت ان الفتاة إنسانة بالدرجة الاولى، ولا يجب التعامل معها بمنط الأنوثة فقط، وهذا يحتم عليها ان تسعى باستمرار إلى النضال في سبيل تحقيق رؤاها الاجتماعية. وترى ان التغيير المقصود هنا هو ارتقاء المراة وخروجها من ذلك النفق المظلم الذي يفرض عليها تكديس قدراتها وطمر طاقاتها. ودعت الفتاة إلى أن تسير قدما نحو الإصلاح بخطوات مدروسة وثابتة، لا تخرج عن نطاق الواقعية أو عن المبادئ والتقاليد الاجتماعية التي تحكم نمط تعامل الفتاة مع محيطها الاجتماعي.

العدد 360 - الأحد 31 أغسطس 2003م الموافق 04 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً