العدد 2638 - الأربعاء 25 نوفمبر 2009م الموافق 08 ذي الحجة 1430هـ

مؤلف «طاش» بـ «المنتدى»: المجتمع المدني سيقود معركة مواجهة التطرف

عوَّل مؤلف مسلسل «طاش ما طاش»، السعودي عبدالرحمن الوابلي على مؤسسات المجتمع المدني المستنيرة والأجيال المقبلة لتقود معركة التغيير ومواجهة قوى التطرف والأصولية بالمجتمعات.

ودعا الوابلي، في ندوة نظمتها جمعية المنتدى بمقرها مساء الثلثاء الماضي بعنوان: «العرب في ظل غياب منظومة أخلاقية»، إلى بذر «القيم الليبرالية» في النشء ليساهموا في بناء مجتمعاتهم بشكل بعيد عن القيم الرعوية والقبلية والمحافظة.

وشهدت الندوة حضورا واسعا من المثقفين وأصحاب الأعمال إضافة إلى عدد من أعضاء وأصدقاء الجمعية والمهتمين.

ونسب بيان صحافي لجمعية المنتدى من مقرها بالعدلية إلى الوابلي، وهو محاضر بكلية الملك خالد العسكرية بالرياض، قوله إن «العرب لا يفرقون بين الأخلاق والأخلاقيات ونعتبرها واحدة، حيث لا تساعدنا لا اللغة ولا الضمير الجمعي على رؤية الفرق الواضح والجلي بينهما، وأخذنا نخلط بينهما».

وأوضح أن «هنالك فرقا كبيرا بين الأخلاق (Morals) والأخلاقيات (Ethics). فالأخلاق هي مجموعة القيم والمبادئ التي تحرك الشعوب مثل العدل والمساواة والحرية؛ وتصبح مرجعية ثقافية لها وسندا قانونيا تستقي منه دولها أنظمتها وقوانينها. أما الأخلاقيات فهي مجموعة القيم والآداب، المتعارف عليها شفاهة أو كتابة بينهم، والتي تحرك أصحاب مهنة معينة، والتي يبنون عليها الأنظمة والقوانين التي يعملون تحت ظلها، أي ما نطلق عليه بأخلاقيات المهنة».

وبيَّن أنه «عادة ما تكون أخلاقيات مهنة ما، متضاربة مع أخلاقيات مهنة أخرى؛ وذلك من سبيل حماية المصلحة الخاصة والذود عنها، أي انه ليس بالضرورة، أن تكون أخلاقيات مهنة متماشية مع أخلاقيات مهنة أو مهن أخرى، أو مع الصالح العام. فكل مهنة بالطبع، تتحيز لنفسها ولمصلحة العاملين بها».

وقال: «إن الدين بشكل عام هو سند للأخلاق، وفي كثير من أحكامه الفقهية ضابط إن لم يكن مضادا للأخلاقيات. أي ان الدين أتى داعما ومؤيدا للأخلاق، التي تصب في الصالح العام. وتظهر المشكلة جلية عندما يتم الخلط بين الأخلاق والأخلاقيات، وهذا ما وقع به العرب قديما وحديثا. حيث خلطوا الأخلاق بالأخلاقيات، أو بالمعنى الأدق، دمجوا الأخلاق بالأخلاقيات وتعاملوا معها من هذا المنظور، المجحف بحق الأخلاق، وأصبحوا يتمتعون بأخلاقيات لا بأخلاق، ويعتبرونها هي الأخلاق. ولذلك فقدوا أي منظومة أخلاقية تنبع منها ثقافتهم الوجدانية الجمعية وتستند عليها قوانينهم وأنظمتهم الحياتية الخاصة والعامة».

وأضاف: «أتى هذا الخلط الغريب والعجيب، من التكوين البنيوي الاجتماعي والثقافي ثم السياسي التاريخي للعرب، فقبل أن تتكون للعرب دولة، بمعنى الدولة التي تكونت لاحقا، كان غالبية العرب، يقطنون الصحراء، ويمتهنون مهنة الرعي. ولذلك فمن الطبيعي أن تظهر لديهم أخلاقيات المهنة واضحة وجلية، وهي أخلاقيات مهنة الرعي. وهذه المنظومة من الأخلاقيات، وليست الأخلاق، هي التي شكلت ثقافة القبيلة من عادات وتقاليد، أخذت تحركهم وتحفظ مصالحهم، ضد المهن الأخرى وأصحابها. ولذلك ليس بالمستغرب أن يستنكف العربي القبلي من المهن الأخرى مثل الصناعة والزراعة ويحقرها، والتي كان من الممكن أن تغري بعض الرعاة من ترك مهنة الرعي والانتقال للعمل بها».

وتابع «وقس على ذلك الاندماج مع الآخر وما شابه ذلك من عادات وتقاليد، تمليها أخلاقيات مهنة الرعي. والأخلاقيات تعتمد دوما على مفهوم التميز الذاتي والإقصائة للآخر. وعاش العرب تحرك ثقافتهم ووجدانهم الجمعي أخلاقيات مهنة الرعي، لأكثر من ألفي سنة، قبل أن تتأسس لهم دولة».

وأشار الوابلي إلى أنه «ليس بالمستغرب بأن لا تهز قضية امرأة عجوز، قد توجد ميتة في بيتها من الجوع والبرد ضمير العرب الجمعي، وتعصف في وجدانهم قضية شابة تخلع نقابا أو حجابا، وتصبح قضيتهم الشاغلة دون غيرها من قضاياهم المصيرية وقضايا الأرض قاطبة. فالأولى تنتمي لمنظومة الأخلاق العدل والتكافل الاجتماعي؛ حيث لا وجود لها في ضميرهم الجمعي، والثانية تنتمي لمنظومة أخلاقيات الرعاة، وهي الخروج عن أعراف وتقاليد وشروط القبيلة، الحاضنة والمستأمنة على مراعاة وحفظ أخلاقيات الرعي».

من جانبه، قدّم الناقد الثقافي زكريا رضي تعقيبا على ورقة الوابلي، وقال إن «أخلاق العرب أو أخلاقياتهم كما افترضها الباحث ما عادت بمعزل عن مجمل الإرادات والسياسات إقليمية كانت أم دولية. المحلي المغرق في خصوصيته وتقاليده العرفية والقبلية يمكن له بين عشية وضحاها، أن يصير أمميا ودوليا، ومحكوما باتفاقيات ومعاهدات ملزمة في بعضها، وغير ملزمة في بعضها الآخر».

وأضاف أن «تزف فتاة في العاشرة من عمرها أو أقل إلى رجل سبعيني، أو ثمانيني، دون أدنى كرامة أو استهجان لسحق الطفولة، أو أن يكون دافع الشرف المروم يتحول إلى جلاد يجلد العذراء على الشك والظن، والتهمة، أو أن يذبح الأبناء بدم بارد، لتصفية خصومة بينية، أو نزاع عائلي، أو أن يجز رأس كاتب ويحكم بهرطقته وكفره ببساطة، تكشف عن أننا قد وصلنا إلى سطوة الجلد بما فيه الكفاية وبكل أريحية وحفاوة».

العدد 2638 - الأربعاء 25 نوفمبر 2009م الموافق 08 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:15 ص

      هذا المؤلف قام بكتابات بطولية لتصديه أعمال التطرف وندعوه إلى أعمال الوحده

      هذا المسلسل الذي خدم الكثير من القضايا السعودية وتمنينا هذه التجربة في البحرين من خلال التطرق القوي والمعالجه مع وجود مثل هذه المسلسلات في البحرين وهي تختص بالمعالجات فقط البسيطه التي تعود كتابنا على سردها وما نتمناه من كتابنا هو معالجات أكبر كما قدمه الفنان القطري غانم السليطي من التجنيس وغيره من القضايا التي تهم المجتمع البحريني مع الفنان الإماراتي جابر نغموش والذي تطرق إلى مجموعة قضايا إماراتي ولا تقتصر كونها إماراتيه أكرر بكتابات تدعم الوحده والإنسجام بين المسلمين

اقرأ ايضاً