رحب عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمس بالعلماء والمفكرين المشاركين في مؤتمر التقريب بين المذاهب بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة في قصر الروضة، وأشاد بالدور الكبير الذي يقومون به.
وقدم جلالة الملك كلمة امام الشيوخ والعلماء وقال: «ان مملكة البحرين وهي من أولى الديار المباركة في بلاد العرب التي خصها نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام بتوجيه رسالة الدعوة الإسلامية السمحة، فاستجاب ملكها وأهلها إلى الدين القويم طوعا واقتناعا، ومازالت بفضل الله على هديه عن بصيرة وتسامح وعدل كما هو دأبها عبر تاريخها الحضاري القائم على التعايش والانفتاح، وهو تراث أصيل نعيشه في واقعنا إلى اليوم وقد عقدنا العزم على استمراره وتعميقه نحو الغد الأفضل بحول الله كنموذج حي في وطننا العربي وعالمنا الإسلامي وفي النطاق الإنساني أجمع».
وأضاف «وانه لمبعث اعتزازنا أن تختاروا البحرين لاجتماعكم هذا في لحظة تاريخية نعتقد أن العرب والمسلمين أحوج ما يكونون فيها إلى الاتحاد فيما بينهم على كل صعيد - قادة ودولا وشعوبا واتجاهات سياسية وفكرية - وذلك بنهج الحوار السمح المنفتح على آفاق الحقيقة والخير في البناء المشترك بروح الأمانة والمسئولية.
أننا أهل قبلة واحدة نتوجه إليها وتجمعنا رسالة جامعة لا تفرق، وما يجمعنا أعظم وأجل من أن نختلف عليه، فلا تعصب لدينا لأي مذهب ولن نتوقف عن هذا المسعى النبيل الذي نأمل أن يؤدي الى التقارب بين المسلمين، وبما لا يسمح لأي اعتبار أن يباعد بيننا، وفي هذه الربوع من بلاد العروبة والإسلام تظل غايتنا السامية وحدتنا الوطنية بكل ما تعنيه من تكاتف وتضامن وكلنا اعتزاز بذلك».
بعد ذلك ألقى الإمام الاكبر شيخ الأزهر الشريف الشيخ سيدمحمد طنطاوي كلمة أمام عاهل البلاد قال فيها: «ان هذه الصفوة المباركة من علماء الامة الاسلامية الذين يشاركون في المؤتمر (التقريب بين المذاهب الاسلامية) والذي يحظى برعاية كريمة من جلالة العاهل المفدى تتقدم بخالص الشكر إلى مملكة البحرين ملكا وحكومة وشعبا على هذه الرعاية وعلى كرم الضيافة.
ان هذا المؤتمر بموضوعه المهم وبمقاصده وغاياته ليعقد فى وقته المناسب، ونحن نعيش في عصر المسلمون احوج فيه الى التقارب والتعاون والى المحبة الخالصة والاخوة الصادقة والى التكاتف والتآزر بعد ان صرح اعداء الله عز وجل واعداء المسلمين بعداوتهم وما تخفي صدورهم اكبر، واضاف الطنطاوي «ان هذا الجمع المبارك من صفوة العلماء اتفق على ان شريعة الاسلام تغرس في قلوب اتباعها ما يقوي ويؤكد وحدة العقيدة ونعمة الاخوة الصادقة وفضيلة التعاون».
وقال «ان هذا الجمع المبارك الذي يسعد بان يلتقي في مملكة البحرين ذات الحضارة العريقة اتفق على ان المذاهب الاسلامية جميعها تتفق على الاركان والاصول والواجبات والعقائد وفي العبادات والمعاملات والفضائل والآداب، وان وجد خلاف فيها فانما هو خلاف في الفروع وليس في الاصول ولكننا نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ونؤمن بالقدر خيره وشره ونشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وكلنا والحمد لله نحافظ على فرائض الله من صلاة وزكاة ومن صيام وحج».
واضاف «ان هذا الجمع المبارك اتفق على وجوب احترام اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لانهم هم الذين تلقوا هذا الدين عن سيدنا وشفيعنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وبلغوه الى من جاء بعدهم ولأن الله مدحهم عز وجل في كتابه في آيات متعددة.
بعد ذلك ادى حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى ورئيس الوزراء والمشاركون في المؤتمر صلاة الظهر في قصر الروضة بصورة جسدت وحدة المسلمين بمذاهبهم كافة ونبذ الفرقة بينهم وعكست المبادئ السمحة التي جاء بها الدين الاسلامي الحنيف واكدتها الاحاديث النبوية الشريفة.
هذا وقد اقام الملك المفدى مأدبة غداء ظهر امس تكريما لاصحاب الفضيلة العلماء والمفكرين والباحثين والمشاركين في اعمال مؤتمر التقريب بين المذاهب الاسلامية.
العدد 381 - الأحد 21 سبتمبر 2003م الموافق 25 رجب 1424هـ