العدد 365 - الجمعة 05 سبتمبر 2003م الموافق 09 رجب 1424هـ

مفتاح: القضايا الكبرى من اختصاص القادة وليس الشباب

في خطب الجمعة

تابع خطيب جامع أبوعبيدة الجراح في المحرق الشيخ إبراهيم بوصندل حديثه عن سيرة الصحابي الجليل بن سلمان الفارسي والفائدة من هذه السيرة، فأشار إلى أنه يوجد عند سلمان الفارسي إصرار على الهداية وإلحاح على الخير، فتراه يتنقل طلبا للعلم في بلدان كثيرة رغبة في ملازمة العلماء، داعيا في هذا المجال المسلم الحريص على دينه، إلى أن يلازم العلماء العاملين فيتعلم منهم، ويتأثر بهم، وأن يسأل عن العلماء من يثق به، ويتثبت ممن يلازمه.

وذكر بوصندل أن اليهود والنصارى والمجوس والهندوس مذكور في كتبهم النبي (ص) أحيانا باسمه وأحيانا بصفته ورسمه، «وقد أخبرني أحد الإخوان في البحرين أنهم جلبوا خادمة آسيوية، وبعد فترة وجيزة عرضوا عليها الإسلام، فقالت لهم إننا لانزال ننتظر رسولا آخر بعد عيسى (ع) ولكن اسمه ليس محمدا بل أحمد».

ومن فوائد سيرة سلمان - كما قال بوصندل - تفقد النبي لأصحابه وسؤاله عنهم ومساعدته إياهم، إذ كان يتحرى أمر سلمان مع أنه لم يكن حينها إلا فارسيا غريبا فقيرا مملوكا، فأمره بالمكاتبة ومعناها أن يشتري حريته من سيده، داعيا الصحابة إلى إعانته على ذلك، مؤكدا ضرورة أن يكون تعامل الرسول شأن المسلمين بدءا من ولي الأمر الذي يتفقد الرعية ويتحرى أمرهم ويعينهم ويأمرهم بالتعاون والتكافل.

أما خطيب جامع كانو في القفول، والقاضي بالمحكمة السنية الشيخ فريد مفتاح، فوجه نداءه إلى الشباب في «ظل اختلاف المناهج والاجتهادات غير الواضحة، والانحراف الفكري والتخبط المنهجي والحركي»، مشيرا إلى أن سبب ذلك هو التقصير في طلب العلم الشرعي والجهل بالفهم الديني الوسطي، وانكفاء وعجز العلماء عن مسايرة وفهم الواقع المعاصر، إضافة إلى نشر الأفكار المنحرفة وتسلط الأعداء واحتلال الأراضي ونهب الخيرات والثروات، وهذا ما خلق - بحسب مفتاح - رد فعل عند الشباب عجز العلماء عن احتوائه.

ولفت مفتاح أنظار الشباب إلى أن الفصل في قضايا الشعوب ومعالجة الشئون المصيرية عند الأمم من اختصاص العلماء والمفكرين والقادة والساسة من كهول رجالاتها الذين عركتهم الحياة وحنكتهم التجارب على حد تعبيره، مستنكرا أن يكون الحديث في قضايا الشعوب في الوقت الحاضر ومعالجة تلك الملمات «كلا مباحا للشبان والشيب والعالم والجاهل».

وأضاف «بل تجد أشخاصا يقتحمون مسائل لو عرضت على الفاروق لجمع لها أهل بدر» مستهجنا أن يكون الحديث عن القضايا الشرعية والفتاوى الدينية ومصائر الأمة ميدانا للعوام من الناس، والصحافيين والمثقفين ممن هم غير مختصين فيها.

واعتبر مفتاح أن القضايا الكبرى كاستعداء بعض الأمم وجر الأمة إلى مواجهات غير متكافئة، وتحديد ساح المعارك واتخاذ قرار المواجهة العسكرية من الأمور التي يجب أن تقف عندها جرأة الشباب وإقدامهم وانفعالهم، وعليهم أن يوكلوا الأمر إلى العلماء المتخصصين الربانيين، وأهل الشأن من القادة المحنكين الذين شابت لحاهم في الإسلام كما قال، لكنه لم ير بأسا من التشاور والتناصح وإبداء الرأي بأسلوب علمي هادئ وبناء، بعيدا عن الحماس والتسرع والاستعجال والانفعال المفضي إلى الهلاك.

العدد 365 - الجمعة 05 سبتمبر 2003م الموافق 09 رجب 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً