قال استشاري مرض السكري فيصل المحروس إن الدراسات تُشير إلى أن نسبة مرضى السكري أو ما يُسميه الخبراء بـ «القاتل الصامت» في سكان دول مجلس التعاون الخليجي ستصل إلى أربعين في المئة من السكان بحلول العام 2020، ولفت إلى أن هذه النسبة يمكن تطبيقها على باقي الدول العربية.

وأشار إلى أن خبراء الإحصائيات في العالم يُشيرون إلى أن مرض السكري أصبح من الوبائيات العالمية (pandemic) والذي يُنافس في انتشاره أمراضا أخرى مثل الأيدز سواء في الدول النامية أو المتقدمة.

ودعا المحروس إلى إجراء مسح بياني شامل للمصابين بداء السكري لمعرفة مدى انتشاره، إذ من الصعب السيطرة على المرض بدون إحصاءات دقيقة وشاملة.

وأوضح المحروس «تعتبر دول مجلس التعاون من الدول التي ينتشر فيها السكري بشكل ملحوظ وخاصة في الآونة الأخيرة بسبب الطفرة الاقتصادية والحياة المرفهة، وهذا الوضع يستدعي استنفارا كاملا على كافة الأصعدة من تثقيف صحي وتوفير العلاج الضروري للسيطرة على انتشاره والوقاية من الإصابة بالمرض والكشف المبكر للمرض وإنشاء مراكز تخصصية للسكر في جميع المحافظات، وتبين الإحصاءات أن نسب الإصابة بالسكري في الفئات العمرية المختلفة تزداد مع تقدم العمر، فنجد أن النسبة هي 10 في المئة في الفئة العمرية من 25 إلى 34 سنة، بينما نجد النسبة 30 في المئة في الفئة العمرية من 55 إلى 65 سنة».

وأضاف «تحتل الدول العربية ستة مراكز متقدمة ضمن أكثر دول العالم في نسب الإصابة بالسكري؛ فست دول عربية احتلت ستة مراكز متقدمة ضمن قائمة تضم أكثر عشر دول في العالم فيها نسب عالية للإصابة بالمرض، وفقا للطبعة الثالثة من أطلس مرض السكري الذي تعده المنظمة الدولية لمرض السكري، فقد احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثانية على مستوى العالم، فيما كانت السعودية هي صاحبة المركز الثالث، وتلتها كل دول الخليج».

وبين المحروس «تشير آخر الإحصائيات العالمية بأن حوالي 250 مليون شخص مصاب بداء السكري في العالم حاليا ومن المتوقع أن يصل العدد في العام 2025 إلى 300 مليون شخص، وهناك أعداد مقاربة لهذه الأعداد مرشحة للإصابة بداء السكري، ولسوء الحظ فإن 50 في المئة من هؤلاء لا يعلمون بأنهم مصابون بالسكر، و50 في المئة من المصابين لا يتلقون العلاج اللازم، وأكثر من 70 في المئة من الذين يتلقون العلاج اللازم لا يحققون المطلوب لتجنب مضاعفات المرض».

وحول أسباب الإصابة بالسكري أفاد المحروس «تعتبر السمنة من أهم أسباب إصابة البالغين بسكري النوع الثاني في دول الخليج».

ويمضي المحروس «هناك ثلاثة أسباب رئيسية للإصابة بالسكري بشكل عام وهي الوراثة وقلة النشاط البدني وزيادة الأكل وبالتالي زيادة الوزن، وتزيد هذه الأسباب في منطقة الخليج نتيجة نمط الحياة السهل والتأثر بعادات الأكل الغربية مثل الوجبات السريعة، فهناك دراسة أشارت إلى أن السعوديين كانوا يأخذون 70 في المئة فقط من الاحتياج اليومي للبروتين، أما اليوم فإنهم يأخذون 250 في المئة من احتياجهم اليومي من البروتين، وما ينطبق على السعودية ينطبق على باقي دول الخليج»