نقلت مصادر صحافية عن وزير الخارجية السوداني مصطفى إسماعيل قوله أمس إن السودان تلقَّى من الولايات المتحدة الضمانة بأنها ستسحب اسمه من قائمة الدول الداعمة للإرهاب. وأعلن إسماعيل الموجود في نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، انه أجرى محادثات مع المسئولين الأميركيين توصل بنتيجتها إلى «اتفاق بشأن رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على السودان وسحب اسم بلاده من قائمة الدول الداعمة للإرهاب». وذكرت صحيفة «الرأي العام» أن الوزير السوداني أضاف أنه «يبقى الآن تحديد موعد تنفيذ هذه الإجراءات». السودان مدرج منذ العام 3991 على قائمة وزارة الخارجية الأميركية للدول الداعمة للإرهاب. وقد فرضت العقوبات الاقتصادية ضده منذ العام 7991. وبحسب إسماعيل، فان وزير الخارجية الأميركي كولن باول اتصل بالرئيس السوداني عمر البشير أمس الأول لتهنئته بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع المتمردين. وقد وقَّع الجيش الشعبي لتحرير السودان (المتمردون الجنوبيون) بقيادة جون قرنق والحكومة السودانية الخميس الماضي اتفاقا بشأن المسائل الأمنية، وتتواصل المحادثات بهدف التوصل إلى إبرام اتفاق سلام شامل لوضع حد لعشرين عاما من الحرب الأهلية.
وفي الإطار ذاته قال النائب الأول للرئيس السوداني على عثمان محمد طه في كلمة ألقاها أمام الحشود التي استقبلته لدى عودته من نيفاشا إذ تجرى المفاوضات - مخاطبا الجماهير «جئناكم باللبنة الأولى للسلام وبالأساس المتين لصنع السلام وسنستكمل مفاوضات السلام حتى نصل إلى السلام الدائم والشامل على أساس الإخوة والتسامح والعدالة لكل السودانيين». وأوضح أن الحديث عن قسمة السلطة مع الحركة الشعبية هو حديث عن حقوق الناس، مشيرا إلى أن السلطة مفتوحة أمام كل الأحزاب السياسية وكل مناطق السودان.
وعلى المستوى الدولي أعرب الاتحاد الأوروبى عن ترحيبه بالاتفاق الإطاري للترتيبات الأمنية والعسكرية بين الحكومة والحركة الشعبية، مشيرا في بيان له إلى أن الاتفاق أرسى الدعائم لمواصلة المفاوضات بشأن المسائل المتبقية. وحث الاتحاد الحكومة والحركة على مواصلة التفاوض للتوصل لاتفاق سلام شامل.
من جانب آخر رحبت منظمة الأمم المتحدة بالتقدم الذي حدث في مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة، معربة عن استعدادها لتقديم الدعم الإنساني لمسيرة السلام. وقالت الأمم المتحدة - في بيان أصدره مكتبها في الخرطوم أمس - إن الميزانية التي خصصتها لبرامج ما بعد الحرب في السودان للعام الجاري تبلغ 2,603 مليون دولار. كما رحبت الهند بالاتفاق، وأشادت وزارة خارجيتها بالحكمة والثقة المتبادلة التي أظهرها الطرفان.
الدوحة - أ ف ب
قال السفير السوداني لدى الدوحة محمد الدابي أمس إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير سيقوم اليوم بزيارة لقطر لوضع أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في صورة اتفاق السلام السوداني الأخير. وأضاف السفير أن البشير «سيؤدي زيارة قصيرة إلى قطر اليوم لإطلاع الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على الاتفاق الإطاري للترتيبات الأمنية الذي تم توقيعه قبل يومين مع حركة جون قرنق في كينيا». وكانت قطر رعت العام 8991 اتفاق سلام بين السودان واريتريا. وقد وقعت الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة العقيد جون قرنق الخميس الماضي اتفاقا على المسائل الأمنية لكن المفاوضات ستتواصل لإبرام اتفاق سلام شامل لإنهاء حرب أهلية مستمرة منذ 02 عاما. من جهة أخرى منح أمير قطر الأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان قلادة الاستقلال وهى أعلى وسام بدولة قطر تقديرا لجهوده القيمة في خدمة السلام والأمم المتحدة.
العدد 387 - السبت 27 سبتمبر 2003م الموافق 01 شعبان 1424هـ