قال رئيس جمعية التوعية الإسلامية الشيخ سعيد النوري إن «الانتفاضة خلقت مأزقا وجوديا وأرضيا شاملا للعدو الصهيوني، وهذا ما يدفعه لبناء جدار العزل، والعمل على استهداف رموز العمل والمقاومة السياسية والجهادية، فقد أسقط العدو الصهيوني كل الخطوط الحمراء وأصبحت المعركة مفتوحة من الجانبين».
جاء ذلك في المسيرة التي نظمتها جمعية «التوعية الإسلامية» اليوم مسيرة شعبية بالمناسبة بعد صلاة الجمعة في الدراز.
وقال رئيس اللجنة الإعلامية جعفر القدمي: إن «هذه المسيرة هي الأولى التي تنظمها الجمعية في ذكرى الانتفاضة، وخرجت مسيرة في العام الماضي في الذكرى نفسها ولم تكن من تنظيم الجمعية».
ودعت المسيرة في ذكرى الانتفاضة الفلسطينية التي تمثل يوما للوحدة الإسلامية كما عبر عنه الكثير من المشاركين ومن خلال عباراتهم ونداءاتهم وشعاراتهم التي أشارت إلى حرصهم الكبير على إضفاء صبغة الوحدة الإسلامية على هذا اليوم.
وأضاف القدمي أن «المسيرة تأتي تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وضمن برامج من الفعاليات تقوم بها من أهمها: مهرجان القدس ومهرجان التضامن مع الشعب الفلسطيني». وخرجت المسيرة من دوار الدراز حتى دوار سار بعد صلاة الجمعة وتقدمها عدد من علماء الدين والمثقفين.
وقد ردد المشاركون شعارات موحدة لا تنتمي إلى أية طائفة معينة وإنما جاءت كلها لتصب في هدف واحد هو الوحدة الإسلامية ووحدة القضية الإسلامية واعتبر هذا النوع من الشعارات جاءت لتذويب معنى الطائفية وإنهاء الصبغة المذهبية في مثل هذه المسيرات التي تهدف لخلق جو من الوحدة بين مختلف الأطياف.
وألقى النوري كلمة بهذه المناسبة قال فيها: إن «الشعب الفلسطيني رابط ثلاث سنوات من عمر الانتفاضة صامدا وثابتا في الخندق الأول، نيابة عن كل المسلمين في هذه المعركة، التي كان من المفترض أن يشارك فيها كل الأمة الإسلامية».
مؤكدا أن «الشعب الفلسطيني يجسد الأمة ويمثلها في المعركة للدفاع عن شرف الأمة وكرامتها وعن المقدسات الإسلامية، وإنه قدم التضحيات والقرابين والشهداء واثبت هذا الشعب العظيم قدرته على صناعة الأبطال والشهداء فكلما غاب شهيد وبطل نبتت من دمائه قافلة أخرى من الأبطال والشهداء».
موضحا انه «على رغم ضخامة الخسائر والتضحيات المادية والمعنوية، فإن قافلة التحرير الفلسطينية تسير بكل قوتها في الاتجاه الصحيح نحو النصر، واستطاعت الانتفاضة تحقيق ضربة للكيان الصهيوني في كل الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية، وتحطيم صورة الوطن البديل والجيش الذي لا يقهر».
وقال الشيخ النوري عن الانتفاضة: «صنعت معادلة لتوازن الرعب والخوف، فإذا كان الصهاينة يمتلكون أحدث الأسلحة لقتل الفلسطينيين وتدمير بيوتهم، فإن المجاهدين الفلسطينيين يمتلكون الروح الإستشهادية والجهادية، وبالتوكل على الله يستطيعون نشر الرعب والخوف المضاد في عمق الكيان الصهيوني».
وأضاف «ليعلم الصهاينة عن مواجهة الشعب الفلسطيني ليست نزهة أو لعبة واهية، ويعلم المراهنون على المفاوضات أنها لن تصنع يوما انتصارا إلا إذا تقدمتها قافلة الشهداء».
مشيرا إلى أن صمود الانتفاضة الفلسطينية يعيد للمسلمين صحوتهم ويقظتهم، ويحرك فيهم الطاقات المخزونة، فالدم الفلسطيني الذي سال على أرض فلسطين يصنع ثقة وصحوة وطاقة في نفوس كل المسلمين.
وتطرق بعد ذلك إلى «الأزمة التي تمر بها الأمة الإسلامية والشعب الفلسطيني والذي يعد منعطفا تاريخيا صعبا وحرجا بعد حوادث 11 سبتمبر/أيلول، فأميركا تحتل عنوة أفغانستان والعراق وتهدد دولا إسلامية أخرى بالعدوان، وتوزع تهم الإرهاب بالمجان على الحركات الإسلامية، كما تعمل على محاربة الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا وتمنع المساعدات الخيرية عنه، والعالم وخصوصا الدول الأوروبية التي أصبحت تتبع الهمجية الأميركية، مع وجود الغزو الحضاري والثقافي الذي يتحرك في الاتجاهات لمسخ هوية الأمة».
ورأى النوري انه في هذه الظروف «العصيبة ينبغي على الأمة أن تتوحد وتنصهر في بوتقة التلاحم والاتحاد الثقافي والسياسي والاجتماعي، وان تلتف حول قضاياها الأساسية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وان تتناسى الخلافات الجانبية، وتحاول تقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني في هذه الظروف».
العدد 393 - الجمعة 03 أكتوبر 2003م الموافق 07 شعبان 1424هـ