تجري الاستعدادات حاليا لاستقبال (82) ألف شرطي عراقي في القاعدة السوفياتية القديمة ببودابست والتي تدعى «قاعدة تزار» لتدريبهم على مختلف صنوف الإدارة والعمل الأمني؛ ليكونوا جاهزين للانخراط في جهاز الشرطة الجديد الذي تزمع الإدارة المدنية الأميركية تأسيسه في العراق.
والأميركان يريدون ان يدربوا هذا العدد من الشرطة العراقية في غضون 81 شهرا، فقد قال المستشار الأمني للإدارة المحلية في العراق الأميركي برنارد كيرك إننا «نريد أن نضع بيد العراقيين هذه القوة الأمنية»، مضيفا «إن هذه هي الطريقة الوحيدة لتجهيزهم بسرعة كافية».
ويدّعي الأميركان أن ارسال هذا العدد الكبير من الشرطة العراقية لتدريبهم في المجر، يأتي بسبب عدم توافر الإمكانات العملية للقيام بهذه المهمة في العراق.
وتشير المصادر الأميركية إلى ان عمليات التدريب ستستمر إلى نحو ست سنوات، وان هذه القاعدة اصبحت الآن عبارة عن أكاديمية لتخريج الشرطة العراقية.
وكانت القاعدة هذه قد خرّجت في خريف العام الماضي مئات من المتدربين العراقيين الذين عملوا مع قوات التحالف في العراق. وفي الوقت الراهن فإن عدد أفراد الشرطة العراقية يبلغ 73 ألف فرد من الذين كانوا يعملون في أجهزة النظام السابق، ومن هؤلاء ستؤخذ عدة آلاف يجري إعادة تأهيلهم وتدريسهم قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان.
يذكر أن الأميركان بحاجة إلى هؤلاء الشرطة لتحقيق الأمان والاستقرار، والذين ربما يصل عددهم إلى 56 ألفا.
وأكد برنادر كريك ان المجموعة الأولى التي ستلتحق بالقاعدة ستكون بحدود 0051 عراقي، وستصل إلى المجر بعد أربعة أشهر.
ومعظم الذين تدربوا في هذه القاعدة التحقوا بها من العراقيين الهاربين والذين وضعوا قبل سنوات في جزيرة «عوام»، وكذلك من الذين رشحتهم أحزاب وجماعات موالية للأميركان.
ويشكل الأكراد نسبة عالية من الذين سيتدربون في هذه القاعدة، إذ سيصبحون أفرادا في جهاز الشرطة المركزي الذي سيتخذ - حسب الافتراضات المعمول بها إلى حد الآن - من بغداد مركزا له، بينما تكون له فروع في المحافظات.
العدد 364 - الخميس 04 سبتمبر 2003م الموافق 08 رجب 1424هـ