العدد 2647 - الجمعة 04 ديسمبر 2009م الموافق 17 ذي الحجة 1430هـ

القطان ينتقد التعامل الغربي في القضية الفلسطينية

أكد أنه تحرك ضد الإسلام

انتقد خطيب الجمعة في مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان الإزدواجية في التعامل الغربي مع المسلمين على رغم المصالح المشتركة الكثيرة، مؤكدا أن استهداف الغرب للدول الإسلامية وتعاملها معها في القضية الفلسطينية يشير إلى أنها حرب على الدين.

وأشار القطان إلى أن «منتصف القرن الماضي وحين وضعت الحروب العالمية أوزارها وبعد أن انتهت الحروب الأهلية في الغرب، أورثهم ذلك كله قناعات لا سير لركب الحضارة ولا اندفاع في سبيل التقدم العلمي ولا رفاهية تنشدها الشعوب وطلقات النار تسمع من هنا وهناك والمدافع تحمل إلى جنبات الأرض الهلاك»، وتابع «ولا يمكن لبيت أن يخرج عالما ولا لبلد أن ينشد رقيا وأنت ترى في زواياه بكاء ونحيبا على شجر كان مثمرا وبيت كان مشيدا وكان جميلا»، ولفت إلى أن «عقلاءهم تنادوا ودعوا حكماءهم لإنشاء منظمات ومجالس وهيئات، وسعوا في وضع عهود وعقود ومواثيق وبنود تكفل للمنتمين إليها الأمن وتكفل للمنظم إليها النصرة على نوائب الزمان، وعدوان الأبعاد وطمع الجيران».

ونوه الخطيب إلى أن «الدول العربية والمسلمة دخلت في الكثير من المنظمات تنشد ما يرنوا إليه غيرها من الأمان والاستقرار راغبة مشاركة الإنسانية أمنها وحضارتها، إلا أن الناظر إلى حال العالم اليوم بعد قيام تلك الهيئات والمنظمات لا يحتاج إلى كثير تأمل ليعرف بعد ذلك أن الظلم لم يخف وأن الدماء لم تجف وأن الحروب لم تنتهِ ولم تقف إنما تغيرت مواقعها على الخارطة فحسب»، مشيرا إلى أن «الحروب هجرت الغرب إلى الشرق واستوطنت بلاد العرب والمسلمين، لتقف تلك المؤسسات ليس في موقع المتفرج وحسب بل تقوم بدور المبرر للجريمة أحيانا وقد يحصل تدخل إيجابي في مرات قليلة ولكن بعد فوات الأوان وخلق واقع جديد في المنطقة يخدم مصالح الدول المتنفذة»، مضيفا «وبقدر ما تنتجه مؤسسات العلم والفكر في الغرب من تنظير لحقوق الإنسان وإثراء في مفهوم العدالة والمساواة بقدر ما تكون النتيجة عكسية على ديار المسلمين»، وقال مستغربا «وكأن التناسب عكسي بين تنظير الغرب وحال الشرق والهوة غير قابلة للردم بين مبادئ شعوب الغرب التي تفاخر بها وبين مواقف حكوماتهم تجاه قضايانا وأن العاقل ليتساءل بكل دهشة ما مصلحة الحكومات الغربية في كسر الكفة أحيانا؟».

وأردف القطان «إنك عندما ترى المصالح المتبادلة والتي لم تمنعنا منها شريعتنا لرأيت أن من مصلحة الغرب الاقتراب أكثر من المسلمين، فهم أكثر من مليار إنسان تحوي بلادهم خير العالم ووقوده، وتتقاطع على أرضهم الطرق البرية والبحرية والجوية والمنافذ المهمة في العالم»، ونبه إلى أن «عقول المهاجرين منها ساهمت في البحوث الغربية والمختبرات وكانوا ومازالوا راغبين في التعايش السلمي مع الآخرين، ومع ذلك تهدر كل هذه الاعتبارات لصالح عدوهم الذي احتل ديارهم وشرد أهلهم»، واستطرد «عدوهم الذي لا يتجاوز عدده بضعة ملايين، مكتسبون عداء مئات الملايين مقابل حفنة قليلين، معرضين مصالحهم للخطر ومستقبلهم للمجهول، ويحتقرون كل جنس سواهم، ولو كانت هذه القلة صاحبة حق وعدل في قضاياها لكان الأمر مفهوما»، وأوضح «لكنك حين تتأمل هذه المعادلة من الحكومات الغربية ترى أنها لا يمكن أن تستقيم على أي فهم مصلحي إلا أن يكون القصد دينيا والمصلحة عقدية، وهو ما صرح به الكثير منهم مجترين تاريخا ملطخا بالعداء وترادف الحروب الصليبية على المسلمين».

وأكد أن «هذه النتيجة هي أخطر ما يثير المسلمين ويرخصون لأجله دماءهم وأرواحهم، والمتأمل في التاريخ يرى أن المسلمين لم يدخلوا معركة إلا وكانت الغلبة لهم وإن منوا بانكسارات هنا أو هناك»، وبيّن «إننا نتابع بكل أسى ودهشة سياسة بعض الحكومات في العالم والتي لم تفلح في شيء مؤخرا ما أفلحت في اكتساب الأعداء ولم تنجز أكثر من تكريس الكراهية لها وإن ظنت وهي في غطرسة جبروتها أنها في مأمن من انفجار غليان مازالت توقد نارها فلقد ذاقت هي مثلما ذاق غيرها بعض ما فلعته في بلاد المسلمين».

العدد 2647 - الجمعة 04 ديسمبر 2009م الموافق 17 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً